قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه طالب الكونجرس بإنهاء العمل بنظام تأشيرات التنوع، أو نظام الهجرة العشوائية، الذي يكفل 50 تأشيرة أمريكية لراغبي الدخول إلى الولايات المتحدة والحياة فيها. يأتي ذلك بعدما كشفت مصادر أمنية أمريكية أن منفذ هجوم الدهس في نيويورك أول أمس من أصول أوزبكية ووصل إلى أمريكا بعدما كان من المحظوظين الذين حصلوا على تأشيرة الهجرة العشوائية في عام 2010. وقال ترامب إن إلغاء هذا النظام سيكون لما تسبب فيه من أضرار للأمن القومي في البلاد، وأكد انه سيتم تأسيس نظام جديد أكثر صرامة. ولكن موقع "ذا دايلي بيت" الأمريكي أراد أن يُذكر ترامب بأن المهاجرين الذين وصلوا إلى أمريكا عبر برنامج "الهجرة العشوائية" ليسوا جميعًا متطرفين، وأشار في تقريره إلى شاب مصري مسلم وصل إلى أمريكا وأنقذ مدينة نيويورك من هجوم إرهابي في عام 1997. وقال التقرير إن مصريا مسلما وصل إلى الولايات المتحدة الأمريكية بعد حصوله على تأشيرة الهجرة العشوائية، وساعد في إحباط عملية انتحارية بنيويورك. وأضاف أن الشاب، الذي يُدعى عبدالرحمن مصباح، عاش في شقة صغيرة غير نظيفة مع مجموعة من المهاجرين العرب. كانت ظروفه المعيشية سيئة جدًا في حر الصيف، فكانت الغرف بلا تهوية. وتابعت أنه كان يأمل فقط في الحصول على مال كاف لإحضار زوجته وأطفاله للعيش معه. وفي ليلة 30 من يوليو عام 1997، أظهر أحد أصدقاء السكن مع عبدالرحمن للأخير قنبلة محلية الصنع. لم يكن عبدالرحمن يتحدث معه إلا نادرًا، لكنه أكد له أنه في اليوم التالي سيفجرها في نيويورك. وبحسب الموقع كان الرجل يخطط لتفجير قنبلتين متتاليتين، الثانية هي الأكبر، وستكون لاستهداف من يحاولون مساعدة المصابين في الأولى. أخبر عبدالرحمن زميله في السكن أنه سيذهب في جولة، وأراد أن يحذر أي شخص. لكنه وصل إلى الولايات المتحدة الأمريكية قبل أسابيع قليلة. لم يعرف أي شخص أو رقم يمكن الاتصال به، أو حتى كيف يشرح للآخرين. وخلال جولته رأى رجلي شرطة بجوار سيارتهما، فحاول أن يخبرهما بما رآه، كرر كلمة "قنبلة" كثيرًا وأصدر من فمه صوت انفجار حتى يشرح لهما ما يريد قوله. لم يفهمه أي منهما لكن أحدهما قال آنذاك: إن الجدية على وجهه كان ليشعر بها أي شخص يتحدث معه. اصطحبه الشرطيان إلى مكان واضطر للانتظار لساعات حتى وصل مترجم من مكتب الشرطة الفيدرالية (FBI)، ورسم عبدالرحمن له شكل الأجهزة التي رآها. وقال التقرير إنهم في البداية تشككوا في روايته، لكن بحلول الخامسة صباحًا وبعد مرور سبع ساعات على تواصله مع رجال الشرطة، وقبل ساعة ونصف الساعة فقط من الهجوم المنتظر، وصلت قوات خاصة إلى حيث يسكن. حاول زميله في السكن المقاومة، لكن القوة استطاعت أن تجد الأجهزة، والهجوم الذي كان مخططًا أن ينفذه انتحاريون لم يتم. كل من كان في السكن كان سليمًا. وفي نهاية التقرير وجه الكاتب سؤاله قائلًا: "هل في هذه الأيام يمكن لشخص مثل عبدالرحمن أن يذهب إلى الشرطة؟ هل يمكنه أن يذهب إلى شرطيين في الظلام ويحذرهما من هجوم في وقت يتم التعامل فيه مع كل المسلمين والمهاجرين كمشتبه بهم؟".