‏«ستدرك في وقت متأخر من الحياة، أن مُعظم المعارك التي خضتها لم تكن سوى أحداث هامشية أشغلتك عن حياتك الحقيقية». د. غازي القصيبي. 
كلما تقدم بالإنسان العمر، زادت قدراته ومهاراته في الحياة، وصار خبيراً فيها وابتعد عن المعارك الهامشية. هذه القاعدة تنطبق على الإنسان السوي الذي لا يحمل الحقد والضغائن على الآخرين ويعاملهم بنوايا حسنة بكل تسامح وإن جحدوا ذلك... أما المكابر فلن يتعلم وسيسقط في الاختبار نفسه كل مرة، وذلك لأنه غير صادق مع نفسه ويظهر ما لا يبطن. 
الإنسان السوي لا يدخل في جدالات عميقة لا تغني ولا تسمن من جوع. لا تجد أقواله عكس أفعاله. ولا يعتمد على المحسوبية كمطية للوصول إلى أهدافه أو المناصب. تجده مركزاً وغير مشتت، يتعامل بأخلاق راقية أينما تواجد في البيت أو العمل. 
وإذا كنت تنسب أعمال وأفعال الآخرين لشخصك وحدك، لا شك أنك مريض غير ناضج تحتاج لعلاج سريع، لأن ذلك مع مرور الأيام سيسبب أمراضاً مزمنة، اعمل مع الفريق وانسب النجاح للفريق وليس لشخص، العمل الجماعي عمل مبروك. 
إياك أن تؤجر عقلك لأحد، وتعيش على الوشاية بين زملائك وتوصل الأخبار لمسؤوليهم دون علمهم لأن ذلك سيفقد الثقة فيك، وإذا فقدت الثقة فمن الصعب جداً استرجاعها مرة أخرى. 
 وإذا كان قلبك سليماً ستجد في الحياة أناساً على العكس من ذلك، وإياكم أن تغركم الأسماء أو الأشكال. ولكن مهما حدث من غدر وخيانة فحافظ على هدوئك وكن سليم الصدر... عندها ستشعر كم للحياة من معنى كبير، وهنا يجب أن تهتم بنفسك أكثر وأكثر، وإياك أن تقارن نفسك أو أحد أقربائك بأحد، فهذا يدمر النفس. 
ومن الذين عاشوا حياتهم من دون الدخول في معارك هامشية، هو المرحوم غازي القصيبي... تميز بصفات إيجابية كثيرة حتى مع خصومه. عاش حياته بكل قوة وأمانة. وليس شرطاً كل قوي أمين، فهناك الكثير من الأقوياء ولكنهم مع الأسف فاقدين للأمانة. 
وكما يقول علي الطنطاوي: «تمسكوا بأحبتكم جيداً، وعبروا لهم عن حبكم، واغفروا زلاتهم فقد ترحلون أو يرحلون يوما وفي القلب لهم حديث وشوق، واحذروا أن تخيطوا جراحكم قبل تنظيفها من الداخل، ناقشوا، برروا، اشرحوا، اعترفوا، تنازلوا فالحياة قصيرة جداً لا تستحق الحقد، الحسد، البغض وقطع الرحم، غدا سنكون ذكرى فقط، والموت لا يستأذن أحداً، فابتسموا وسامحوا كل من أساء إليكم». 
الخلاصة: 
ركز على أهدافك في الحياة، وتجاهل الشخصيات التي تعيق تقدمك، وإياك أن تعيش معركة هامشية تستغرق الأوقات بلا أي فائدة.