ضربت ثلاث هزات ارتدادية وسط تشيلي اليوم الجمعة بعد الزلزال المدمر الذي شهدته البلاد السبت الماضي وخلف أكثر من 800 قتيل، في حين من المقرر أن يبدأ الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون زيارة للمناطق المتضررة للوقوف على الأضرار وتقييم احتياجات السكان.
وتراوحت قوة الهزات ما بين 6.2 و6.8 و6.9 درجات بمقياس ريختر، وتسببت في إصابة السكان بالذعر وتدمير مزيد من المباني بالمنطقة المتأثرة أصلا بزلزال الأسبوع الماضي.
وأفادت هيئة المسح الجيولوجي الأميركية بأن أحدث هذه الهزات كانت بعمق 29 كلم، وعلى بعد 40 كلم شمال غربي مدينة كونسيبسيون أكثر المدن تضرراً من الزلزال المدمر السبت الماضي.
ثلاثة أعوام
وفي غضون ذلك قالت رئيسة تشيلي ميشال باشليه إن إعادة إعمار المناطق التي دمرها الزلزال قد تستغرق ثلاثة أعوام.
وأعربت عن ثقتها في أن بلادها ستنهض مجددا من الكارثة، لكن ليس قبل مرور هذه المدة لإعادة الأمور إلى سابق عهدها.
وتأتي تصريحات باشليه في وقت من المقرر أن يبدأ فيه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون زيارة لتشيلي تستغرق يومين، لتفقد الأضرار التي خلفها الزلزال وتقييم المساعدات الواجب تقديمها للمتضررين.
جهود للجيش
ومن جهته بدأ الجيش التشيلي بتكثيف جهوده لإغاثة المتضررين، حيث شرعت شاحنات الجيش المحملة بمواد الإغاثة في نقل مياه الشرب وزيت الطهي والدقيق والمعلبات إلى المناطق التي لم يحالفها الحظ بوصول المساعدات في الأيام الأولى للزلزال.
وطمأنت رئيسة تشيلي المواطنين بوجود إمدادات كافية من الطعام والماء، ودعت إلى الهدوء بعد أن تدخل الجيش لوقف عمليات السلب والنهب واعتقال المشاركين فيها.
وقد رحب الناجون بوصول قوافل الجيش واستعادة النظام في الشوارع التي ملأها الدمار وانقطعت عنها الكهرباء، إلا أن البعض انتقد كون أول مكان تصله مساعدات الجيش في مدينة كونسيبسيون -ثانية كبرى مدن البلاد- جنوبي تشيلي كان حيا تقطنه عائلات العسكريين.
وفي المقابل أصر ضباط في الجيش رفضوا ذكر أسمائهم على أن عائلاتهم عانت كذلك جراء الزلزال، وأن العديد من الجنود الذين كانوا يعملون على مدار الساعة منذ وقوع الزلزال لا يزالون يجهلون مصير عائلاتهم.
ومن ناحية أخرى أشارت آخر إحصائية رسمية الأربعاء إلى ارتفاع قتلى الزلزال المدمر إلى 802، بينما لا يزال المئات في عداد المفقودين.
وأصاب الزلزال الذي بلغت قوته 8.8 درجات بمقياس ريختر ورافقته موجات مد بحري (تسونامي) نحو 700 كيلومتر من ساحل تشيلي على المحيط الهادئ، ودمر الجسور وقطع الطرق السريعة، مما جعل من الصعب الوصول إلى العديد من المناطق المتضررة.
كما تسبب في انقطاع الكهرباء وألحق أضرارا جسيمة بحوالي 500 ألف منزل، وأحدث صدوعا في المباني الحديثة في ضواحي العاصمة التشيلية، وأضر ببساتين الكرم الشهيرة في تشيلي، وتسبب في إغلاق مؤقت لمناجم النحاس التي تشتهر بها البلاد.