استعدت الأسواق التجارية والمجمعات الاستهلاكية لاستقبال شهر رمضان بطرح الآلاف من الأطنان من الياميش والتمور الجافة والسلع الغذائية الأساسية.
وهي التي يحتاجها الصائم علي رأسها الألبان ومنتجاتها واللحوم والدواجن والفول المدمس والخضراوات والفاكهة. تشير حركة المبيعات والأسعار الي أن هناك ارتفاعا في أسعار اللحوم والطيور يصل الي30% بينما انخفضت اسعار الياميش عن العام الماضي بنسبة تتراوح بين10 ـ40% مع بعض الأنواع وارتفعت اسعار قمر الدين30% عن العام السابق بينما استقرت اسعار التمور الجافة رغم السيول التي التهمت كميات كبيرة من البلح في أسوان وشهدت الفاكهة ارتفاعا يتراوح بين10 ـ30% خصوصا المانجو والعنب والخوخ والبرقوق, بينما انخفضت اسعار الحبوب باستثناء الأرز الذي ارتفع بنسبة25%. في جولات عديدة علي الأسواق التقت الصفحة الاقتصادية بعدد من تجار الجملة والقطاعي فتحدثوا عن هذه الاستعدادات وحركة اسعار هذه المنتجات فقالوا!
المشروبات الطبيعية
في مجال الياميش والعطارة.. تحدث رجب العطار رئيس شعبة العطارة وعضو مجلس ادارة غرفة تجارة القاهرة.
فقال: ان فاتورة استيراد الياميش هذا العام تتراوح بين80 ـ100 مليون دولار وهي بضائع طازجة مستوردة من7 دول عربية وأجنبية وتتميز اسعار هذا العام بنسبة انخفاض تتراوح بين10 ـ40% لبعض الأنواع مثل اللوز والبندق لكن قمر الدين ارتفعت أسعاره بنسبة30% بسبب ضألة الانتاجية في سوريا وتركيا وان البضائع تم تخزينها في مخازن التجار لكن نظرا لحلول موسم الصيام في عز الحر فانه يتوقع زيادة الاقبال علي المشروبات والعصائر الطبيعية مثل العرقسوس والخروب والكركديه والتمر هندي والدوم وأسعارها لم تتحرك كما أن اسعار العطارة مثل الكمون والفلفل الأسود وغيرها يزداد الاقبال عليها في رمضان أيضا واسعارها ثابتة لم تتحرك.
ويشير الي أن منتجات الياميش مدة صلاحيتها تتراوح بين عام وعامين لكنه يؤكد ان موسم رمضان يستوعب كافة الكميات المستوردة ومايتبقي من الصفقات المستوردة يستخدم في صناعة الحلوي والمولد النبوي, مشيرا الي أن حركة المبيعات تبدو بطيئة هذا الموسم بسبب خروج الأسر المصرية من موسم الامتحانات واعلان النتائج وانشغالها بالتنسيق اضافة الي موسم التصييف.
يحذر العطار من التعامل مع باعة الأرصفة والجائلين لأن منتجاتهم فاسدة وتضر بصحة المواطنين.
أما أسواق الحبوب والتمور الجافة فهي مستقرة كما يؤكد نعيم ناشد معوض عضو شعبة الغلال وصاحب شركة لتجارة واستيراد وتصدير الحبوب والتمور الجافة. لأن الموسم هذا العام يخيم عليه الكساد بسبب الدروس الخصوصية وموسم العودة للمدارس والمصايف, مشيرا الي أن الكمية المطروحة في الأسواق وصلت الي250 ألف طن بالرغم مما أتلفته السيول في اسوان مقارنة بالعام الماضي حيث بلغت350 ألف طن.
يضيف أن اسعار هذا الموسم ـ تنخفض بنسبة10% حيث يتراوح سعر الكيلو في الجملة مابين4 ـ10 جنيه للكيلو بالنسبة لجميع الأنواع مشيرا الي أن التجار طرحوا منتجاتهم منذ ليلة النصف من شعبان حيث تصل حركة السوق الي ذروتها قبل حلول الشهر الكريم بثلاثة أيام وتستمر حتي الأيام العشرة الأولي من رمضان.
ويقول ان التمور الجافة تحتوي علي فيتامينات سريعة الوصول الي الدم فتمد الجسم بالطاقة التي يفتقر اليها الصائم طوال نهار رمضان, علاوة علي ذلك فان موسم بيع التمور الجافة يوفر الآلاف من فرص العمل للشباب النازحين من الوجهين القبلي والبحري حيث يحرص هؤلاء علي بيع البلح في أسواق القاهرة الكبري والشعبية حيث يحققون أرباحا كبيرة من وراء بيعه لتوفير النفقات المدرسية والجامعية.
يقول إن منتجات البلح المجفف في سيوة يتم تصديرها الي دول أوروبا حيث تجري عمليات تجفيفه وتعبئته بوسائل تكنولوجية حديثة بل يباع في المحافظات الشاطئية والسياحية داخل مصر.
الفول المدمس والأرز
وعن الحبوب الجافة يقول نعيم ناشد معوض إن أسعار الفول المدمس مستقرة برغم أن استهلاكه في شهر رمضان يزيد علي30% من الإنتاج المحلي لتناوله في السحور, فهو وجبة أساسية تقاوم الإحساس بالجوع ويستغرق وقتا طويلا لهضمه, حيث تصل كميات استهلاكه300 ألف طن في شهر رمضان, مشيرا إلي أن الإنتاج المحلي لا يكفي سوي45% من الاستهلاك ويتم تعويض الكميات التي نحتاجها بالاستيراد من فرنسا وانجلترا واستراليا, حيث تلاحظ أن الفلاح المصري لم يعد يقبل علي زراعته لأن تكلفته مرتفعة.
يقول: في رمضان يزداد الإقبال علي الأرز باعتباره سلعة غذائية استراتيجية يقبل علي تناولها كل المصريين حيث شهدت أسعاره ارتفاعا قبل حلول رمضان بنسبة35% ثم عادت أسعاره تهدأ مرة أخري, بعدما قامت الحكومة بطرح كميات كبيرة منه في المجمعات الاستهلاكية ولدي البقالين التموينيين, مشيرا إلي أن هذه الأزمة في الأرز كان سببها قرار وزير الزراعة بتخفيض المساحات المنزرعة بالأرز لترشيد استهلاك المياه لأنه يحتاج كميات كبيرة من المياه عند الري. وفي سوق اللحوم والدواجن.. أكد محمد وهبة رئيس شعبة القصابين أن السوق عرض وطلب وكلما زاد الطلب ارتفعت الأسعار, مشيرا إلي أن الإنتاج المحلي لا يكفي50% من الاستهلاك, لذا لابد من سد هذه الفجوة من خلال اللحوم المستوردة والدواجن والطيور المحلية لكن للأسف لا تزال السوق تعاني من نقص حاد في الإنتاج مما يفسر ارتفاع الأسعار المستمر في اللحوم حيث وصل قبل رمضان إلي أكثر من30% بينما ارتفعت أسعار الدواجن أيضا بسبب النقص الحاد في الإنتاج والتهام الأوبئة مثل أنفلونزا الطيور لكميات كبيرة من هذه الدواجن.
أما الدكتور علاء رضوان رئيس شعبة اللحوم والدواجن المستوردة بغرفة الصناعات الغذائية باتحاد الصناعات نأكد أن أسعار اللحوم والدواجن يتوقع لها أن تواصل الصعود عقب عيد الفطر المبارك وأن الحكومة تحاول أن تخمد نار الأسعار الحالية من خلال زيادة الاستيراد من الخارج وتوفير كميات كبيرة من اللحوم المذبوحة والحية المستوردة خصوصا إن الإنتاج المحلي يعاني فجوة كبيرة في الإنتاجية تتسع بصفة مستمرة.
يؤكد أن الأسعار ستواصل ارتفاعاتها لقلة الإنتاج في الدول المنتجة مثل استراليا والهند والبرازيل وعلاوة علي ذلك فإن مصانع مصنعات اللحوم مثل اللانشون و الهامبورجر وسوف ينشط تصنيعها عقب عيد الفطر لاستقبال موسم الدراسة حيث تزداد فيه نسب الإقبال علي هذه المصنعات التي تستخدم في الساندوتش المدرسي.
ويقول إن الإنتاج المحلي في تناقص مستمر بسبب عزوف الفلاحين عن التنمية وارتفاع أسعار الأدوية والفاكسينا لمواجهة الأمراض والأوبئة التي تقضي علي قطعان الماشية والطيور في المزارع.
ويضيف أن اللحوم والدواجن المستوردة ارتفعت أسعارها في الخارج بسبب انخفاض أسعارها في الخارج بسبب انخفاض الإنتاج العالمي, مؤكدا أن أزمة اللحوم البلدية لن تحل مالم توفر للمربين الأعلاف وعودة مشروع البتلو الذي توقفت عنه وزارة الزراعة.
الكنافة والقطايف
من الحرف المهنية التي يتميز بها هذا الشهر الكريم هي صناعة الكنافة والقطايف حيث تحل علي المصريين في موسم رمضان كالطيف وتلازم الصائمين حتي نهاية رمضان كما يقول عتريس عرفة أقدم كنفاني في السيدة زينب, مشيرا إلي أن أسعار الكنافة هذا الموسم لن تتغير بالرغم من ارتفاع أسعار جميع أنواع الخامات علي رأسها الدقيق وأسعار الطاقة والعمالة, لكن نظرا لحالة الركود السائدة في الأسواق فإنه يفضل أن يضحي بجزء من هامش ربحه إلي أن يمر الموسم بسلام, لأن موسم الكنافة سنوي وتظل طوال أشهر العام ضعيفة الإقبال عليها.
يضيف أن الإقبال علي الكنافة الآلي هو السائد لكن اليدوي لايزال يتمسك بها أهالي المناطق الشعبية لأن لها مذاقا خاصا لذا فإنه لا يزال يحتفظ بفرن تصنيع الكنافة يدويا رغم أن الآلي أوفر وأسرع في إنتاج الكنافة.