أكد الدكتور زياد شرايحة استشارى الجهاز الهضمى والكبد الرئيس الفخرى للرابطة العربية للجهاز الهضمى والكبد الرئيس المؤسس للجمعية الأفريقية الشرق أوسطية للجهاز الهضمى وحاليا الرئيس لجمعية البحر الأبيض المتوسط لمكافحة السرطان.

إن عسر الهضمى له أسباب متعددة، حيث ينقسم إلى قسمين رئيسيين قسم عضوى وقسم غير عضوى "Functional dyspepsia" أما عسر الهضمى الغير عضوى.

فإن الأمراض العضوية التى تسبب عسر الهضم كثيرة منها أمراض المرارة والبنكرياس والمرىء والمعدة ولكن أكثر شىء يجب الانتباه له هو الأدوية والعقاقير التى يأخذها المريض، لأن كثيرا منها يسبب عسر الهضم والغثيان ولاسيما مادة الأسبرين ومشتقاته وعلاجات الروماتيزم ومشتقاتها وبعض علاجات القلب والرئة حيث إن عسر الهضم مشكلة طبية يعانى منها حوالى 25 : 40% من السكان فى العالم والقسم الكبير منهم يتناولون العلاج بأنفسهم من الصيدلى دون استشارة الطبيب وحوالى 5% منهم يستشيرون الطبيب حيث أن معدل هذه الحالات فى عيادات الجهاز الهضمى أكثر من 30% ويجب على الطبيب عند مشاهدة الحالة فى أول مرة وبعد الاستماع إلى التاريخ المرضى أن يبنى راية على الطريق السليم تجاه علاج هذا المريض بعد إجراء الفحوصات والتحاليل، والأشعات وعمل منظار للجهاز الهضمى والذى يعتبر جزء من العلاج الذى يجب أن يقوم بها الطبيب فى بعض الحالات.

ويقول إذا كان المريض أقل من سن 45 عاما ولا يعانى من أمراض مزمنة وحالته جيدة أى لا يعانى من فقر دم أو نزيف معوى أو نقص فى الوزن أو قيء مستمر لأن كل هذه الأعراض مهمة جدا لعمل فحوصات لهذا المريض بشكل عاجل بينما فى أكثر الحالات عندما يكون المريض فى صحة جيدة ولا يعانى من الأعراض التى ذكرت سابقا نستطيع أن نعالج هذا المريض دون إجراء أى فحوصات أو عمل مناظير مكلفة فى المرحلة الأولى من العلاج.

حيث إن العلاج فى العسر الهضمى فى المرحلة الأولى وإذا كان المريض صحته جيدة يتكون من عدة خطوات أول خطوة إذا كان المريض مصاب بالجرثومة الحلزونية، وبذلك يجب المعالجة التامة لهذه الجرثومة لأنة يوجد دراسات علمية تدل أن بعض المرضى يتحسنون ولا ضرورة لعمل فحوصات أخرى أما المريض الذى لا يعانى من الجرثومة الحلزونية وفى صحة جيدة فنستطيع أن نعطيه العلاجات المثبطة للحموضة مثل "الأوبرازول" ومشتقاته وأحيانا فى بعض المرضى الذين يعانون من غثيان وثقل فى أعلى البطن قسم منهم يتحسن على علاجات الاضطراب الحركى ومنها علاج "دبمبريدون"، و"متى كلوبروميد".

وفى بعض الحالات لا يتحسن المريض على الإجراءات التى ذكرت وفى هذه الحالة يجب علينا عمل إجراء منظار للمعدة وبعدها نعالج المريض بما نراه مناسبا لأن بعض هؤلاء المرضى يحتاجون إلى علاجات نفسية والتى تساعد فى تحسن هذا المرض فى بعض الأحيان بشكل جيد.