كثفت القوي الكبري من ضغوطها لفرض عقوبات جديدة علي ايران,ووافق مجلس الامن علي اجراء مشاورات مغلقة جديدة امس حول مشروع قرار يهدف لفرض سلسلة رابعة من العقوبات علي طهران بسبب برنامجها النووي.
وفي غضون ذلك اعلن الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد ان بلاده لن توافق علي اجراء محادثات حول برنامجها النووي اذا اقر مجلس الامن عقوبات جديدة ضدها معتبرا ان اتفاق مبادلة الوقود النووي مع تركيا فرصة لن تتكرر, وحث نجاد- في مؤتمر صحفي في اسطنبول حيث يشارك في مؤتمر حول الأمن في آسيا ـ القوي الغربية علي عدم رفض اتفاق مبادلة الوقود النووي الذي تم التوصل اليه مع تركيا والبرازيل.
وتشير مصادر بمجلس الامن إلي رغبة تركيا والبرازيل- العضوان غير الدائمين- في إجراء نقاش سياسي علني حول مشروع العقوبات الدولية في جولتها الرابعة.
ويتضمن مشروع القرار المقترح ـ في صيغته النهائية ـ فرض قيود صارمة علي حصول إيران علي أي مكونات- أو الدخول في أنشطة ـ لتطوير الصواريخ البالستية الطويلة المدي القادرة علي إطلاق أسلحة نووية, وفرض حظر علي الاستثمارات الإيرانية الخارجية في مناجم اليورانيوم او شراء مكونات للأسلحة الثقيلة, بما في ذلك طائرات الهليكوبتر الهجومية وصواريخ, كما يناشد المشروع جميع الدول التعاون في تفتيش السفن علي نحو صارم والتأكد من موافقة الدول التي ترفع السفن أعلامها علي ابحارها وفرض حظر علي التعاملات المالية خاصة البنوك الإيرانية في حال القيام بأنشطة يشتبه في علاقتها بالأنشطة النووية, واضافت الدول الخمس الدائمة العضوية فقرات تحث علي أهمية الجهود الدبلوماسية والسياسية الرامية لإيجاد حل عبر التفاوض بما يضمن أن البرنامج النووي الإيراني مخصص للأغراض السلمية تماما.
وقالت المصادر ان القوائم الخاصة بالأشخاص والكيانات التي ستفرض عليها العقوبات في المشروع الجديد ما زالت قيد النقاش بعد توزيع الملحق الخاص بها علي الدول العشر غير الدائمة العضوية في مجلس الأمن.
وقال مصدر أمريكي ان المشروع الجديد ينتقد الاتفاق الأخير حول مبادلة الوقود النووي الإيراني والذي توصلت إليه البرازيل وتركيا مع حكومة طهران ويقول النص ان هذا الاتفاق لا يمنع طهران من مواصلة برنامجها النووي.
وكان سيرجي لافروف وزير الخارجية الروسي قد صرح قبل يومين بأن الهدف من العقوبات ليس شل الدولة في إيران ولكن فرض القيود علي أنشطة الانتشار النووي وحدها في ظل تأكيد كامل علي حماية مصالح بلاده خاصة الأنشطة الإقتصادية في إيران.
وقد أكدت السفيرة الأمريكية لدي الأمم المتحدة سوزان رايس ورئيس مجلس الأمن السفير المكسيكي كلود هيلر أن التصويت علي العقوبات يمكن أن يجري هذا الأسبوع بينما قالت مصادر أخري ان اليوم هو الموعد المحدد للتصويت.
في الوقت نفسه, تشير أنباء من دولة بيرو أن هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية تدير محادثات علي هامش اجتماع منظمة الدول الأمريكية, المنعقد هناك, لإقناع وزير الخارجية البرازيلي بالموافقة علي العقوبات في ظل توقعات أمريكية بصعوبة الوصول إلي إجماع في الوقت الذي تميل فيه الدول صاحبة حق الفيتو وهي الصين وروسيا وبريطانيا وفرنسا إلي تأييد المشروع الأمريكي بفرض عقوبات ضد طهران وتعتقد ان لديها الاصوات اللازمة لتمريره,بينما ترغب تركيا والبرازيل في منح الاتفاق الذي توصلا إليه بشأن مبادلة الوقود النووي الإيراني, قبل أسابيع قليلة, الفرصة الكاملة قبل النظر في عقوبات جديدة.
من جانبه وفي البيان الافتتاحي للاجتماع ال53 لمجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية اشار المدير العام للمنظمة يوكيا امانو للمرة الاولي الي ايران علي انها حالة خاصة, ولا يمكن مقارنتها باسرائيل نتيجة للشكوك في محاولات طهران امتلاك اسلحة نووية, مشيرا الي ان ايران لم تظهر التعاون الضروري لتتأكد الوكالة الدولية من ان كل المواد والانشطة النووية الايرانية سلمية, و من جانبه اكد علي اصغر سلطانية مندوب ايران لدي الوكالة الدولية للطاقة الذرية ان بلاده لن توقف عمليات تخصيب اليورانيوم وانها ستواصل تعاونها مع الوكالة في اطار التزامها بنظام الضمانات بموجب معاهدة عدم الانتشار النووي.
ومن ناحية اخري كشف سيرجي كيرينكو مديرالوكالة الروسية للطاقة الذرية امس ان روسيا وايران ستستثمران معا مفاعل بوشهر النووي الإيراني الذي يفترض ان يبدأ العمل في وقت لاحق من هذا العام.
ونقلت وكالة انترفاكس الروسية عن المسئول الروسي قوله بما ان هذا البلد( ايران) يبدأ لتوه باستخدام الطاقة النووية المدنية ولا يملك بعد الخبرة لاستثمار مثل هذه المنشأة, فقد اتفقنا علي ان يعمل خبراؤنا معا في اطار شركة مختلطة, و سيتم استثمار المفاعل لبضع سنوات من قبل موظفي البلدين.
وفي تلك الاثناء عرض التلفزيون الحكومي الايراني أمس تسجيلا مصورا ظهر فيه من قال إنه عالم نووي ايراني مفقود, تم اختطافه ونقله إلي الولايات المتحدة حيث تعرض للتعذيب, وظهر شاهرام أميري ـ وهو باحث جامعي يعمل لمنظمة الطاقة الذرية الايرانية في لقطات وهو جالس خلف جهاز للكمبيوتر ويضع سماعات علي أذنيه, وتحدث بالفارسية قائلا خطفت من المدينة( المنورة) في عملية مشتركة لجهاز المخابرات الأمريكية... والسعودية,و اعطيت لي حقنة مخدرة, واضاف انه اجبر علي المشاركة في مقابلة مع مصدر اعلامي أمريكي للزعم بأنه كان شخصية مهمة في برنامج ايران النووي وأنه سعي للجوء في امريكا بمحض إرادته.
وقال التلفزيون الايراني إن شريط الفيديو سرب إلي اعضاء بوكالة المخابرات الايرانية لكنه لم يذكر تفاصيل بشأن كيف حدث هذا.