قال إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إن الولايات المتحدة عرضت على الفلسطينيين اتخاذ بلدة أبوديس، التي تقع على مشارف القدس، عاصمة لدولتهم المستقبلية، والتخلي عن القدس الشرقية.
وأضاف هنية أن العرض يتضمن أيضا تقسيم الضفة الغربية إلى ثلاث مناطق، وإقامة كيان سياسي في غزة، ووضع جسر بين أبوديس والقدس يعبر عليه المسلمون للصلاة في المسجد الأقصى.
ووصف هنية، في كلمة ألقاها أثناء لقاء مع وجهاء غزة بحضور يحيى السنوار، مسؤول حماس في القطاع، العرض الأمريكي "بالمسخ"، وقال إنه سيؤدي إلى إنهاء القضية الوطنية الفلسطينية من خلال ما بات يعرف "بصفقة القرن"، على حد تعبيره. من جانبه، هدد السنوار بأن حماس لن تتردد "في الدفع بعشرات آلاف الإستشهادين في كل جولة من جولات الصراع مع إسرئيل"، مشيرا إلى وجود جيش في القطاع "على استعداد دائم لبدء المعركة".
وأضاف أن "أيادي عناصر القسام، الجناح العسكري للحركة، على الزناد وأصابع المجاهدين على مرابض الصورايخ جاهزة إذا ما لزم الأمر".
وأقر هنية بوجود مصاعب في طريق المصالحة الوطنية الفلسطينية، محذرا من استمرار التباطؤ في تنفيذها. وقال إن ذلك سيكون له "تداعيات وخيمه ليس فقط على حدود غزة بل على مستوى كل المنطقة".
وكان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، كسر تقاليد السياسة الأمريكية تجاه الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وأعلن اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لإسرائيل واعتزامه نقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس. وقد أثارت خطوة ترامب غضبا في الدول العربية والإسلامية، ونددت دول غربية بالخطوة واعتبرتها عائقا في طريق مفاوضات السلام بين الطرفين. واستعملت الولايات المتحدة حق النقض في مجلس الأمن، التابع للأمم المتحدة، ضد مشروع قرار وزعته مصر يطالب واشنطن بسحب اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل.
ولكن الجمعية العامة للأمم المتحدة صدقت بالأغلبية على مشروع قرار مشابه، اعتبره الفلسطينيون انتصارا لحقهم، على الرغم من أنه غير ملزم.
ويعد وضع القدس من أهم قضايا النزاع بين الإسرائيليين والفلسطينيين المدعومين في هذه القضية من بقية الدول العربية والإسلامية. وفي المدينة مواقع مقدسة عند المسلمين والمسيحيين واليهود، خاصة في القدس الشرقية.
واحتلت إسرائيل القدس الشرقية في حرب 1967، وتعتبر المدينة بكاملها عاصمة لها. ويطالب الفلسطينيون بالقدس الشرقية عاصمة لدولتهم المستقبلية. ولا يعترف المجتمع الدولي بسيادة إسرائيل على القدس، وتحتفظ جميع الدول بسفراتها في تل أبيب، بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية، حليف إسرائيل الأقرب.