قضايا الفساد المتهم فيها رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو ربما تكون العقبة الكبيرة أمام الرئيس الأمريكى دونالد ترامب لنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب للقدس الشريف، حيث أعلن أنه سيبت فى هذا القرار بعد 6 أشهر عقب قراره المشئوم بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
وخلال الـ6 شهور المقبلة ستشهد الساحة الداخلية الإسرائيلية تغيرات كبيرة من خلال تقديم لائحة اتهام ضد “نتنياهو” الغارق فى قضايا فساد، وفى حال تقديمه للمحاكمة فإنه سيضطر لتقديم استقالته والدعوة لانتخابات مبكرة، وهو ما يعنى أن “ترامب” سيضطر هو الآخر تأجيل اتخاذ قراره بنقل السفارة إلى القدس لعدم وجود حكومة رسمية فى إسرائيل.
وفى بداية عام 2015 رفض الرئيس الأمريكى السابق بارك أوباما استقبال “نتنياهو” فى البيت الأبيض بحجة أنه لا يشغل منصبا فى إسرائيل، بعدما دعا “نتنياهو” لانتخابات مبكرة، وأصبح يرأس قائمة حزب الليكود فى الانتخابات البرلمانية، التى أسفرت نتائجها فى مارس 2015 على فوز حزبه بـ30 مقعدا ليشكل الحكومة الحالية ولمدة 4 سنوات.
ومن جانبها، قالت الإذاعة العامة الإسرائيلية، أن الشرطة الإسرائيلية حققت مع “نتنياهو” أمس الجمعة، بتهم تتعلق بالفساد المالى للمرة السابعة معه منذ عام 2016، حيث ركزت التحقيقات على شبهات الفساد فى الملفين المعروفين باسم ملف 1000، وهو حصوله على هدايا ثمينة من رجال أعمال أجانب وإسرائيليين.
وملف 2000 المتهم فيه “نتنياهو” بالتفاوض مع مالك صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية ارنون موزيس للحصول على تغطية إخبارية تفضيلية مقابل التضييق على صحيفة “إسرائيل هيوم” المنافسة.
وقالت الإذاعة أنه ينبغى على الشرطة الإسرائيلية، أن توصى المستشار القانونى للحكومة أفيخاى مندلبليت بتقديم لائحة اتهام كاملة ضد نتنياهو قبل الشروع فى محاكمته، وهذا يعنى أن “نتنياهو” سيستقيل من الحكومة لمحاكمته.
وبحسب مواد القانون فى إسرائيل فإنه ينص على أن رئيس الحكومة وأي من وزراءه يجبر على تقديم استقالته في حال وجهت إليه تهم بالفساد بشكل رسمي،والدعوة مباشرة لانتخابات مبكرة، ويتم دعوة الناخب فى إسرائيل لاختيار الحزب الذى يمثله فى الكنيست وبعدها يكلف الحزب صاحب أعلى الأصوات لتشكيل حكومة جديدة.
ويأتى ذلك فى الوقت الذى أجرت فيه شبكة 103 FM الإسرائيلية استطلاع للرأى، أظهر أن 59% من الإسرائيليين يرون أن رئيس الحكومة “نتنياهو” غير نزيه، ويستحق المحاكمة فى القضايا المتهمة فيها ولديه انحرافات مالية.
الأمر الذى دفع كلا من وزير الدفاع أفيجدرو ليبرمان، الذى يتزعم حزب “إسرائيل بيتنا” ووزير المالية موشية كحلون زعيم حزب “كولانو” إلى الاستعداد لانتخابات برلمانية جديدة من أجل الحصول على أعلى مقاعد فى الكنيست لتشكيل حكومة جديدة بعد التأكد من أن “نتنياهو” لن يفلت من جرائم الفساد الموجة إليه.
وكان البيت الأبيض قد أعلن تأجيل نقل السفارة الأمريكية لمدة 6 شهور، وذلك فى أعقاب قرار “ترامب” حول الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، حيث فى عام 1995 أصدر الكونجرس تشريعا يقضى بنقل السفارة الأمريكية للقدس، إلا أن رؤساء الولايات المتحدة اعتادوا تأجيل القرار كل ستة أشهر.