فى استفزاز جديد للعالمين العربى والإسلامى ، وفى وقت لا تزال فيه الأراضى الفلسطينية تشهد حالة من الكر والفر بين الفلسطينيون المحتجين على الممارسات الأمريكية ـ الإسرائيلية ، وقرار واشنطن الأخير بإعلان القدس عاصمة تل أبيب ونقل السفارة الأمريكية من تل أبيب للمدينة المحتلة ، تقترب حكومة الاحتلال من اطلاق أسم الرئيس الأمريكى دونالد ترامب على أحد محطات القطار السريع المقرر بنائها قرب حائط البراق.
وقرر وزير المواصلات الإسرائيلى إسرائيل كاتز إطلاق اسم ترامب، قائلاً فى بيان له، إنه سيتم العمل بتوصيات اللجنة التى تعمل على دراسة إمكانية تمديد خط القطار السريع الذى يجرى بناؤه حاليا بين تل ابيب والقدس، وإقامة محطة تبعد عشرات الأمتار عن الموقع.
وسيتم إطلاق اسم "دونالد ترامب" على المحطة بقرار من كاتز، والذى يأتى "بسبب قراره التاريخى والشجاع ـ على حد وصف المسئول الإسرائيلى ـ بالاعتراف بالقدس كعاصمة لدولة إسرائيل ومساهمته فى تعزيز وضع القدس كعاصمة الشعب اليهودى ودولة إسرائيل".
وقالت صحيفة "نيوريوك تايمز" فى تقرير لها الخميس، إن خطة إسرائيل لبناء محطة قطار فى هذه المنطقة، تتطلب حفر تحت بعض من أكثر المساحات حساسية على وجه الأرض "المناطق التاريخية"، وأن ذلك الخطوة ستفتح الباب إمام معاداة خصوم جديدة لإسرائيل من الفلسطينيين.
قرار ترامب يفتقد التأييد العالمى
وأضافت الصحيفة، فى تقريرها، أنه بالرغم من قرار الرئيس الامريكى دونالد ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، فإن معظم دول العالم لا تعترف بالسيادة الإسرائيلية على البلدة القديمة التى استولت عليها إسرائيل مع بقية القدس الشرقية فى عام 1967.
بدوره ، قال جمال زهالكا، وهو عضو عربى فى الكنيست، إن توسيع خط السكة الحديدية إلى البلدة القديمة سيشكل انتهاكا للقانون الدولى من خلال العبث بالحصة النسبية فى القدس الشرقية، وقال إن فكرة الوزير الإسرائيلى مثيرة للجزع بشكل خاص. مضيفا أنه بالنسبة للفلسطينيين، أسم ترامب أسوأ من أسم نتنياهو".
وقرر ترامب فى 6 من ديسمبر الماضى الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل وأمر بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، ما أثار إدانات حازمة من العالمين العربى والإسلامى ومن المجتمع الدولى.
وقتل 12 فلسطينيا منذ إعلان ترامب. وسقط عشرة من هؤلاء القتلى فى مواجهات مع الجيش الإسرائيلى فى قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة، وقتل إثنان فى غارة إسرائيلية على قطاع غزة.
احتلال إسرائيل لفلسطين
والقدس فى صلب النزاع بين إسرائيل والفلسطينيين، وقد احتلت إسرائيل الشطر الشرقى من القدس وضمته عام 1967 ثم أعلنت العام 1980 القدس برمتها "عاصمة أبدية" فى خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولى.
ويعتبر اليهود حائط البراق الواقع أسفل باحة الأقصى آخر بقايا المعبد اليهودى (الهيكل) الذى دمره الرومان فى العام 70 للميلاد وهو أقدس الأماكن لديهم.
والمسجد الأقصى هو أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين لدى المسلمين، ويدعو بعض المتطرفين اليهود إلى السماح لهم بالصلاة فى الموقع لكن رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو اكد مرارا أنه لا ينوى تغيير الوضع الراهن.
وسيقوم خط القطار السريع بالربط بين مدينتى القدس وتل أبيب فى فترة قياسية تصل الى نصف ساعة على الأقل، بحلول عام 2018، وتقدر الوزارة تكاليف انشاء خط القطار الذى يمتد على 56 كيلومترا بحدود 7 مليار شيكل (1,69 مليار يورو)