لطبيعة عمله فى التقاط الصور لرئيس أقوى دولة فى العالم، كان شاهدًا على اجتماعات تتعلق بمصير العالم، وصراعاته وحروبه، فضلًا عن مرافقته الرئيس فى كل جولاته الخارجية، ما جعله إلى جانب كونه «مصور البيت الأبيض» رحالة وسائحًا وسياسيًا.


هو «بيت سوزا»، الذى عمل «كبير مصورى البيت الأبيض» فى عهد الرئيس الأمريكى السابق باراك أوباما، لمدة 8 سنوات، وكمصور رسمى فى البيت الأبيض أيضًا خلال ولاية رونالد ريجان.


صحيفة «الإندبندنت» البريطانية، التقت «سوزا»، البالغ 64 عامًا الآن، فى حوار كشف فيه ما تعلمه خلال فترة عمله فى البيت الأبيض، إلى جانب كواليس وأسرار سفرياته وجولاته رفقة «رئيس الولايات المتحدة».


وقال «سوزا»، إنه سافر - بحكم عمله مع أوباما - إلى الولايات الخمسين فى البلاد، وأكثر من 60 دولة حول العالم، مضيفًا: «كانت وظيفتى الأساسية التقاط اللحظات المهنية والشخصية فى حياة الرئيس أوباما».


واسترجع رحلته المهنية، قائلًا إنه بدأها فى السبعينيات بولاية «كانساس»، وفى أوائل الثمانينيات أصبح مصورًا لصحيفة «شيكاغو صن تايمز»، ثم عمل كمصور رسمى فى «البيت الأبيض»، من يونيو 1983 حتى 1989، خلال فترة حكم رونالد ريجان.


وفى 2004، طلب جيف زيلينى، المراسل السياسى فى شبكة «سى إن إن»، من «سوزا»، التقاط صور لمشروع فوتوغرافى يوثّق السنة الأولى لـ«باراك أوباما» كعضو فى مجلس الشيوخ الأمريكى، والتقى «أوباما» للمرة الأولى فى أول يوم له فى المجلس، ووثّق حياته كنائب بداخله. لذلك، اصطحب «أوباما»، سوزا، فى العديد من رحلاته الخارجية، إلى كينيا وجنوب إفريقيا وروسيا، واستمر معه بعد صعوده إلى الرئاسة.. وفى يوليو 2008، نشر كتابه الأكثر مبيعًا، آنذاك: «صور صعود باراك أوباما»، وضم صورًا بين عامى 2005 و2008.


وكان «سوزا» هو المصور الوحيد الحاضر فى أول يوم عمل لـ«أوباما» فى المكتب البيضاوى، وفى 2010 أنتجت «ناشيونال جيوجرافيك» برنامجًا حول «سوزا» بعنوان «مصور الرئيس».


أشهر الصور التى التقطها «سوزا» كانت فى غرفة العمليات الخاصة بشن غارة على «أسامة بن لادن»، وضمت «أوباما» ونائبه جو بايدن ووزيرة خارجيته- آنذاك- هيلارى كلينتون.


وقال «سوزا» إن الرحلات التى شارك فيها «أوباما» أثناء رئاسته كانت أفضل جزء فى حياته المهنية، مضيفًا: «الرحلة الأكثر تميزًا كانت إلى مصر فى 2009، فى وقت مبكر من رئاسته».


وتابع متحدثًا عن زيارة مصر: «ذهبنا إلى هناك، وفى اليوم الأخير توجهنا إلى الأهرامات، ونزلنا داخل الهرم الأكبر.. لم أكن أبدًا قد زرت مصر من قبل، لكنى وقعت فى غرامها، وكانت تجربة التواجد داخل الهرم شيئًا لن أنساه أبدًا.. مصر بلد لا يُنسى».


واستكمل: «التقطتُ صورًا كثيرة لأوباما فى مصر أمام الأهرامات، وداخل الهرم، وبجوار أبى الهول، والجِمال، وكان أوباما يشعر بالمتعة أثناء زيارة الأهرامات».


أما عن أجمل رحلاته مع «ريجان»، فقال إنها أول رحلة إلى الصين، حيث كانت «رؤية سور الصين العظيم والمدينة المحرمة والمشى فى ساحة تيانانمن أمرًا لا يغيب عن ذهنى حتى الآن».


وعن عمله بعد تولى «ترامب»، قال: «بدأتُ مشاركة صور أوباما على حسابى فى إنستجرام، كوسيلة لانتقاد الإدارة الجديدة».