توصل الكونجرس الأمريكي بمجلسيه النواب والشيوخ إلي اتفاق على مشروع قرار مشترك لتشديد العقوبات على إيران بسبب برنامجها النووى يشمل عقوبات جديدة تتعلق بقطاعى الطاقة والمال.
بينما أكدت روسيا أنها تود الحصول علي ضمانات بعدم مساس العقوبات الامريكية الجديدة بمصالح شركاتها, وذلك خلال زيارة الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف لواشنطن ومباحثاته مع نظيره الأمريكي باراك أوباما غدا, في الوقت الذي هددت فيه طهران بمهاجمة السفن الأجنبية في الخليج العربي وخليج عمان ردا علي قرار مجلس الأمن بتفتيش السفن التجارية الإيرانية, واعتبرت أن العلاقات بين أيران وأمريكا مظهر لانعدام الثقة.
وقال رئيس اللجنة المصرفية في مجلس الشيوخ كريس دود ورئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب هاوارد بيرمان, في بيان أمس الأول, إنهما يوزعان مشروع القرار علي أعضاء الكونجرس الذي من المتوقع أن يقره خلال أيام. وأكد دود وبيرمان أن مشروع القرار يعطي الرئيس أوباما سلسلة من الأدوات والوسائل القوية للتعامل مع التهديدات التي تمثلها إيران وإرغامها علي تغيير اتجاهها.
وتهدف العقوبات الجديدة إلي التأثير علي تزود إيران بالوقود بالرغم من كونها أحد المنتجين العالميين للنفط ولكنها تستورد40% من استهلاكها من الوقود بسبب عدم قدرتها علي تكرير الكميات التي تحتاجها. وتم توسيع العقوبات علي الشركات الأجنبية التي تستثمر اكثر من20 مليون دولار في قطاع الطاقة في ايران.ويطول مشروع القانون الشركات الأم أو الشركات التابعة لها التي لها أعمال مع ايران.
وحسب البيان فإن النواب أضافوا إلي النص الأصلي لمشروع القرار سلسلة إجراءات مالية, حيث سيتم حرمان البنوك الأجنبية التي تبرم صفقات تجارية مع البنوك الإيرانية الرئيسية أو مع الحرس الثوري من التعامل مع النظام المالي الأمريكي.
ويجب أن تقدم المصارف الأمريكية تقريرا عن نشاطات فروعها التي يمكن أن تكون ضالعة في عمليات مصرفية مع ايران. كما سيحظر مشروع القانون علي الشركات الأجنبية العمل في إجراء صفقات عامة مع الحكومة الأمريكية إن كانت تقدم إلي إيران وسائل تقنية قد تستخدمها طهران للتشويش الالكتروني علي الاتصالات وحرية التعبير.
ومن حيث تطبيق العقوبات, يعزز النص العقوبات التي تواجهها الشركات الأمريكية التي تنتهك العقوبات. ويفرض مشروع القانون أيضا عقوبات علي الأشخاص الذين ينتهكون حقوق الانسان في إيران ويريدون السفر الي الخارج.
من جهته, أعرب المتحدث باسم البيت الأبيض روبرت جيبس عن تقديره لاتفاق قادة مجلسي الشيوخ والنواب علي مشروع القرار الذي يعطي الرئيس سلطة جديدة ويقوي الاستراتيجية متعددة الأطراف لعزل إيران والضغط عليها. وأكد أن البيت الأبيض سيعمل مع الكونجرس في الأيام المقبلة لإقرار مشروع القانون. ويجب ان يقر كل مجلس الصيغة التي تم الاتفاق عليها قبل أن ترفع الي الرئيس أوباما كي يوقع عليها لتصبح قانونا نافذا.
من جهته, صرح مساعد الرئيس الروسي للشئون الخارجية سيرجي بريخودكو بأن بلاده تود الحصول من الولايات المتحدة علي ضمانات بعدم مساس العقوبات الأمريكية المنفردة بالشركات الروسية. وذكرت وكالة نوفوستي الروسية للانباء أن الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف سيقوم بزيارة واشنطن ليبحث مع نظيره الأمريكي غدا الموقف الراهن بهذا الصدد.
في الوقت نفسه, أكد رئيس مجلس الشوري الإيراني علي لاريجاني أن العلاقات بين إيران وأمريكا في الوقت الحاضر هي مظهر لانعدام الثقة, مضيفا أن سوء ظن جاد يساور الايرانيين تجاه اداء امريكا. ونقلت وكالة مهر الايرانية أمس عن لاريجاني قوله في اجتماع مشترك لأعضاء لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية ورؤساء ممثليات المنظمات الدولية في إيران, إن سبب عدم نشوب حرب عالمية جديدة هو خشية القوي العظمي من بعضها بعضا بسبب الخسائر الناجمة عن الحربين السابقتين, مشيرا إلي فشل مجلس الأمن في الحيلولة دون وقوع الحروب الصغيرة بين الدول.
من جهته, أكد رئيس لجنة الأمن القومي والعلاقات الخارجية في مجلس الشوري الإيراني علاء الدين بروجردي أنه في حال قيام البعض بتفتيش السفن الإيرانية فإن سفنهم ستتعرض للهجوم من قبل البحرية الإيرانية, مطالبا بدعم القوات والقطع البحرية لأداء هذه المهام.
وذكر تقرير لوكالة فارس الإيرانية شبه الرسمية بثته أمس أن بروجردي هدد عقب لقائه قائد القوات البحرية الإيرانية بمهاجمة السفن الأجنبية في الخليج العربي وخليج عمان ردا علي القرار الذي صدر عن مجلس الأمن بتفتيش السفن التجارية الإيرانية. وقال إن وجود السفن الأجنبية في الخليج العربي وبحر عمان هو أمر غير مقبول بالنسبة لإيران.
كما أكد وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي أمس أن طلب بلاده من الوكالة الدولية للطاقة الذرية استبدال اثنين من مفتشيها العاملين في إيران بسبب انحيازهما, هو بمثابة تحذير لمدير الوكالة يوكيا أمانو,كي يحرص علي ألا ينتهك مفتشو الوكالة الدولية للطاقة الذرية قواعد عمل هذه الهيئة الدولية.