تقول الدكتورة هالة حماد استشاري الطب النفسي وزميل الكلية البريطانية، إن “توهم الأمراض” مرض نفسي شائع يجعل الفرد دائماً لديه احساس بأنه مُصاب بمرض ما أو يعاني من أعراض جسمانية معينة، كما أنه مرض منتشر في الدول العربية وباكستان بشكل كبير.

وأوضحت حماد في حديث خاص لـ”محيط”، أن المرض النفسي ينقسم إلى نوعين، الأول “السوماتيزيشن”، والثاني يسمى “الهيبوكوندريا.”

النوع الأول

أشارت حماد إلى أن المرض النفسي المعروف بـ”السوماتيزيشن” يظهر في سن الطفولة في صورة تقلصات وآلام جسمانية تسببها المشاكل النفسية التي يتعرض لها الإنسان، وبالتالي يعبر عن ألمه النفسي من خلال بعض الأعراض الجسمانية.

وأفادت أن حياة المريض المصاب بـ”السوماتيزيشن” تدور حول وهمه بأنه مصاب بمرض ما، فيلجأ إلى العيادات المختلفة، وعمل الفحوصات بشكل دائم، كما تظهر عليه دائماً أعراض القلق الشديد والاكتئاب، مما يصيبه بالتوتر الدائم والضغط عصبي والنفسي.

وأوضحت حماد أن هذا المريض يرغب في لفت الانتباه دائماً، مضيفة أن الطبيب يكتشف أنه يعاني من مرض نفسي بعد مرور سنوات، يكون حينها قد تناول العديد من الأدوية التي تؤثر على صحته، ويكون المرض في مرحلة متأخرة.

النوع الثاني

وأضافت حماد أن النوع الثاني لمرض توهم الأمراض المسمى بـ”الهيبوكوندريا”، يظهر دائماً قبل سن الخمسين، ويصاب به الرجال والنساء، وتكون الحالة أسوأ، حيث يتصور الشخص أنه مصاب بمرض خطير، وأن حالته في تدهور مستمر.

ويعتبر هذا المرض النفسي من أصعب الحالات التي تُعالج لأن برغم طمأنة الطبيب للمريض بكافة الطرق، إلا أنه قد يلجأ للعديد من العمليات الجراحية دون داعي.

أعراض المرض النفسي

وذكرت الدكتورة هالة أن أعراض الإصابة بمرض “توهم” الأمراض هى:

- تقلصات ومغص المعدة.

- الرغبة في القئ.

- بعض الأعراض الجلدية، مثل هرش الجلد والحرقان والاحساس بالتنميل.

- التقلصات الشديدة أثناء الدورة الشهرية عند النساء قد يكون لها علاقة في بعض الأحيان بالإصابة بهذا المرض.

وأوضحت حماد أن مدة المرض تستمر لسنوات قد تزيد أو تقل حسب المرحلة، مما يؤثر على علاقات المريض الاجتماعية والعملية وعلاقته بأسرته.

وأكدت على ضرورة توعية الأطباء، مشيرة إلى أن التشخيص الدقيق لهذا المرض يقوم على أساس نقطتين:

- معاناة الشخص من أعراض جسمانية مختلفة لسنوات دون وجود سبب عضوي حقيقي.

- عدم اقتناع المريض بتشخيص الطبيب بأنه سليم ولا يعاني من أمراض جسمانية.

علاج المرض

وأكدت حماد أن كلما كان التشخيص مبكراً كلما سهل العلاج، واستشارة الطبيب النفسي لمعرفة إذا المريض لديه اكتئاب أو قلق لمعالجته منهما بمضادات الاكتئاب والقلق، وأيضاً:

- التعرض لجلسات علاج مستمرة على مدى شهور لتدعيمه نفسياً.

- العلاج المعرفي السلوكي لتوعيته بالمرض.

- تناول بعض أدوية أمراض الذهان المضاداة للضلالات فى بعض الحالات.