فى ظل التزايد
المستمر لفوضى العلاج بالأعشاب فى الآونة الأخيرة، وجب علينا التحذير من مدعين
يدعون أن لهم عيادات للعلاج بالأعشاب مع أن نظام الدراسة فى مصر لا يتضمن فى كليات
الطب تخصص يسمى العلاج بالأعشاب.
يقول الدكتور
خالد مصيلحى، أستاذ العقاقير والنباتات الطبية بكلية الصيدلة جامعة مصر الدولية لا
يوجد بمصر ترخيص مزاولة مهنة تسمى طبيب أعشاب، ومن الناحية الأكاديمية لا تدرس
النباتات الطبية باستفاضة إلا فى كليات الصيدلة، تحت مسمى مقررات العقاقير
والنباتات الطبية وهى تدرس الشكل الظاهرى للنباتات الطبية والصفات المميزة لها تحت
الميكروسكوب حتى يتم التعرف على النباتات الطبية بطريقة صحيحة، ودقيقة ثم ينتقل
الطالب بكلية الصيدلة بعد ذلك بدراسة مقررات كيمياء العقاقير وهى تدرس الصفات
الكيميائية للمواد الفعالة المسئولة عن التأثير الطبى فى النباتات الطبية ودراستها
كيميائيا يسهل طريقة فصل واستخلاص تلك المواد الفعالة فى صورة نقية وينتقل طالب
الصيدلة بعد ذلك لدراسة مقررات التداوى بالأعشاب وهى مقررات توضح تأثير النباتات
الطبية وموادها الفعالة على الوظائف الحيوية بجسم الإنسان وكيفية علاجها للأمراض
وكيفية تحديد الجرعة العلاجية والجرعة السامة بتجربتها على حيوانات تجارب أولا ثم
يدرس تأثيرها على متطوعين من المرضى.
وبذلك يكون
طالب الصيدلة قد درس النباتات الطبية بداية من كيفية التعرف على النبات بصورة
صحيحة ودقيقة مرورا بدراسة المواد الفعالة بالنبات وكيفية استخلاصها وينتهى بدراسة
تأثير النبات الفارماكولوجى على جسم الإنسان وحساب الجرعات العلاجية ومدى سميتها
والآثار الجانبية لهذا النبات تمهيدا لتصنيعه فى صورة مستحضر دوائى يتم تسجيله فى
وزارة الصحة المعنية بعد عمل الدراسات اللازمة ويمكن طرحه فى الأسواق كمستحضر
يستخدم بطريقة صحيحة وآمنة كعلاج فعال فى الطب البديل والتكميلى.
ويؤكد الدكتور
مصيلحى أنه بالرغم من كل هذه الدراسات المستفيضة عن الأعشاب فى كليات الصيدلة فلا
يوجد ترخيص مزاولة مهنة للصيادلة تحت مسمى عيادة للعلاج بالأعشاب والطريق الصحيح
للصيادلة والأطباء فى هذا المجال هو إتباع خطوات تسجيل مستحضراتهم العشبية بطريقة
صحيحة وتبعا للخطوات المحددة من قبل وزارة الصحة وإنتاجه وطرحه للأسواق عن طريقة
شركات الدواء المعروفة والمسموح لها بإنتاج الأدوية.
فهناك مستحضرات
"بير السلم" التى ترد إلينا من كل بقاع الأرض ولا نعرف هويتها ولا هوية
منتجيها فهذه الأدوية تعد سموما فتاكة قد تفتك بحياة المريض بدلا من شفائه وطبعا
لابد من مراجعة الطبيب المعالج قبل الإقٌبال على شراء أو تناول أى دواء عشبى،
والتأكد من رقم ترخيصه فى وزارة الصحة ومن هوية الشركة المنتجة.
وتأتى الخطورة
على صحة مرضانا ليس فقط من المستحضرات العشبية غير المرخصة ولكن الأشد خطورة هو
اقتحام بعض المشعوذين من خارج المجال الطبى والمروجين للوهم تحت مسمى الطب البديل
أو التكميلى والطب البديل والتكميلى بريئا منهم.
فهؤلاء الذين
يتاجرون بآلام المرضى يسيئون لهذه العلاجات الفعالة قبل الإساءة لأنفسهم لأن هذه
العلاجات غير التقليدية أثبتت كفاءتها العالية فى كافة الأبحاث العلمية شريطة أن
تمارس من قبل العاملين بالمجال الطبى والمتخصصين وتحت رقابة المؤسسات والمنظمات
الصحية العالمية كما يحدث فى أوروبا واليابان وكل الدول المتقدمة.
ويقول فعلاجات
الطب البديل والتكميلى بالرغم من قلة آثارها الجانبية لكنها قد تودى بحياة الأفراد
لو أسىء استخدامها كما يحدث من مروجيها فى مصر والدول العربية من قبل هؤلاء
الدجالين المنتشرين على شتى القنوات الفضائية المختلفة بل وصل الحد إلى تشويه هذه
العلاجات بعمل كتب مغلوطة يؤلفها هؤلاء المشعوذون وتباع هذه الكتب على الأرصفة حتى
تصل إلى أيادى أفراد المرضى الذين يبحثون عن الأمل فى الشفاء مستغلين نقص التوعية
لديهم.
ويوضح أن
الأدوية العشبية ومركباتها الكيميائية ربما تتداخل أيضا مع بعض أنواع الغذاء وتسبب
هذه التداخلات كوارث كثيرة للمرضى. وعليه فنحذر هؤلاء المشعوذين بعدم المجازفة فى
ترويج أدوية لا يعرفون عن مكوناتها أو آثارها الجانبية شيئا وقد يعرضون حياة
المرضى للخطر أو يتسببون فى إحداث أمراض لهم بدلا من علاجهم.