اختتمت اليوم رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي زيارتها إلى الصين والتي استمرت لثلاثة أيام، بعد توقيع اتفاقات اقتصادية تجاوزت قيمتها 9.3 مليار جنية استرليني.
لكن في ظل هذه الزيارة ركزت وسائل إعلام بريطانية على وضع حقوق الإنسان في الصين وطالبوا ماي بالحديث عنها خلال الزيارة. واستعرضت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" في تقرير لها اليوم الجمعة وضع الأقلية المسلمة التي تتعرض لاضطهاد في الصين.
وتعرف هذه الأقلية باسم "الإيجور" وهم مسلمون ترتبط أصولهم بتركيا ويعتبرون أنفسهم أقرب لآسيا الوسطى عرقيًا وثقافيًا. يعيشون في إقليم شينجيانج شمالي غرب الصين، الغني بالنفط والواقع على حدود أفغانستان.
يواجه الإيجور بحسب منظمات دولية على رأسها هيومان رايتس ووتش، من تضييق كبير من السلطات الصينية على حرية ممارسة شعائرهم الدينية ووصل الأمر في بعض الأماكن إلى منعهم من الصيام في شهر رمضان.
وفي أبريل الماضي فرضت الصين قيودًا جديدة في الإقليم الذي يسكنه الأقلية المسلمة، وشملت منع إطلاق اللحى وارتداء النقاب. وقالت بكين إنها إجراءات لمواجهة التطرف.
التقت "بي بي سي" بأحد الهاربين من هذا التضييق في الصين إلى تركيا، حيث حصل على اللجوء في أنقرة. وذكر التقرير إن عبد الرحيم حسن لجأ مثل آلاف الإيجور الآخرين إلى تركيا.
ووصف الرجل الأهوال التي واجهت عائلته في الصين، وقال إن زوجته ووالدته احتجزتا في أحد المراكز بالصين ولا يعلم مصير أطفاله. وأضاف أنه منذ الصباح إلى المساء لا يتم السماح لوالدته "بالجلوس على كرسي صلب".
وتابع حديثه لبي بي سي قائلا: "على أمي المسكينة تحمل هذا العقاب يوميًا. جريمة زوجتي الوحيدة أنها تنتمي إلى الإيجور. ولا أعرف ما إذا كانت حية أم ميتة."
وعن أمه قال في التقرير: "اقتلوهما وسأدفع لكم ثمن الرصاصة". في إشارة إلى رغبته في إراحتها من هذا العذاب الذي تتعرض له على حد وصفه.
وبحسب "رويترز" فالقوانين المفروضة بشأن الإيجور منذ أبريل تحظر أيضا: "رفض إرسال الأطفال إلى المدارس الحكومية، عدم الامتثال إلى سياسات تنظيم الأسرة، الإتلاف المتعمد للوثائق الحكومية، الزواج من خلال الإجراءات الدينية فقط".
كما تنص القوانين على أن الموظفين في الأماكن العامة، من بينها المحطات والمطارات، سيكون لزاما عليهم منع النساء اللائي يغطين أجسامهن كاملة، بما في ذلك وجوههن، من الدخول وإبلاغ الشرطة عنهن.
ويمثل سكان الإيجور نحو 45% من سكان شينجيانج.