بحث مجلس الأمن تطبيق العقوبات المفروضة على إيران وقرر تشكيل هيئة من الخبراء الدوليين للمتابعة، فى الوقت الذى اشتكت فيه روسيا لمجلس الأمن من مصادرة ألمانيا بعض المعدات.
والتى كانت متجهة إلي مفاعل نووي في ايران, مؤكدة أن هذه التحركات تتفق وقواعد الامم المتحدة, بينما أكد رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة الأدميرال مايكل مولين أن توجيه ضربة عسكرية ضد إيران سيؤدي بشكل كبير إلي زعزعة استقرار المنطقة, وأن إسرائيل تتفهم ذلك الأمر, لكنه حذر من أن طهران ستواصل سعيها لحيازة سلاح نووي حتي بعد تشديد العقوبات عليها.
وتلقي مجلس الأمن, خلال اجتماع رسمي أمس الأول, تقريرا حول تطبيق جميع العقوبات المفروضة علي إيران, بالإضافة إلي تشكيل لجنة خبراء لضمان تطبيق الدول هذه العقوبات.
وقالت المندوبة الأمريكية في الأمم المتحدة سوزان رايس عندما يتم تشكيلها بالكامل, فإن اللجنة ستكون أعيننا وآذاننا في الميدان, معربة عن أملها في أن تعمل هذه اللجنة بنهاية هذا الصيف.
وأضافت أن كفاءة نظام العقوبات علي إيران هي أساسا مسئولية كل دولة عضو في الأمم المتحدة.
وقال دبلوماسيو الأمم المتحدة إن روسيا أبلغت أعضاء لجنة عقوبات إيران المنبثقة عن المجلس أنها غاضبة لاستيلاء ألمانيا علي مواد تكنولوجية كانت مرسلة الي مفاعل بوشهر النووي الذي بناه الروس في إيران واستجواب عدة رجال فيما يتصل بهذه الصفقة.
ودون ذكر ألمانيا بالاسم قال سفير روسيا لدي الامم المتحدة فيتالي تشوركين لاعضاء المجلس ـ خلال اجتماع بشأن عقوبات الامم المتحدة علي طهران ـ إن موسكو غاضبة من إجراءات تتخذها دول ثالثة لمنع توصيل مواد معينة الي ايران. ووصف تشوركين هذه القيود التي تتجاوز حدود اربع مجموعات من العقوبات علي ايران بسبب برنامجها النووي بأنها غير مقبولة و لا تتفق وقرارات مجلس الامن.
وقال دبلوماسيون طلبوا ألا تنشر أسماؤهم إن التعليمات الصادرة عن الاتحاد الاوروبي بشأن تنفيذ عقوبات الامم المتحدة علي إيران تتجاوز في مداها تلك العقوبات الصادرة عن المنظمة الدولية ولا تستثني مفاعل بوشهر الذي من المقرر أن يفتتح في أغسطس المقبل. وشكت موسكو أيضا بشأن تحركات الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي في الآونة الاخيرة لتشديد عقوباتها الثنائية علي ايران وهي خطوات اتخذت بعد أن وافق مجلس الأمن علي مجموعة رابعة من عقوبات الأمم المتحدة علي طهران في وقت سابق من هذا الشهر.
من جهته, أكد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أنه من الضروري أن ترضخ إيران لمطالب المجتمع الدولي وتثبت الطبيعة السلمية لبرنامجها النووي. وأضاف لافروف, خلال لقائه تسيبي ليفني زعيمة المعارضة ورئيسة حزب كاديما الإسرائيلي في القدس المحتلة الليلة قبل الماضية, علينا أن نطالب إيران بأن تعمل وفقا لقرارات مجلس الأمن والوكالة الدولية للطاقة الذرية حتي نكون واثقين من أن برنامج طهران النووي ذو طبيعة سلمية, ورأي أهمية إعادة إيران إلي العملية التفاوضية. وذكرت وكالة تاس الروسية أن لافروف دعا لاجتماع بين إيران وأمريكا وروسيا والوكالة الدولية للطاقة الذرية لإنهاء الأزمة الحالية حول البرنامج النووي الإيراني.
من جانبه, أكد رئيس لجنة الأمن القومي والشئون الخارجية في البرلمان الإيراني علاء الدين بوروجردي أن خفض مستوي العلاقات مع روسيا ليس مطروحا, نافيا بذلك صحة ما أعلنته مجموعة من وسائل الإعلام الإيرانية أن البرلمان ناقش هذا الموضوع ردا علي تأييد موسكو لفرض مجلس الأمن عقوبات جديدة عليها.
في الوقت نفسه, أكد رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة الأدميرال مايكل مولين, خلال منتدي أسبين الأمني في ولاية كلورادو الأمريكية الليلة قبل الماضية, أن إيران ستواصل سعيها لحيازة سلاح نووي حتي بعد تشديد العقوبات عليها.
ونقل راديو( سوا) الأمريكي أمس عن مولين قوله إن توصل إيران لحيازة أسلحة نووية أمر بالغ الخطورة, مشيرا إلي أنه لا يوجد سبب الآن يدعو للثقة بتأكيدات إيران بأن برنامجها النووي سلمي, ولاسيما بعد اكتشاف الموقع النووي السري في قم.