هل يمكنك أن تتخيل أن تعبر بجانب الأهرامات لتفاجأ بعد مسافة بأهرامات أخرى كما لو أنها قد تم استنساخها؟ هذا تحديدًا ما فعله الأمريكان في الأربعينيات من القرن الماضي حين شيدوا أهرامات جديدة قرب نهر النيل.
بيوت السفير الثلاثة
القصة تعود لتواجد السفير الأمريكي أليكساندر كيرك في القاهرة من عام 1941 وحتى 1944.
كانت حينها الحرب العالمية الثانية على أشدها، أما هو فكان يعيش حياة فارهة في العاصمة المصرية، فامتلك ثلاثة بيوت، كل منها لغرض، كما تروي مجلة «لايف» الأمريكية في عددها الصادر بتاريخ 13 أغسطس 1945.
«كان كيرك مهووسًا بالبيوت، وعمل هذا الأمر في الصالح العام عام 1943»، تقول «لايف»، مشيرة إلى امتلاكه البيوت الثلاثة، وكان أحدها لإقامة حفلات الغداء الرسمية وآخر للعشاء والنوم بجانب الأهرامات، والثالث كان منزلًا على النيل.
 
السفير الأمريكي أليكساندر كيرك
 
 
وفي أحد أيام عام 1943، حضر الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفيلت للقاهرة للاجتماع برئيس الوزراء البريطاني وينستون تشيرشل، فعرض السفير على رئيسه عقد الاجتماع في منزله المطل على الأهرامات، وهو العرض الذي تم قبوله إلا أن ثمة مشكلة واحدة واجهها السفير في تلك الخطة.. حوالي مليون مصري علم بالخبر.
كان الخوف من تسرب المعلومة للألمان، وكانت طائراتهم لا تزال في جزيرة كريت ويمكنها الإغارة على الجيزة وضرب مركز الاجتماع والتخلص في لحظة واحدة من زعماء الدول العدوة لهم، كما أن المنزل المقرر إقامة الاجتماع فيه قريب أيضًا من فندق «مينا هاوس» حيث يقطن جميع أعضاء الوفدين الأمريكي والبريطاني، وكان وجود الأهرامات في حد ذاته بالقرب من المنزل يمثل مشكلة كبيرة كونه علامة مميزة يمكن رؤيتها من الطائرات ولا يمكن إخفاؤها.
كل تلك التخوفات حملها «كيرك» لقيادات الجيش الأمريكي المكلفة بحماية الاجتماع.
الحل السحري للأمريكان
 

 
 

وبعدها بقرابة 24 ساعة فقط، تلقى السفير الأمريكي مكالمة من قيادات جيش بلاده تؤكد له أن الأمر تم التعامل معه وكمضيف للاجتماع عليه أن يرتاح ولا يشغل باله، تلك التطمينات بعد مجرد ساعات قليلة كان لها وقعها المبهر على «كيرك» ليسأل بحماس: «كيف فعلتم ذلك؟».
وأتى الرد: «فقط قمنا ببناء مجموعة من الأهرامات كتمويه بعيدًا على النهر»، ليكون رد فعل السفير بعيدًا تمامًا عن الانبهار الذي شعر به في البداية، ليرد بدوره فيما يبدو أشبه بالسخرية: «وهدمتم الأهرام القديمة بالطبع؟».