fiogf49gjkf0d
أكد مدير مركز تطبيقات الاستشعار عن بعد في جامعة بوسطن، العالم المصري الدكتور فاروق الباز، في تصريح لصحيفة الرأي الأردنية الصادرة اليوم الثلاثاء: "أن العملية الانتخابية في مصر أثبتت عظمة ووعي المصريين، مشيرا إلى أن ما كان يحدث في السابق كان بفعل النظام البائد"، معبرا عن سعادته بالنسبة الكبيرة التي شاركت في المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية في مصر.
وأكد أهمية الفصل بين الدين والسياسة، مشيرا إلى أن ما يهم شعوب الدول العربية هو المنجزات التي تقدم لهم من قبل الأنظمة السياسية بعيداً عن أي جوانب دينية.
وأشاد بدور جماعة الإخوان المسلمين، معتبرا أن الأخوان الذين تسلموا مراكز متقدمة على مستوى صناعة القرار في ليبيا ومصر وتونس لا خوف منهم.
وطالب الأنظمة السياسية بدمج العلم مع مجريات الأحداث السياسية، محملاً رؤساء دول عربية مسئولية عدم اهتمامهم بالعلم، باعتبار العلم ترف من وجهة نظرهم، وأن الإنفاق الهائل عليه لا مبرر له، واعتبر أن الاهتمام بالعلم والمعرفة يدعم الاقتصاد الوطني، وأن على رؤساء الدول العربية الاهتمام بهذا الجانب.
وقال الباز: "أن انطلاقة الديمقراطية الحقيقية بدأت بالفعل في مصر على يد الشباب بعد ثورة 25 يناير، وأنه لا يريد أن يرى أي أحد من أصحاب الشعر الأبيض على الساحة السياسية في مصر، لإعطاء الفرصة للشباب الذين أثبتوا أنهم جديرون بالثقة"، مشيرا إلى: "أن نسبة الخطأ واردة من أي شخص لكن الشباب يتعلمون من أخطائهم أسرع ولا عيب في الخطأ".
وحول صعود الإسلاميين في مصر وتونس، قال الباز: " ليس هناك أي مخاوف من صعود الإسلاميين خاصة في مصر، لأن الشارع المصري لديه الشرعية وأصبح الآن على وعي ودراية كافية بمن هو الأصلح لإدارة شئون البلاد، خاصة وأن الشعب قادر على الإطاحة بأي نظام فاسد كما حدث في 25 يناير".
وبين الباز: "أن جماعة الإخوان المسلمين لديهم برامج ناجحة لكن العبرة في التطبيق على أرض الواقع وليس بالأوراق والأقلام فقط".. مشيرا إلى: "أن الإخوان سريعو التطور لأنهم تعبوا أكثر من أي فصيل آخر أثناء حكم النظام السابق، وعندما يصلون للحكم سيكون لديهم مخاوف من المطالب الأساسية للشعب مثل الأكل والشرب وتوفير العمل".
وحول المخاوف من انتشار السلفيين في الحياة السياسية، قال مدير مركز تطبيقات الاستشعار عن بعد في جامعة بوسطن العالم المصري الدكتور فاروق الباز: "لا مخاوف على الإطلاق لأن الإسلاميين أيضا هم من سيقومون بالرد من وجهة نظري خاصة في كبت الحريات فمثلا السائحون الذين يأتون لمصر لديهم طرق في ملابسهم ولا أحد قادرا على منعهم من ارتداء ما يريدون أو فرض أكل أو شرب معين لأن هذا يسبب ضرراً للسياحة وبالتالي سيكون له تأثير سلبي على الاقتصاد، فسيكون 30% من المصريين بلا وظيفة وهذه مسئولية كبيرة لا يمكن لأحد أن يتحملها".
وأضاف: "إن أكبر نسبة دخل في مصر هي السياحة فإذا توقفت فلا بديل لها، لذلك كل الحكومات ذات الاتجاه الإسلامي سيقولون "العمل هو الحل" بدلا من شعار"الإسلام هو الحل".
وأعرب الباز عن اعتقاده بأن التيارات الإسلامية ستقل تدريجيا، خاصة وأن جميع التيارات السياسية الأخرى ستدرك سريعا كيف صعد الإسلاميون وما هي طرقهم، وسيتبعونها ويطورون من أنفسهم لاكتساب مساحات واسعة في الشارع المصري، كما أن الحكومات فاشلة بطبيعتها وعندما يكون التيار الإسلامي في الحكومة ستقل شعبيته، وكذلك أيضا في باقي الدول العربية التي قامت بها ثورات مثل تونس وليبيا.
وعلل الباز فشل النظام السابق في مصر في إدارة البلاد: "بأن حكم العسكريين غير صحيح بالمرة، لأنه قائم على السمع والطاعة دون وجود مساحة لإبداء الرأي أو المناقشة في الأمور التي تحتاج إلى ذلك، حيث يكون المتحكم بزمام كل الأمور هو شخصا واحدا فقط، فتتحول الدولة من مؤسسات إلى فرد".. مشيرا إلى أن مصر قطعت شوطا كبيرا في الديمقراطية، وسيكون البقاء في حكم مصر للأصلح.
وأعرب مدير مركز تطبيقات الاستشعار عن بعد في جامعة بوسطن العالم المصري الدكتور فاروق الباز عن اعتقاده بأن لا دول مرشحة لنشوب ثورات داخلية جديدة، عازيا الثورات إلى طبيعة الأنظمة السياسية القائمة في الدول التي شهدت ثورات، معتبرا أن الثورات تحدث نتيجة أزمات داخلية، وأن أبناء هذه الدول التي شهدتها هم الذي يحركونها، دون أن تقف وراءها أيد خفية.
وتوقع الباز أن تستقر الأوضاع السياسية في الدول التي شهدت ثورات داخلية، خلال فترة تمتد من 10 إلى 20 سنة.
وفيما يخص مشروعه المتمثل في "ممر التنمية والتعمير في الصحراء الغربية"على ارض الواقع، كشف الباز: "أن السنوات العشر المقبلة ستشهد رؤيته وتصوره على أرض الواقع".. مشيرا إلى: "أن مجموعات طلابية من كليات الهندسة في الجامعات المصرية يخططون لتنفيذ هذا المشروع".
وأوضح: "أن المشروع سيرى النور من خلال شباب مصر، بهدف إنشاء طريق بالمواصفات العالمية في صحراء مصر الغربية يمتد من ساحل البحر المتوسط شمالا حتى بحيرة ناصر في الجنوب، وعلى مسافة تتراوح بين 10 و80 كيلو مترا غرب وادي النيل، معتبرا أن هذا الممر يفتح آفاقا جديدة للامتداد العمراني والزراعي والصناعي والتجاري حول مسافة تزيد عن 1200 كيلو متر".