تعهد ترامب -إن كسب الانتخابات الرئاسية- أن يتخذ عددًا من القرارات من بينها نقل سفارة بلاده إلى القدس المحتلة، ومن بينها الانكماش للداخل وتخفيض الإنفاق العسكري، ومن بينها اعتبار "الإخوان" جماعة إرهابية.. فلماذا يريد أن يلتزم بالأولى ولا يريد أن يلتزم بباقي التعهدات؟!
 
قلنا أكثر من مرة قبل اليوم -ولم ينتبه أحد- إن وجود رئيس في الولايات المتحدة معادٍ بشكل تام لإسرائيل مستحيل.. لذلك كانت التعهدات الثلاثة منها ما يرضي إسرائيل ومنها ما يعبر عن رغبة ترامب الحقيقية في محاربة الإرهاب لكن محاربة الإرهاب تعني الصدام مع مخطط الصهيونية العالمية التي تديره سرًا من خلال المنظمات السرية التي تحكم العالم، وهذا معناه وقوف ترامب ضد مصالح إسرائيل، ومن هنا لم تقف هذه المنظمات السرية -الخطيرة جدًا- لتتفرج وتنتظر الفرج إنما تدخلت على الفور -بعد أن فشلت في إنجاح هيلاري- لتزلزل الأرض تحت أقدام ترامب.. فنظمت التظاهرات وحولت بعضها إلى عنف؛ تمهيدًا للتصعيد وتحول العنف الرمزي والتظاهر إلى مطلب عملي، وهو إعادة فرز نتائج الانتخابات الرئاسية في عدد من الولايات، وفي ظل ذلك كله لعبت هذه القوى بورقة تخابر ترامب مع روسيا!
 
وفجأة.. ونحن نتابع الأحداث السابقة في الولايات المتحدة ومغزاها إذ بها كلها تتوقف.. ولا يتبقى منها إلا كارت طويل المدى وهي ورقة "التخابر مع روسيا".. لكن فجأة توقفت التظاهرات وتوقفت مطالب إعادة الفرز وتوقفت خطة ترامب في التراجع للداخل الأمريكي، وتبدل موقفه من "ضد الإرهاب" إلى "ضد سوريا"!! ومن تخفيض ميزانية الجيش إلى زيادتها، وبدأ التملص من اعتبار "الإخوان" جماعة إرهابية، وكل ذلك لا يتم إلا إن كانت هناك صفقة سرية جرت بين ترامب وممثليه وبين القوى الخفية التي تحكم العالم، والتي أرست إلى ترامب ما معناه أننا نستطيع "ليس فقط إلغاء نتائج الانتخابات وطردك مبكرًا من البيت الأبيض وإنما أيضًا إدخالك السجن" فوصلت الرسالة وبدأ الرجل في الانصياع التام!
 
وبينما جبهة إسرائيل مع ترامب ساخنة وملتهبة وتشهد مباراة قوية وتدار بذكاء بينما جبهة العرب مستسلمة وتبدي رغبتها في إرضاء الرجل بأي شكل، بل أكثر من ذلك بدت جاهزة ومستعدة لتشجيع وتمويل البديل لــ "الربيع العربي" وهي "الحرب السنية الشيعية" وهي التي من شأنها تدمير المنطقة بالكامل، بحيث لا ينجو ولا يستفيد إلا دولة العدو الإسرائيلي!
 
وسط كل ذلك.. ماذا تفعل لو كنت مكان ترامب؟ هل تتردد لحظة في نقل السفارة؟!
 
وللحديث بقية.. وكلام عن مصر ودورها من الأزمة والذي أجهض ما تقدم من مخططات ويراد إضعافها لينجح القادم منها!