أعلنت منظمة
الصحة العالمية اليوم الاثنين أن مصر يوجد بها 9.7 مليون مدخن، ويتوفى بها 50 ألف
سنويا بسبب أمراض ذات صلة بالتبغ وعلى رأسها أمراض الرئة.
جاء ذلك خلال
المؤتمر الصحفى الذى عقدته المنظمة اليوم الاثنين للإعلان عن إطلاق أول أطلس
لمكافحة التبغ باللغة العربية بالتعاون مع الجمعية الأمريكية لمكافحة السرطان
والمؤسسة العالمية للرئة.
وأوضحت فاطمة
العوا المستشار الإقليمى للتحرر من التبغ بالمنظمة أن الهدف من الأطلس هو إيجاد
حلول وسياسات لمكافحة التبغ خاصة فى إقليم شرق المتوسط.. وذلك عن طريق الحملات
الإعلامية والتوعية وزيادة الضرائب وانتشار الأماكن الخالية من التدخين، لافتة أنه
رغم ما تبذله الحكومة المصرية من زيادة نسبة الضرائب والتى وصلت إلى 78% من ثمن
علبة السجائر، إلا أنه لازال هناك ارتفاع فى أعداد المدخنين وخاصة مدخنى الشيشة
والتى لازالت منخفضة التكلفة.
وقالت أن بلدان
الشرق الأوسط تعتبر من البلدان الرئيسية المستهدفة لمبيعات وتسويق دوائر صناعة
التبغ وذلك وفقا للجمعية الأمريكية لمكافحة السرطان، وللمؤسسة العالمية للرئة
وهاتان المؤسستان هما اللتان اشتركتا فى إصدار الطبعة الرابعة من أطلس التبغ،
ويتوقع الخبراء أن يلحق ضرر صحى واقتصادى فادح فى ما يربو على 20 بلدا فى إقليم
شرق المتوسط.
وقال بيتر
بالدينى المدير التنفيذى للمؤسسة العالمية للرئة أن هناك 6 مليون شخص يموتون سنويا
بسبب أمراض التبغ والتى تعتبر رابع أسباب الوفاة حول العالم ومن المنتظر أن تزيد
هذه النسبة إلى 8 ملايين بحلول 2030، مشيرا إلى أنه إذا استمر الوضع على هذه الحال
فيسؤدى إلى وفاة مليار شخص سنويا أى وفاة شخص كل 6 ثوان.
وأوضح أن دول
المنطقة تعتبر من الدول القليلة التى لازالت تتزايد بها معدلات انتشار التدخين،
ونوَّه الخبراء أثناء مؤتمر صحفى، أن القدرة على دفع ثمن السجائر، وهى أحد العوامل
الرئيسية المساهمة فى استهلاكه، قد ازدادت فى المدة 2000 إلى 2010 لتصبح أكبر ما
تكون فى بلدان إقليم شرق المتوسط دونا عن سائر الأقاليم.
كما أن بلدان
هذا الإقليم تَضم 98% من السكان الذين يشترون منتجات التبغ غير المحملة بالضرائب
غير المباشرة؛ فضرائب التبغ غير المباشرة، والتى يحددها كل بلد على حدة، من
الأدوات الهامة المتاحة للحكومات لتجعل السجائر غير ميسورة التكاليف.
وتواجه النساء
والأطفال فى إقليم شرق المتوسط خطرا داهما يلحق الضرر بهم بسبب التبغ، ففى هذا
الإقليم يتعاطَى 14% من الفتيان و9% من الفتيات فى الوقت الحاضر منتجات التبغ من
السجائر وغيرها وتشمل هذه المنتجات الشيشة والتبغ غير القابل للتدخين.
وتشير
التقديرات إلى أن 11% من الفتيات غير المدخنات فى بلدان إقليم شرق المتوسط معرضات
لخطر البدء بالتدخين خلال سنة واحدة، وفى الوقت الراهن فإن 37.7% من الرجال 0.5% من
النساء فى مصر مدخنات.
ويقول بيتر
بالدينى المدير التنفيذى للمؤسسة العالمية للرئة أن تعاطى التبغ، سواء كان السجائر
أو الشيشة أو التبغ غير القابل للتدخين فى الشرق الأوسط مشكلة بالغة الخطورة يجب
أن نتغلب عليها، فلدينا فرصة لم يسبق أن توفرت من قبل لكبح جماح التبغ فى هذا
الإقليم.
وأضاف بالدينى
أن أطلس التبغ سيكون سلاحا بين أيدى العاملين فى الصحة العمومية، والداعين
المخلصين فيها، ولاسيما أن كثيرا منهم قد انخرط بالفعل فى هذه المعركة، وسيكون
أيضا سلاحا فى أيدى المجتمعات فيزودها بالمعلومات البالغة الأهمية والتى تساعدها
على تأييد السياسات التى تؤدِى إلى خفض تعاطى التبغ.
ومن السياسات
التى أثبتت فعاليتها فى ذلك زيادة الضرائب على منتجات التبغ، والبيئات الخالية
تماما بنسبة 100% من الدخان، والتحذيرات الفعالة عن التبغ، والحملات الإعلامية
الواسعة النطاق، والحظر على جميع أشكال تسويق التبغ ورعاية أنشطته وفعالياته، فمن
خلال شرح العبء الذى يفرضه التبغ، ومن خلال تنفيذ هذه الحلول المعروفة، يمكن
لبلدان إقليم الشرق الأوسط ودول الخليج أن تحقق انحسارا لمد تعاطى التبغ.
واستعرض
المؤتمر أحدث تطورات تعاطى التبغ فى إقليم شرق المتوسط، موضحا أنه قد خطت مؤخرا
بلدان عدة فى إقليم شرق المتوسط خطوات هامة، ومنها على سبيل المثال: إقرار لبنان
لقانون وطنى يضمن خلو الأماكن العامة تماما من الدخان بنسبة 100%، والحظر على
الإعلان عن التبغ، وإدخال تحذيرات نصية كبيرة على علب السجائر.
وزادت مصر من
الضرائب غير المباشرة لتصل إلى 78% من سعر علبة السجائر، وهى بذلك الأعلى فى
الإقليم، واستكمل كل من قَطر ومصر المسح العالمى للتبغ بين البالغين بدقة، من أجل
فهم عمق وسعة وباء التبغ فى كل منهما، كما استكمل كل من المملكة العربية السعودية
وجمهورية إيران الإسلامية وضع التحذيرات الصحية المصورة الواسعة المساحة على علب
السجائر.
ونفذ كل من
ليبيا وجمهورية إيران الإسلامية قوانين الخلو من الدخان بالكامل بنسبة 100%، وحظر
كلّ من جمهورية إيران الإسلامية، والأردن، والجمهورية العربية السورية جميع أشكال
الإعلان عن التبغ ورعاية أنشطته وفعالياته، وستستضيف الإمارات العربية المتحدة
المؤتمر العالمى القادم حول "إما التبغ وإما صحتنا" فى عام 2015.
وصرح الدكتور
جون ر. سفرين، المدير التنفيذى للجمعية الأمريكية لمكافحة السرطان: أن دوائر صناعة
التبغ ترى فى النساء والأطفال فى البلدان النامية سوقا رائجا لتوسيع نطاق مبيعات
منتجاتها المميتة.
وأضاف أن: الإصدارة
العربية التى ظهرت للمرة الأولى لأطلس التبغ هى أداة بالغة الأهمية لجميع من يرغب
فى الإقليم فى إيقاف انتشار وباء التبغ القاتل بين أكثر المجموعات السكانية تأثراً
فى العالم.
وفى عام 2011،
ووفقا لما جاء فى أطلس التبغ، فإن تعاطى التبغ أودى بحياة 6 ملايين شخص، وقد حدث
ما يقرب من 80% من هذه الوفيات فى بلدان منخفضة الدخل ومتوسطة الدخل. وإذا استمر
هذا الاتجاه على حاله فسيموت مليار شخص بسبب تعاطى التبغ أو التعرُّض للدخان خلال
القرن الحادى والعشرين، وهذا يعنى موت شخص كل ست ثوانٍ.
وعلى الصعيد
العالمى، فقد زاد نسبة الوفيات ذات الصلة بالتبغ بمقدار ثلاثة أضعاف فى العقد
الماضى، والتبغ مسئول عن أكثر من 15% من جميع وفيات الذكور و7% من وفيات الإناث.