يبدو أن الولايات المتحدة الأمريكية عازمة على سرعة تطبيق إجراءاتها العقابية ضد رافضي قرارها بشأن القدس، لتكون الأمم المتحدة أول المعاقبين، بإعلان الحكومة، أمس الثلاثاء، اقتطاع 285 مليون دولار من إجمالي إسهامها في ميزانية الأمم المتحدة خلال عام 2018.
 
ويأتي هذا القرار بعد أيام من تصويت الجمعية العامة على قرار يرفض الإعلان الأمريكي  بأن القدس عاصمة لإسرائيل، بأغلبية 128 صوتًا ضد 9 أصوات فقط.
 
وذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية، أن واشنطن تهدف من هذا القرار إلى محاولة الضغط على المنظمة الدولية لجعلها أكثر تماشيا مع رغباتها.
 
ولطالما ذكرت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي، أنه من المعروف على نطاق واسع أن ميزانية الأمم المتحدة كبيرة و"غير فعالة".
 
لكن صحيفة "الجارديان"، قالت إن توقيت الإعلان الأميركي يعبر بوضوح عن فحوى الرسالة التي يحملها بعد التصويت على قرار القدس.
 
وذكرت الصحيفة، قول هايلي، بعد التصويت، إنها ترغب في تذكير الجمعية العامة بأن "بلادها وبفارق كبير هي أكبر ممول للمنظمة الدولية، وستتذكر ما جرى في هذا التصويت عندما يطلب منها مرة ثانية بأن تقدم أكبر إسهام في الميزانية مرة أخرى".
 
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قد هدد بوقف المساعدات المالية للدول التي ستصوت لصالح مشروع قرار بالأمم المتحدة يدعو إلى سحب قرار واشنطن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
 
وقال ترامب للصحفيين في البيت الأبيض، الأسبوع الماضي: "إنهم يأخذون مئات الملايين من الدولارات، وربما مليارات الدولارات ثم يصوتون ضدنا. حسنا، سنراقب هذا التصويت. دعوهم يصوتوا ضدنا. سنوفر كثيرا ولا نعبأ بذلك".
 
يذكر أن ميثاق الأمم المتحدة ينص على أن واشنطن يجب أن تسهم بنحو 22 في المائة من الميزانية المخصصة للأمور التشغيلية السنوية، أي نحو مليار ومائتي مليون دولار خلال عام 2018.
 
كما ينص الميثاق على أن تسهم الولايات المتحدة بما يقدر بـ 28.5 في المائة من ميزانية عمليات حفظ السلام الدولية، المقدرة بنحو 7 مليارات دولار خلال الفترة نفسها.