بعد حوالي عشرة أيام من تفجر أزمة المستوطنات بين الولايات المتحدة و إسرائيل‏,‏ وصل أمس رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتانياهو إلي واشنطن في مستهل زيارة يلتقي خلالها عددا من كبار المسئولين الأمريكيين في مقدمتهم الرئيس الأمريكي باراك أوباما‏.

‏ تأتي الزيارة استجابة لدعوة نقلها المبعوث الأمريكي إلي الشرق الإوسط جورج ميتشيل من الرئيس أوباما‏,‏ خلال لقاء جمع الأول مع نتانياهو في مدينة القدس المحتلة‏.‏ و كانت الأزمة بين البلدين قد تفجرت في عقب إعلان الحكومة الاسرائيلية عن بناء نحو‏1600‏ وحدة استيطانية جديدة في القدس الشرقية‏,‏ و مما زاد من فداحة الإعلان أنه تزامن مع زيارة نائب الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن إلي الأراضي الإسرائيلية‏.‏ و قد استبق نتانياهو الزيارة بتصريحات استبعد فيها وقف عمليات البناء الاستيطاني في القدس‏,‏ مؤكدا أن عملية البناء تتم بشكل روتيني علي غرار ما يجري في باقي إسرائيل‏,‏ منذ عشرات السنين‏.‏ و سوف يشارك نتانياهو في الاجتماع السنوي للجنة الشئون العامة الأمريكية‏-‏ الإسرائيلية إيباك و الذي من المقرر ان يستمر ثلاثة أيام‏.‏ و تعد إيباك من أكبر جماعات الضغط العاملة في الولايات المتحدة لصالح المصالح الإسرائيلية‏.‏ و يلتقي رئيس الوزراء الإسرائيلي علي هامش الاجتماع وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون‏,‏ علي أن يلتقي اليوم مع الرئيس الأمريكي‏.‏ وذكر راديو إسرائيل في تعليقه علي زيارة نتانياهو إلي واشنطن‏,‏ أن الهدف منها يتركز علي رأب الصدع الحالي في العلاقات بين البلدين‏.‏ فضلا عن محاولة التوصل إلي اتفاق حول كيفية التعامل مع الملف الإيراني خلال الفترة المقبلة‏.‏

و تزامن وصول نتانياهو إلي واشنطن مع تظاهر العشرات من اليهود و غيرهم من المتعاطفين مع القضية الفلسطينية أمام مقر اجتماعات ايباك‏,‏ احتجاجا علي سياسة إسرائيل في الأراضي الفلسطينية المحتلة‏.‏ وكانت تقارير إعلامية داخل الولايات المتحدة قد عكست قلق أقطاب إيباك إزاء التوتر الحالي في العلاقات بين البلدين و من التداعيات السلبية في حالة تنفيذ الضربة الإسرائيلية المحتملة ضد إيران‏.‏

وفيما يخص الجانب الأمريكي‏,‏ فقد تحدثت مصادر مطلعة في الإدارة الأمريكية عن التوجه إلي تخفيف نبرة الولايات المتحدة إزاء إسرائيل و العمل علي تجاوز حالة التوتر الحالية و التحذير من خطورة وضع العلاقات الحالية بين البلدين‏.‏

وتأكيدا علي هذا التوجه‏,‏ كشفت تسريبات من الكلمة التي من المقرر أن تلقيها هيلاري كلينتون خلال اجتماعات إيباك عن أن دعمها و دعم أوباما و إدارته لأمن‏,‏ إسرائيل ثابت ولن يتزحزح‏.‏ و قالت هيلاري إنه فيما يخصها‏,‏ فإن الالتزام بأمن إسرائيل يعد أكثر من موقف سياسي و يصل إلي مستوي الإلتزام الشخصي الذي لن يتغير وذلك وفقا لما جاء في كلمتها‏.‏ و لكن هيلاري طالبت في الكلمة نفسها‏,‏ و ذلك وفقا للتسريبات أيضا إسرائيل باتخاذ خيارات صعبة و لكن ضرورية فيما يخص عملية السلام مع الجانب الفلسطيني‏.‏

وقالت إن إحراز تقدم علي طريق السلام يتطلب قيام جميع الأطراف المعنية و في مقدمتهم إسرائيل بخيارات صعبة‏.‏ ودعت الوزيرة الضيف نتانياهو بشكل مباشر إلي التحرك لاستعادة الثقة المفقودة في عملية السلام و وقف المشاريع الاستيطانية في القدس الشرقية‏.‏ قبل آن تضيف مؤكدة أن الوضع الحالي بين الجانبين الإسرائيلي و الفلسطيني حاليا لا يمكن استمراره علي هذا النحو و لا يمكن آن يسفر عن أي شيء سوي العنف‏.‏ وقالت إن هناك بديلا نحو تحقيق الأمن والرخاء لجميع مواطني المنطقة‏.‏ودافعت الوزيرة الأمريكية في كلمتها عن الانتقادات التي شنتها إدارة أوباما خلال أزمة المستوطنات الأخيرة ضد إسرائيل‏,‏ قائلة‏:‏ إنه بوصف إسرائيل من أصدقاء الولايات المتحدة‏,‏ فمن الضروري منح الأصدقاء الفضل في موضعه وإطلاعهم علي الحقيقة عند الحاجة إلي ذلك‏.‏ ووفقا للتسريبات‏,‏ فإن هيلاري سوف تتطرق في الكلمة إلي القضية الايرانية والتي تعد الشاغل الثاني علي قائمة الأولويات الإسرائيلية الأمريكية‏.‏ و تقول هيلاري إن الولايات المتحدة لن تقبل بأي حلول وسط فيما يخص التزامها بالحيلولة دون امتلاك إيران القنبلة النووية‏.‏ و إن اعترفت بأن التوصل إلي قرار بفرض عقوبات جديدة تتسم بالفاعلية ضد طهران‏,‏ عبارة عن مسألة سوف تستغرق بعضا من الوقت‏.‏