يسعى البعض دائمًا إلى المقارنة بين الأحوال المعيشية للأغنياء والفقراء، للوصول إلى نتيجة معروفة مقدمًا تؤيد مظلومية الفقير، وفى الأغلب كانت التجارب تنتصر لدول الغرب على حساب دول الشرق الأوسط، مؤكدة أن العرب أمامهم الكثير ليدركوا معنى المساواة، ولكن ماذا لو استطاع شخص أن يثبت العكس؟ وماذا لو كان هذا الشخص مليارديرًا أمريكيًا يبحث عن الحقيقة؟.

«كوبى بيرسين»، هو الشخص الذى أثبت كذب روايات من يدعون الإنسانية، وهو شاب غنى جدًا، عمره 23 عامًا، مشهور بنشر مقاطع فيديو على موقع «يوتيوب» تثير الجدل على مستوى دولى، خاصة لأنه يتناول قضايا بالغة الأهمية بشكل ساخر وطريف.

وبحسب صحيفة «ديلى ميل» البريطانية، فإن «بيرسين» كان يجهز لمقطع فيديو جديد، احتاج لتنفيذه أن يرتدى ملابس توحى لمن يراه بأنه متسول، ولا مأوى له، ثم أعد كاميرات لتصويره، وتوجه بهذا الزى الرث إلى مطعم كبير فى الولايات المتحدة، وطلب أن يدخل ويحجز طاولة لتناول الطعام، ولكن المفاجأة كانت أن حراس المطعم منعوه من الدخول ثم طردوه بسبب هيئته، التى أقنعتهم بأنه شخص فقير.

وطالب الحراس «بيرسين» بأن يتوجه إلى «ماكدونالدز»- الذى يعتبر مطعمًا للفقراء فى أمريكا- ووصفوا له بعض الحانات التى يمكنها استقباله وضيافته. وتقول الصحيفة إن التجربة كانت صادمة، والدليل على ذلك هو ردود الأفعال التى ظهرت بعد نشر الفيديو على وسائل التواصل الاجتماعى، والتى أوضحت كيف يتعامل الأغنياء فى أمريكا مع الفقراء، وكيف يمكن أن يُنتهك الفقير دون أن يجد من ينصفه.

وأشارت الصحيفة إلى أن «بيرسين»، أوضح أنه حاول إثبات أن المظاهر يمكن أن تكون خادعة، وأنه اختبر سلوك ومبادئ الموظفين فى مطعم فى ولاية فلوريدا، لمعرفة كيف سيتعاملون مع شخص على أساس ما يبدو عليه، مع الكشف فيما بعد عن سلوكهم وردود أفعالهم عندما يعرفون الحقيقة، وهى أنهم يتعاملون مع «ملياردير».
وفى مقطع الفيديو، الذى تبلغ مدته ثلاث دقائق، يمكن رؤية الملياردير «بيرسين»، وهو يقترب من أحد المطاعم، بينما يرتدى قطعًا من الملابس الغريبة، ويحمل كيسًا كبيرًا من القمامة، قبل أن يطلب الجلوس من موظف يقف عند مدخل المطعم.
واقترب «بيرسين» بشكل طبيعى جدًا من الموظف، وطلب- بكل ثقة- طاولة لنفسه وصديقه «رونالدو»، وكان يتحدث بأسلوب مهذب طوال الوقت، كما كان يسأل عما إذا كان من الممكن أن يرى هو وصديقه قائمة الطعام.
ولكن المضيف أو الموظف، والذى حرص «بيرسين» على إخفاء وجهه حفاظًا على خصوصيته، قال له «لا يمكن أن تدخل لأن المطعم (مكلف للغاية) بالنسبة لك، ومن الصعب أن تتحمل تكاليف تناول الطعام هنا»، وأضاف الموظف: «أنا آسف.. نحن لن نكون قادرين على القيام باستضافتك سيدى»، ومنع «بيرسين» من الوصول إلى المطعم.
وفجأة يظهر «رونالدو» صديقه وهو يقود سيارة «رولز رويس» بيضاء اللون، وفجأة يعامل موظف المطعم «رونالدو» بشكل جيد، وهو ذلك الرجل الذى يقود تلك السيارة الفارهة. ولكن يقف «بيرسين» ويقول للموظف: «لدى المال لأدفع، لدى الكثير من المال»، ولكن ظل الموظف يرفض دخوله المطعم، وفجأ يطلب «بيرسين» من سائقه «رونالدو» أن يعطيه حقيبة من النقود، وكانت مفاجأة كبيرة أمام الموظف، حين رأى «رونالدو» وهو يعطى «بيرسين» حقيبة مليئة بالآلاف من الدولارات.
ويقول «بيرسين»: «قلت لك إننى أستطيع أن أدفع المال، وأستطيع حتى شراء المطعم الذى تقف فيه، وسأفعل ذلك وسأطردك من العمل»، وشعر الموظف بالصدمة والخجل معًا.
ويضيف «بيرسين»: «ليس هذا أول مقطع فيديو أقوم بإنتاجه، بل قدمت فيديوهات كثيرة تحتوى على صدمات اجتماعية كبيرة فى مجتمعنا الأمريكى، خاصة هذا الفيديو الذى يوضح أن عادة المظاهر تخدع، ونحن نعيش زمن المظاهر، فربما ترى شخصيات فى أروع الملابس وأبهى الصور، ولكنها لا تمثل ذلك الشكل من الداخل، وأحيانا ما نصطدم بشخصيات رقيقة الحال ومظهرها لا يبدو جيدًا لكنها ذات أصل وأخلاق».