fiogf49gjkf0d

المراهقة مرحلة تكثر فيها التحولات والاختلافات، ويكتسب فيها المرء كثيرا من السلوكيات والطباع التى تكون مؤثرة فى نمط شخصيته، كما أن تلك الفترة يصاب فيها الإنسان بكثير من الأمراض نتيجة تلك التغيرات، هذا ما يؤكده الدكتور فاروق لطيف، أستاذ الطب النفسى بكلية الطب بجامعة عين شمس حيث يذكر أن تلك فترة المراهقة تبدأ منذ العشر سنين الأولى فى حياة الإنسان، وقد تمتد به إلى الحادى والعشرين من عمره، وهى من أكثر الفترات شيوعا بإصابة المرء بالأمراض النفسية لما يعانيه من حالات اضطراب وسلوكية، بسبب تحول الإنسان من طور الطفولة إلى طور المراهقة والشباب.

إن مرحلة الطفولة تتسم بأن الأسرة هى المتحكم فى توصيل الأشياء، ومن ثم يظل الطفل تحت لواء أسرته يستقى منها المعلومات والأفكار ويستقبل من خلالها المعانى المختلفة، ثم يتحول بعد ذلك ليكون فى طور المراهقة والتى يشعر فيه الإنسان بكينونيته، ويريد أن ينفصل بذاته عن الأسرة، ومن ثم فإن طبيعة معاملة الأسرة للمراهق يتوقف عليها الكثير من ردود الفعل، فإذا نجح الأبوان فى احتواء مواقف المراهق وإعطائه الفرصة لتحديد هويته فإن المرحلة تمر بسلام وأمان.

وفى كثير من الأحيان تثار العديد من المشكلات ويبدأ الابن فى إعلان العصيان واتباع سلوكيات تضر بشخصه وبأسرته، واتخاذ الاتجاه المعاكس لمواقف الأبوين وكبار العائلة فى حالة تعويضية بالإحساس بالنضوج.

ويجمل لطيف الأمراض النفسية التى قد يصاب بها المراهق فى 7 أمراض تتمثل فى:

1-            مرض الوسواس القهرى، والذى يعده المريض تعويضا لذات الإنسان، حيث يبدأ الارتباط بأشياء محببة يقوم بتكرارها، وتحافظ على إحساسه بالاطمئنان الجميل، رغم علمه بأنها تصرفات خاطئة لا ينبغى أن يقوم بها.

2-            مرض الفصام، ويعنى انعزال الشخص عن المجتمع الذى لا يستطيع التعامل معه وتكوين مجتمع ذاتى فى داخله يستعيض به عن المجتمع الخارجى الرافض له، وهو غير مستعد للتقابل معه أو التكيف معه بأى شكل من الأشكال، ومن ثم يقوم المراهق بتكوين فكر ذاتى وحياة ذاتية له.

3-            الإصابة بالاكتئاب، حيث يكون فى حالة من الحزن والانعزال والرغبة فى عدم الاختلاط والعزوف عن الأسرة والآخرين، ويشعر المراهق بالإحباط بسبب عدم التواصل الجيد مع المقربين منه، مما يعكس حالة من القلق والاضطراب وعدم الإحساس بالأمان لدى المراهق.

4-            التحول الهستيرى، وهو عبارة عن الإصابة بتشتت ذهنى، أى أن يكون الشخص غير مركز، أو أن يصاب المرء بشلل هستيرى حيث تتوقف بعض أجزاء الجسم مثل اليد أو الساق عن الحركة، أو يتعرض لفقد البصر وكل هذه الإصابات أصلها نفسى.

5-            الإصابة باضطرابات شخصية، وهو أن يحيد المراهق عن التصرفات القويمة، ويقوم بأفعال لا تليق بالثقافة السائدة لأسرته والمجتمع الذى يعيش فيه، فقد يعتاد مثلا على شرب السجائر أو المخدرات.

6-            محاولة الانتحار، حيث تزيد الرغبة فى الانتحار فى تلك الفترة بسبب الإحباط الذى يشعر به المراهق من قبل أسرته، وأيضا من قبل المجتمع المحيط به.

7-            إيذاء النفس، حيث هناك بعض المراهقين الذين يجدون أن إيذاء النفس ملجأ مما يحيطهم من مشاكل أو صراعات أو اختلافات مع الغير، وتكون هذه التصرفات بطريقة عمدية وتحدث كثيرا فى الطبقات الدنيا.