حذرت وزارة الدفاع الأمريكية‏(‏ البنتاجون‏)‏ في تقريرها السنوي أمس من أن الصين تحولت الي قوة عسكرية كبري في آسيا مع توسع قدراتها العسكرية و الصاروخية‏. ‏مشيرة إلي ان الشفافية المحدودة في الشئون العسكرية والأمنية بالصين تعزز الشكوك وتزيد امكانية سوء الفهم والتقدير واندلاع مواجهات في المنطقه‏.‏ وكشف البنتاجون عن أن الصين كثفت استثماراتها في الآونة الأخيرة في عدة مجالات بما في ذلك الأسلحة النووية والصواريخ طويلة المدي و الغواصات وحاملات الطائرات‏,‏ كما طورت قدراتها في الحرب الإلكترونية لتعزيز المدي الذي يتيح لها توجيه ضربات دقيقة لاهداف برية وبحرية بعيدة‏.‏ وأكد البنتاجون أن إنفاق الصين علي الأسلحة قد ازداد بشكل كبير و فعال‏,‏ فقد رصد التقرير إجمالي نفقات وزارة الدفاع الصينية لعام‏2009‏ بما لا يقل عن‏150‏ مليار دولار أمريكي اي بزيادة قدرها‏7,5%‏ ولكنه يمثل فقط خمس ما ينفقه البنتاجون في حربي العراق وأفغانستان‏.‏ وأضاف التقرير أن الصين نشرت ما بين‏1050‏ و‏1150‏ صاروخا ذاتي الدفع قصير المدي عبر مضيق تايوان حتي العام الماضي وه العدد نفسه الذي ورد في تقرير البنتاجون العام الماضي‏.‏ ورجح البنتاجون أن تتمكن الصين بحلول النصف الاخير من هذا العقد من تشكيل قوة متواضعة الحجم والحفاظ عليها مثل عدة كتائب من القوات البرية أو أسطول بحري يضم ما يصل الي‏12‏ سفينة للمشاركة في صراع محدود بعيدا عن أراضيها‏,‏ و أفاد تقرير وزارة الدفاع بأن الصين لديها برنامج نشيط لتطوير وإنشاء عدة حاملات طائرات من المتوقع أن تبدأ في تشييدها بحلول نهاية العام الحالي‏,‏ كما أظهر البنتاجون أن الصين تنوي توسيع ترسانتها من الغواصات النووية وقاذفات الصواريخ البحرية‏..‏ في الوقت نفسه‏,‏ ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن البنتاجون أعربت عن قلقها من تنامي قوة الصين العسكرية بصورة كبيرة وهو ما يجعلها أكبر وأكثر تأثيرا وقوة في المنطقة‏,‏ مشيرة إلي رفض بكين اتهامات وزارة الدفاع بأن ذلك من شأنه زعزعة استقرار وأمن المنطقة‏.‏ وأشارت إلي أن كبار المسئولين في البنتاجون اعتبروا أن جزءا كبيرا من برنامج تحديث الجيش الصيني قد يعكس طموح قوة عالمية صاعدة سيجعلها منافسا مقلقا لمصالح الولايات المتحدة في منطقة المحيط الهادئ‏.‏ وقالت نيويورك تايمز‏:‏ إنه مما زاد من مخاوف البنتاجون هو رفض بكين التعامل مع وزارة الدفاع الأمريكية في شئون ضبط التسلح وعزمها تطوير أسلحة تلغي قدرة السفن الحربية الأمريكية علي استخدامها في المياه الدولية‏.‏ من جانبهم‏,‏ رفض كبار مسئولي البنتاجون‏,‏ ممن قاموا بأصدار التقرير‏,‏ التعليق علي الدراسة أو الدخول في أي حوار سياسي‏,‏ بينما قال الديمقراطي آيك سكيلتون رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب أنا مشارك لوجهة نظر البنتاجون‏,‏ وأعرب عن قلقه من تحديث الجيش الصيني بما في ذلك أنشطته البحرية في بحر الصين الجنوبي‏,‏ وزيادة قدراته الحمائية التي لم تدعم بشكل واضح أهداف الأمن القومي في الصين‏.‏ وبعد ساعات من إصدار تقرير البنتاجون‏,‏ أعلنت تايوان أنها كانت تراقب عن كثب التسلح الصيني‏.‏ في الوقت نفسه‏,‏ جددت وزارة الدفاع في تايوان مطلبها للولايات المتحدة أمس بشراء منظومة أسلحة متطورة بما فيها صواريخ إف‏16‏ وغواصات ديزل لتمنحها قوة عسكرية تستطيع من خلالها الدفاع عن نفسها ضد أي هجوم محتمل من الصين‏.‏ وذكرت الوكالة الفرنسية أن هذا الطلب لم يلق أي ترحيب من قبل الإدارة الأمريكية‏.‏ والجدير بالذكر أن الصين هددت بغزو تايوان التي تتمتع بالحكم الذاتي ويفصلها عنها مضيق تايوان حيث تعتبره اقليما منشقا منذ نهاية الحرب الاهلية الصينية عام‏1949‏ وتصر علي ضرورة ضمه ولو بالقوة إن لزم الأمر‏.‏