fiogf49gjkf0d
أكدت الحكومة أن الولايات المتحدة الأمريكية تمارس بالفعل ضغوطاً على الدول العربية لمنعها من تقديم مساعدات مالية لمصر، كانت قد وعدت بها عقب ثورة 25 يناير، وهو ما كشفت عنه مصادر رفيعة لـ«المصرى اليوم»، ونشرته فى عدد أمس.
وقال مصدر رفيع المستوى فى حكومة الدكتور كمال الجنزورى، إن واشنطن تسعى لتضييق الخناق اقتصادياً على مصر، ومعاقبة المجلس العسكرى لعدم استجابته لمطالب أمريكية بشأن المرحلة الانتقالية، إضافة إلى عدم عرقلته صعود الإسلاميين بعد النتائج الجيدة التى حققوها فى الانتخابات.
وأوضح المصدر نفسه لـ«المصرى اليوم» أن واشنطن طلبت من السعودية وقطر والإمارات، تأجيل تقديم مساعدات لمصر، مشيراً إلى أن هذه الضغوط تزايدت بعد مداهمة مقار منظمات مدنية وحقوقية، وهى الإجراءات التى تعتبرها واشنطن رداً عنيفاً من المجلس العسكرى فى مواجهة الضغوط الأمريكية
وأضاف أن السعودية سبق أن أعلنت عن منح مصر 3 مليارات دولار، لكنها لم تسلم منها سوى نصف مليار، وأشار إلى سبب آخر لتأجيل الدول العربية مساعداتها، وهو عدم اتفاق القاهرة مع صندوق النقد الدولى على قرض الـ3.2 مليار دولار. وحصلت «المصرى اليوم» على نص تقرير بعثة صندوق النقد الدولى، التى زارت القاهرة فى الفترة بين 26 أكتوبر و7 نوفمبر 2011، وتضمن 14 شرطاً لمنح مصر 3.2 مليار دولار قرضاً، ومن أبرز هذه الشروط منح الصندوق حق مراقبة منظومة الأداء الاقتصادى المصرى بشكل ربع سنوى، وإصدار قانون جديد للجمارك، وفرض ضريبة تتراوح بين 50 و60% على السجائر، وتوسيع القاعدة الضريبية.
ووصف عدد من الخبراء السياسيين تسريب أنباء من المجلس العسكرى عن ضغط واشنطن على المجلس لرفضه تعيين الدكتور محمد البرادعى رئيساً للوزراء، بأنه محاولة لتشويه صورة المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية، وقال السفير محمد شاكر، رئيس المجلس المصرى للشؤون الخارجية، إن البرادعى رجل مصرى، ولا يجب الاهتمام بما يقال عن ضغوط أمريكية فى هذا الشأن.
ورفض حزبا الوفد والناصرى فكرة الضغوط الأمريكية، معتبرين الحديث عنها عودة لسياسات عصر مبارك بهدف تجميل صورة المجلس العسكرى بعد فشله فى إدارة الفترة الانتقالية، حسب تعبير محمد أبوالعلا، رئيس الحزب الناصرى.
فى المقابل، قال بعض قياديى الأحزاب الإسلامية، إنهم يعتقدون فى صحة الضغوط الأمريكية، على اعتبار أن واشنطن لا ترى مصلحة فى صعود الإسلاميين فى الدول العربية. وقال عصام سلطان، نائب رئيس حزب الوسط، إن ما نشرته «المصرى اليوم»، أمس، صحيح بنسبة 100%.
وقال الدكتور أحمد دراج، القيادى السابق بالجمعية الوطنية للتغيير، إن المطالبة بتكليف البرادعى رئاسة الحكومة، كان مطلب ميدان التحرير وليس أمريكا.
وقالت صحف أمريكية، إن دفاع الحكومة المصرية عن مداهمة المنظمات، يكشف تصاعد الخلاف الدبلوماسى مع واشنطن.