شارك الرئيس التركى عبد الله جول عشرات الآلاف من المواطنين فى محافظة مانيسا "غرب تركيا" اليوم ختام مهرجان "المسير" الذى بدأ الاحتفال به منذ 470 عاماً.

وقام الرئيس عبد الله جول وقرينته خير النساء، ونائب رئيس الوزراء وزير الدولة لشئون الإعلام بولنت أرنج "نائب حزب العدالة والتنمية بالبرلمان عن مدينة مانيسا " وقرينته، والمسئولون ونواب البرلمان بمحافظة مانيسا بالمشاركة فى مسيرة حاشدة مع مواطنى المدينة لمسافة تمتد لأكثر من كيلومترين من ميدان الجمهورية بوسط مدينة مانيسا، إلى مسجد السلطان، حيث أقيمت مراسم مشابهة للمراسم التى كانت تقام فى زمن الدولة العثمانية عندما كانت السلطانة حفصة، التى أنشأت هذا المسجد فى عام 1522 تطل من ساحة المسجد وتلقى حلوى مصنوعة من 41 نوعا من البهارات على المواطنين.

وقد قام الرئيس عبد الله جول وقرينته وأرنج وقرينته بإلقاء حلوى "مسير معجونو" على عشرات الآلاف من المواطنين الذين احتشدوا فى ميدان كبير حول جامع السلطان، والشوارع المحيطة به وفى شرفات المنازل وسط حضور إعلامى محلى ودولى كثيف.

وفى تصريحات لمراسل وكالة أنباء الشرق الأوسط، قال أرنج إن فكرة إقامة المهرجان تعود إلى تقليد اتبعته السلطانة حفصة، والدة السلطان سليمان القانونى، حيث أعد لها الطبيب مصلح الدين مركز أفندى معجونا من 41 نوعا من البهارات كان يستخدم لعلاج جميع الأمراض، ولذلك قررت تعميمه على الشعب فكانت تقوم بإلقاء هذا المعجون على المواطنين من ساحة مسجدها مع حلول عيد "نوروز" الربيع فى 21 مارس من كل عام.

وأضاف أنه منذ ذلك الوقت وتركيا تقيم هذا المهرجان، وهو المهرجان الوحيد الممتد لأكثر من 4 قرون، بالإضافة إلى مهرجان "مصارعة الزيت"، مشيرا إلى أن مدينة مانيسا كانت تحتل مكانة بارزة فى الدولة العثمانية لأنها كانت بمثابة مركز تدريب أبناء السلاطين وولاة العهد.

وأكد نائب رئيس الوزراء وزير الدولة لشئون الإعلام بولنت أرنج أن تركيا تولى اهتماما كبيرا لهذا المهرجان، وسبق أن شارك فيه رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان، كما تتم دعوة إحدى الدول كل عام كضيف شرف بالمهرجان، وتم اختيار رومانيا هذا العام ضيفا للشرف وشاركت فى الاحتفال بفرقة للفنون الشعبية الرومانية لافتا إلى أن هذه هى المرة الأولى التى يشارك فيها رئيس الجمهورية فى هذا المهرجان.

وأشار أرنج إلى أنه نتيجة الاهتمام بهذا المهرجان المهم فإنه يجرى العمل حاليا على إنشاء حديقة لزراعة 15 نوعا من أنواع البهارات المستخدمة فى صنع "مسير معجونو ".

وقد عاشت مدينة مانيسا، كما هى العادة كل عام، أسبوعا كاملا من الأجواء الاحتفالية حيث نظمت بلديتها 7 حفلات شارك فيها مجموعة من أشهر المطربين فى تركيا اختتمت الليلة الماضية بحفل للمطربة الشهيرة فوندا أرار وشاركت الفرقة الرومانية فى عدد من الحفلات، كما أقيمت الليلة الماضية أيضا مسيرة المشاعل ، وهى جزء مهم من المهرجان.

وفى ختام فعاليات المهرجان اليوم أقيمت مسيرة تحاكى الطقوس التى كانت تتبعها السلطانة حفصة حيث كانت تنتقل وأفراد عائلتها من منزلها، الواقع الآن فى ميدان الجمهورية، وحتى مسجدها مصحوبة بأجواء احتفالية ثم تصعد إلى ساحة المسجد لتلقى معجون المسير على المواطنين.

وقد تقدم الرئيس جول ونائب رئيس الوزراء بولنت أرنج ومسئولى المحافظة والنواب بالبرلمان المواطنين الذين ساروا خلف موكب السلطانة، وأدوا صلاة الظهر بجامع السلطان، كما كان يحدث أيضا فى زمن السلطانة حفصة، وبعد الصلاة قاموا بإلقاء المعجون على المواطنين الذين تهافتوا على التقاطه إحياء لتقاليد أجدادهم العثمانيين والذين رددوا هتافات الترحيب الحار بالرئيس جول.