fiogf49gjkf0d
تأمُلات من على شاطئ البحر
جلست انظر الى موج البحر فى إستمتاع واسترخاء وجالت بخاطرى عدة خواطر وتأمُلات وعند عودتى هرولت الى ازرار حاسوبى ارسم ما جالا بخاطرى فوق السطورِ ، لوحات ثلاث ، عبادة التأمل فى كون الرحمن لوحتى الاولى ، والثانيه للعقل ، والجمال حظى بالثالثه والاخيره
اولاً/ تأملت امواج البحر وهى تاتى عاليه ومسرعه وقويه واذا بها حين تدنو من الشاطئ تأتى مستسلمه و هادئه وكأنها اصبحت للحنان رمزاً وعنواناً، وكأنها اخذت امراً ان تصبح هكذا، وهى التى كانت للتو عاليه وعاتيه ، فتأملت وقولت سبحان من امرها، وسبحان من سيرها، وسبحان من حولها من مزمجرةً كنمرة غَابة لتصبح عند الشاطئ فى رقتها وحنانها كألام لحظة اللقيا بوحيدها بعد ما ذاقت عذاب البُعد عنه واشتاقت العين الى رؤياه ، سبحان من اصفاها، وسبحان من جعلها مِلّحُ أجَاجُ للشرب غير صالحا ، وغيرِها انزلها علينا مدّراراً عذبةً هى للظمأن ملاذاً ، وسبحان من اجرى فوقها الفُلك ، وسبحان من سخر لنا البحر لنأكل منه لحماً طريا ، تأملت وتأملت ثم دعوت و قلت ربنا اجعلنا من ( الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) .... (ال عمران ايه 191)
ثانياً / تأملت فى وجوه الناس الذين على الشاطئ فوجدت الابيض والاسمر وما بين هذا وذاك ، و المسلم وغير المسلم ، والعربى وغير العربى ، وجدتهم جميعا وقد ضمهم ماء البحر وقبلهم جميعاً ، وحينها قلت لنفسى لما لا تكون عقولنا مثل هذا البحر؟! تقبل الجميع ويتعايش الجميع مع بعضهم البعض دون ان يتخلى احداً عن هويته ، او يذوب فى هوية الاخر وليبحث كلاً منا عن منطقه مشتركه بينه وبين الاخر ليتعايش معه ويقبله ، واكرر دون ان يتخلى عن هويته ، فعلى الرغم من قبول البحر للجميع إلا أن لونه لم يتغير ولا خواصه تبدلت، فظل صافياً ، مِلّحُ أجَاجُ كما هو، فتعالوا نصنع للتعايش مبادرهً ودعوةً نحمل نحن رايتها ونصبح لها دُعاةً ورُوادً ، وكيف لا وقد قام الرسول بِمُبادرة تعايش مع قريش رغم كل ماكانوا يفعلوه، حين قال لو دعتنى قريش لحلف الفضول لاجبت( حلف الفضول كان من اجل نصرة المظلوم) تأملوا معى بحث الرسول عن منطقه مشتركه، نعم هؤلاء كفار ، ولكن حلف الفضول عمل خيرى ، اذاً هذه منطقه مشتركه يمكن التعايش فيها مع الاخر(قريش) وهكذا قام الرسول بالمبادره دون ان يتخلى عن رسالته وهويته وعقيدته وعن مبادئه وافكاره ونهجه ومنهجه ودعوتى لكم ان
تتشبهوا برسولِكم فإن التشبه............... بالرسول فيه النجاة و الفلاح
ثالثاً / رأيتها بحجابها جالسه على شاطئ البحر تتأمله بعينان يعجز الشعراء عن وصف جمالهما وبريقهما، وشعرت انها تناجيه بلسانً اظنه لا ينطق الا بعذب الكلمات، وكالمسك حروف وعبارات ، وجاءتها من تسالها عن شئً فأجابتها بصوتٍ ايقنت بعد سماعه انه لا يطرب الانسان الا شدو الانسان ، ثم نَظرت فى اتجاهى دون قصداً منها ، فايقنت ان للقمر وجهً تراه العيون حتى فى وضح النهارِ ، وكنتُ مثل الناس أرى شروق الشمس فى الصباحِ ولكن وكأنه قد قدّر لى ان اراه اليوم فى الصباحِ وفى المساءِ، ثم رأيتها تسبحُ فى ماء البحر فى خجلاٍ، ذكرنى بخجل فتيات القُرى الاصيله قبل غزو القُرى بما ليس حميدُ ، ولستُ ناسياً بالطبعِ ان بالمدن فتيات فى ساحة الفضيلهِ تَربْين طول الدهر من الصباحِ والى المساءِ ، ورايتها تَسبحُ بعيداً وكأنها تخشى ان يغزوها عيون من لم يعش فى ساحة الفضيله او من يظن نفسه مُهنداً وما كان مهندً يوماً حقيقهً او يقيناً ، ورأيت الموج يلمس خدها برفق لم يعتاده وشعرت انه يلهو مع وجهها كلهو الطفل فى البستانِ، ورأيتها تحضن الماء بذراعيها وهى تسبح بحنين يشبه كثيرا حنين الام وهى تحضن رضيعها ، ورايت وجهها حين غروب الشمس وكانها صارت للجمال رمزاً واصبحت عيناها للسحر عنواناً ، ولما انتهت خرجت مسرعه وانصرفت ووقتها ايقنتُ بان الليل قد جاء
واخيراً اقول ان ما قلته سلفاَ لم يكن ابداً غزلاً وإنما كان خبراً وبياناً،
ان الجمال اصبح له ووطناً وعنواناً
عادل عبدالستار.... ممرض بالطب النفسى ...23/8/2012