أكد رئيس الوزراء العراقي الأسبق إياد علاوي رئيس القائمة العراقية الموحدة والمنافس علي منصب رئيس الوزراء العراقي رفضه لعودة حكم رئيس الوزراء نوري المالكي الذي وصفه بـ الانفرادي.
مشيرا إلي احتمال وجود صراع طويل لتشكيل الحكومة الجديدة بعد انتخابات السابع من مارس الحالي. ونقل راديو سوا الأمريكي عن علاوي قوله إنه لن يقبل التعجل في تشكيل حكومة لأن هذا التعجل سيؤدي إلي نفسالكوارث لأربع سنوات أخري علي العراق وقال إنه لا يقبل حكم الحزب الواحد والرجل الواحد.
وتشير أحدث نتائج الانتخابات البرلمانية إلي تقارب بين رئيس الوزراء الشيعي المتقدم بفارق بسيط وعلاوي الذي يهيمن علي المحافظات ذات الأغلبية السنية.
وتزامنت تصريحات علاوي مع استبعاد خبراء في الشأنين العسكري والسياسي لإمكانية تشكيل حكومة عراقية جديدة بائتلاف يضم رئيس الوزراء نوري المالكي, وسلفه علاوي, بعد تقدم قائمتيهما في الانتخابات العامة, وذلك بسبب التنافس السياسي الشديد والكراهية بين الرجلين وصعوبة العثور علي قواسم مشتركة بينهما.
ونقلت شبكة سي.إن. إن. الإخبارية عن العقيد المتقاعد بيت منصور, الضابط التنفيذي السابق في إدارة الجنرال ديفيد بتريوس, قوله إن عملية تشكيل الحكومة قد تستغرق وقتا طويلا, مذكرا أن الحكومة التي أعقبت انتخابات عام2005 لم تتشكل إلا بعد ستة أشهر من المفاوضات.
أما بريت ماكريج, أحد المستشارين الأمنيين في عهدي الرئيس السابق جورج بوش وخلفه باراك أوباما, فقد أكد أن نتائج الانتخابات الحالية تشير إلي أن الحكومة الجديدة ستتشكل من أربع كتل علي الأقل لضمان حصولها علي غالبية المقاعد في البرلمان, ولكنه استبعد التحالف بين قائمة دولة القانون التي يقودها المالكي, وكتلة العراقية التي يقودها علاوي.
وقال إن المالكي وعلاوي يكرهان بعضهما, لذلك فإن بناء تحالف بينهما سيكون أمرا صعبا, من غير السهل عليهما القبول بطرح تجاوز الجراح لأجل مصلحة البلد.
ومن جهة أخري, كشف القيادي في ائتلاف دولة القانون حيدر العبادي عن وجود محادثات جدية مع أحد الأطراف الرئيسية المشكلة للقائمة العراقية التي يتزعمها إياد علاوي, للانضمام إلي الائتلاف الذي يرأسه نوري المالكي من أجل تشكيل الحكومة الجديدة, مؤكدا أن ائتلاف دولة القانون مازال متصدرا في الانتخابات التي لم تعلن نتائجها النهائية بعد.
وقال العبادي, المقرب من المالكي, إن هناك محادثات جدية وحثيثة مع أحد الأحزاب الرئيسية التي تتشكل منها القائمة العراقية للانضمام إلي ائتلاف دولة القانون من أجل تشكيل الحكومة الجديدة من دون أن يكشف عن اسم هذا الحزب.
كما أشار العبادي إلي أن مباحثات حثيثة تجري أيضا مع بعض الأطراف الفائزة ومن أهمها الائتلاف الوطني العراقي والتحالف الكردستاني وأطراف مثل جبهة التوافق إضافة إلي بعض الكيانات السياسية الجديدة مثل حركة التغيير الكردية.
ومن جهته, قال رئيس المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق فرج الحيدري إن نتائج فرز الأصوات أظهرت تقدم قائمة ائتلاف دولة القانون علي قائمة العراقية بحوالي50 ألف صوت.
ونفي الحيدري حدوث أية أخطاء أثناء إجراء عملية فرز الأصوات وعدها, لافتا إلي توزيع أقراص مدمجة علي الكتل السياسية تبين عدد الأصوات التي حصلت عليها في كل محطة من محطات الاقتراع.
وفي الوقت ذاته, أعلنت مفوضية الانتخابات أنها, وبعد فرز92% من الأصوات, لن تعلن النتيجة النهائية للانتخابات إلا بعد الانتهاء من فرز الأصوات ومراجعة الشكاوي.
وعلي الصعيد الأمني, هدد تنظيم القاعدة في العراق بشن حملة عسكرية ضد الأحزاب السياسية في العراق بعد الانتخابات التشريعية. وتوعد أبو عمر البغدادي أمير ما يسمي بدولة العراق الإسلامية بشن الحملة بهدف كسر صنم الديمقراطية والانتخابات الشركية المنبثقة عنها, علي حد قوله في رسالة صوتية علي شبكة الإنترنت.
في الوقت ذاته أعلن مصدر في الشرطة العراقية أن شخصين علي الأقل قتلا واصيب عدد اخر من المدنيين إثر إطلاق مسلحين النار بشكل عشوائي في إحدي القري قرب مدينة بعقوبة مركز محافظة ديالي.
ومن جهة أخري, عبرت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كوندوليزا رايس عن أسفها لعدم قيام إدارة الرئيس السابق جورج بوش بالعمل بشكل وثيق مع العراقيين, لإعادة اعمار البلاد.
وقالت رايس في كلمة ألقتها في الجامعة الصينية بهونج كونج إنه كان يتوجب علي الإدارة الأمريكية السابقة, التركيز علي جهود إعادة اعمار العراق, مضيفة أن إدارة بوش فشلت في استيعاب حجم الانقسام الذي كان يعانيه المجتمع العراقي.
وأوضحت الوزيرة السابقة, مع حلول الذكري السابعة لدخول القوات الأمريكية العراق, أنه كان يفترض بالإدارة الأمريكية التركيز علي جهود الاعمار خارج العاصمة بغداد, بدلا من الانطلاق من داخلها, وأنه كان يتوجب عليها تفضيل المشاريع الصغيرة والعمل مع شيوخ العشائر في المحافظات لتحقيق هذا الهدف.