‏ لقي‏74‏ شخصا علي الأقل مصرعهم وأصيب العشرات في انفجارين متزامنين في العاصمة الأوغندية كمبالا الليلة قبل الماضية‏,‏ أثناء احتشاد العديد من المشجعين لمتابعة المباراة النهائية لكأس العالم في كرة القدم بين منتخبي إسبانيا وهولندا‏.

 وذلك في الوقت الذي وجهت فيه السلطات الأوغندية أصابع الاتهام إلي حركة شباب المجاهدين الصومالية المتمردة ردا علي مشاركة أوغندا في قوات حفظ السلام الأفريقية في الصومال أميصوم‏.‏

وقال قائد الشرطة الأوغندية كالي كايهورا إن الهجوم الأول وقع في مطعم اثيوبي في جنوب العاصمة‏,‏ بينما وقع الهجوم الثاني في ناد رياضي في شرقها‏.‏ وأضاف كايهورا في تصريحات للصحفيين أن هذه القنابل استهدفت بشكل مؤكد المتفرجين علي نهائي كأس العالم‏,‏ بهدف إيقاع أكبر عدد من الضحايا‏.‏

وأوضحت جوديث ناباكوبا المتحدثة باسم الشرطة أنه تأكد مقتل‏15‏ شخصا في مطعم القرية الإثيوبية و‏49‏ في نادي لوجوجو للرجبي‏,‏ إضافة إلي إصابة‏71‏ شخصا آخرين‏.‏ وأشارت المتحدثة إلي أن من بين القتلي‏10‏ إثيوبيين أو إريتريين‏.‏ وأعلنت السفارة الأمريكية في كمبالا أمس أن مواطنا أمريكيا لقي مصرعه في الاعتداءين‏,‏ بينما شاهد مراسل وكالة الأنباء الفرنسية ثلاثة جرحي أمريكيين في مستشفي مولاجو الرئيسي في كمبالا‏,‏ والذي نقل إليه عشرات المصابين لتلقي الاسعافات‏.‏ وأكدت جماعة إنفيسبل تشيلدرين أوف سان دييجو للإغاثة والتي مقرها في كاليفورنيا أن القتيل الأمريكي هو أحد العاملين بها ويدعي نات هين‏.‏

وأكدت الحكومة الأوغندية أمس أن هناك مؤشرات علي أن مهاجمين انتحاريين نفذا الاعتداءين‏,‏ وسط مخاوف من الشرطة بأن حركة الشباب الصومالية المرتبطة بتنظيم القاعدة متورطة في الهجوم‏.‏ وقال فليكس كولايجي المتحدث باسم الجيش الأوغندي أمس إن مهاجما انتحاريا صوماليا ربما يكون مسئولا عن أحد الانفجارين‏.‏

وفي أحد المكانين تعرف المحققون علي رأس مقطوع لصومالي نشتبه في أنه ربما كان مهاجما انتحاريا‏.‏ نشتبه في أنها حركة الشباب الصومالية إذ أنها تتوعد بذلك منذ فترة‏.‏ ولم تعلن أي جهة علي الفور مسئوليتها عن التفجيرين‏.‏

من جهته‏,‏ رفض الشيخ يوسف شيخ عيسي أحد قادة حركة شباب المجاهدين الصومالية تأكيد أو نفي مسئولية حركته عن الهجوم المزدوج‏.‏

ونقل راديو هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي أمس عن عيسي قوله إنني سعيد لوقوع هذين الانفجارين في أوغندا‏,‏ علي حد قوله‏.‏

وكان الشيخ مختار روبو المعروف بأبو منصوم أحد زعماء حركة شباب المجاهدين الصومالية المتمردة والمتحدث السابق باسمها قد دعا الإسلاميين المتعاطفين مع الحركة إلي استهداف البعثات الدبلوماسية لكل من أوغندا وبورندي بأي مكان بالعالم لمشاركة البلدين بقوات في قوة حفظ السلام في الصومال‏.‏ وتدعم قوات حفظ السلام الأوغندية الحكومة الصومالية التي يساندها الغرب وتسعي جاهدة للتغلب علي متشددين إسلاميين يستلهمون فكر تنظيم القاعدة وتقودهم حركة الشباب المتمردة‏.‏

ويأتي هذا الانفجار قبل أسبوع من القمة السنوية لقادة دول الاتحاد الأفريقي‏.‏

ورفض المتحدث باسم الحكومة الأوغندية بشكل قاطع مسألة تأجيل أو إلغاء قمة الاتحاد الإفريقي المقررة بين يومي‏19‏ و‏27‏ يوليو الجاري‏,‏ وقال إن التفجيرات حدثت في جميع أنحاء العالم‏,‏ ومن المؤكد أن قمة الاتحاد الأفريقي ستعقد في موعدها‏,‏ مؤكدا أنه سيتم تشديد إجراءات الأمن قبل القمة‏.‏

في الوقت نفسه‏,‏ أدانت الولايات المتحدة بشدة هذه التفجيرات‏,‏ وعرضت تقديم المساعدة لأوغندا إذا طلبت ذلك‏.‏ وقال المتحدث باسم البيت الأبيض روبرت جيبس إن الرئيس باراك أوباما يشعر بالأسي والحزن العميق إزاء هذه الأرواح التي أزهقت نتيجة ماوصفه بالهجمات الجبانة‏.‏

وأكدت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون‏,‏ في بيان امس‏,‏ وقوف الولايات المتحدة إلي جانب أوغندا‏,‏ منوهة بعلاقة الصداقة التي تربط بين البلدين حكومة وشعبا وعزمها العمل معها حتي يمثل الجناة أمام العدالة‏.‏ وأعربت عن أسفها لسقوط ضحايا وعزائها لأسر القتلي والمصابين سواء من الأمريكيين أو الأوغنديين‏.‏ وذكر راديو سوا الأمريكي أمس أن الإدارة الأمريكية علي اتصال مع سفارتها في كمبالا ومع مكتب التحقيقات الفيدرالية إف‏.‏ بي‏.‏ اي للنظر في أي طلبات مساعدة من قبل الحكومة الأوغندية‏.‏

كما أدان الاتحاد الإفريقي أمس التفجيرين‏.‏

وقال مفوض الاتحاد الأفريقي للسلام والأمن رامتان لامارا‏,‏ في تصريحات لوكالة الأنباء الفرنسية عبر الهاتف من سيشيل حيث يشارك في مؤتمر حول القرصنة الصومالية‏,‏ إنه عمل إرهابي ويجب إدانته بأشد الوسائل المممكنة‏.‏

وأضاف نحن ندين هذا العمل الموجه ضد دولة أفريقية تنشط في الترويج لأهداف الاتحاد الأفريقي‏,‏ وهذه الهجمات تثبت أن الإرهاب يمكن أن يضرب أي مكان‏.‏

ووصف الرئيس الصومالي شيخ شريف أحمد أمس التفجيرات بأنها عمل دنئ وشرير‏,‏ وقال أحمد‏,‏ في بيان‏,‏ إن حقيقة أن الضحايا كانوا يستمتعون بمشاهدة نهائي كأس العالم تكشف عن الطبيعة الشريرة والقبيحة للمنفذين‏,‏ وتؤكد الحاجة إلي استئصال من لا يقدرون قدسية الحياة الانسانية من المنطقة‏.‏ وأكد أن هذا العمل الإرهابي سيزيد من قوة الروابط بين شعبي الصومال وأوغندا‏,‏ ولن يتسامح المجتمع الدولي أو المنطقة مع انتشار انعدام الأمن‏.‏ وقال بيريكيت سيمون رئيس مكتب المعلومات في الحكومة الإثيوبية إنه عمل جبان من تنفيذ إرهابيي حركة الشباب‏,‏ علي حد وصفه‏.‏