اتهمت إيران أمس المدير الجديد للوكالة الدولية للطاقة الذرية الياباني يوكيا امانو بالانحياز ضدها في الملف النووي الإيراني‏,‏ معربة عن الأمل في أن يغير موقفه‏.‏

وصرح رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي أمس علي هامش مؤتمر لعدد من وزراء الصناعة في الدول النامية بأن بلاده كانت تتوقع من امانو أن يتخذ موقفا غير متحيز من الملف النووي لبلاده لكن ذلك لم يحدث‏.‏ وأعلن امانو امس الاول أن إيران لا تتعاون بما فيه الكفاية مع الوكالة الدولية لتمكنها من التأكد من أن البرنامج النووي الايراني مخصص للاغراض السلمية‏.‏ وأدلي امانو بهذا التصريح لدي افتتاح اجتماع مارس لمجلس محافظي الوكالة الذي يضم‏35‏ عضوا‏.‏ وفي تقرير حول ملف إيران النووي رفعه إلي المجلس وتم تداوله منذ عشرة أيام في فيينا‏,‏ أعرب امانو للمرة الأولي عن قلق الوكالة من قدرات طهران الحالية لإنتاج رؤوس نووية‏.‏

وانتقدت طهران بشدة هذه الوثيقة التي استندت إليها الدول الغربية لتبرير ضرورة استصدار عقوبات دولية جديدة ضد إيران‏.‏ وقال المندوب الايراني لدي الوكالة علي اصغر سلطانية أمس إنها غير مبررة وغير مقبولة في الوقت الذي أكد فيه وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي من جنيف أن بلاده تتعاون بشكل كامل مع الوكالة الدولية وأنها ستواصل تعاونها‏.‏

وجدد صالحي التأكيد علي أن طهران التي تثير سياستها لتخصيب اليورانيوم النزاع الحالي مع المجتمع الدولي‏,‏ ما زالت مستعدة لمبادلة اليورانيوم قليل التخصيب لديها مقابل وقود عالي التخصيب من الدول الكبري بشروط‏.‏

ويأتي ذلك الموقف من صالحي وسط انقسامات بشأن تطبيق عقوبات دولية جديدة علي طهران بسبب برنامجها النووي حيث انضمت روسيا لتطبيق عقوبات ضد إيران بينما مازالت الصين تدعم الحوار مع طهران‏,‏ وكذلك كوريا الشمالية بشأن البرنامج النووي لكل منهما‏.‏ وفي واشنطن‏,‏ رفض المتحدث باسم الخارجية الأمريكية فيليب كراولي انتقادات إيران للوكالة الدولية للطاقة الذرية‏,‏ معتبرا أنه يتوجب علي طهران أن تتعاون بشكل أكبر مع الوكالة بدلا من انتقادها‏.‏

و أكد كراولي أن لا أحد يريد أن يري سباقا للتسلح يتطور في منطقة الشرق الأوسط‏,‏ ولكن سيكون من الأفضل علي إيران بدلا من معارضة تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية‏,‏ أن تتقدم إلي الأمام بطريقة بناءة‏,‏ وأن ترد علي الأسئلة التي طرحتها الوكالة نيابة عن المجتمع الدولي بأكمله‏.‏

وفي غضون ذلك‏,‏ أعلنت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أن تمرير قرار في مجلس الأمن لفرض عقوبات جديدة علي إيران بسبب برنامجها النووي قد يتطلب عدة شهور وقالت كلينتون في تصريحات نقلها راديو سوا الأمريكي أمس إن العمل يتم بسرعة وبدقة في مجلس الأمن الدولي‏.‏

ومن جانبها تمسكت الصين بموقفها المؤيد للدبلوماسية علي اعتبار أنها أفضل الطرق لتسوية الازمة النووية الايرانية في الوقت الذي وصل فيه أمس دبلوماسيان أمريكيان إلي العاصمة بكين لإجراء محادثات بشأن الطموحات النووية لطهران وكوريا الشمالية‏.‏

ويجري جيمس ستاينبرج نائب وزيرة الخارجية الأمريكية وجيفري بايدر كبير مديري مجلس الأمن القومي لشئون آسيا محادثات مع المسئولين الصينيين‏.‏

وفي سياق متصل بالعقوبات‏,‏ ذكرت وزارة الخزانة الأمريكية أمس الأول أن الولايات المتحدة ضاعفت تجميد أرصدة الإيرانيين في عام‏2009‏ عن العام السابق‏,‏ وذلك من خلال مساعيها للتضييق علي رعاية الدول للإرهاب حيث مازالت الخارجية الأمريكية تدرج إيران في قائمتها للدول الراعية للإرهاب‏.‏ وقامت واشنطن بتجميد أرصدة إيرانية بقيمة‏43.3‏ مليون دولار بزيادة قدرها‏19.5‏ مليون دولار عن عام‏2008‏ ولكن ذلك المبلغ مازال يشكل نحو ربع الأرصدة التي جمدتها الولايات المتحدة لكوبا‏.‏وذكرت وكالة الأنباء الفرنسية أن‏11‏ شركة وبنكا مرتبطة بإيران في ولايات كاليفورنيا وإلينوي وميريلاند ونيويورك وتكساس والعاصمة واشنطن من بينها أرصدة لبنك ميللي وشركة أسا كورب قد تم تجميد أرصدتها‏.‏