اتهمت صحيفة "واشنطن تايمز" الأمريكية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنه سبب توتر العلاقات بين الولايات المتحدة ومصر واصفا تقارب القاهرة وموسكو بأنه إسفين نجح بوتين في دقه بين بلاده وأكبر حليف قوي لها في الشرق الاوسط.
وقال الكاتب الأمريكي "هربرت لندن" في مقال كتبه على صحيفة "واشنطن تايمز" الامريكية إن دخول بوتين الى ملعب السياسة في الشرق الأوسط، حقق لروسيا أحد أهم أهدافها على مستوى السياسة الخارجية منذ السنوات الخمسين الماضية، بإدخال قواتها العسكرية في قلب الشرق الأوسط، ومن خلال هذا التطور، استطاعت أن تعيد ترميم التعاون مع مصر. 
ووصف الانتشار الروسي للقوات العسكرية في سوريا حاليا بأنه "لم يسبق له مثيل في التاريخ الروسي الذي يمثل تحديا لم تواجهه سياسة الشرق الأوسط الأمريكية في أربعة عقود على الأقل". 
وقارن الكاتب الأمريكي علاقات مصر وروسيا خلال عهد وزير الخارجية الأمريكي هنري كيسنجر، وخلال عهد الرئيس الراحل أنور السادات، والذي طلب من الخبراء الروس مغادرة مصر قبل حربها مع إسرائيل، والعلاقات القائمة حاليا قائلا: أُرجأت المصالح التي كانت روسيا تزرعها على مدى عدة سنوات، منذ عهد كسينجر، حين تم تقويض الحلم الروسي لايجاد علاقة دافئة مع حليف قوي بالشرق الاوسط.
وأضاف: ولكن في سبتمبر الماضي، اختتم المظليون المصريون والروسيون تدريبات "حماة الصداقة 2" وهي تدريبات عسكرية مشتركة على الأراضي الروسية. 
وأشار الكاتب الامريكي إلى تصريحات قائد القوات المصرية في التدريب المشترك، اللواء محرز عبد الوهاب، والتي أكد فيها أهمية هذه العملية في "تعظيم الخبرات المتبادلة في ضوء العلاقات العسكرية المتميزة بين القوات المسلحة لكلا البلدين". 
وعلق الكاتب الأمريكي قائلا: تتفق هذه العملية مع التعاون العسكري الناشئ منذ عام 2015، وهو تطور مذهل بالنظر إلى أن مصر وروسيا بعد أن عارضا بعضهما البعض في شأن سوريا حيث موقفهما المتباين من مصير بشار الأسد.
وتابع: لكن من الواضح الآن أن روسيا مؤيدة لحكومة الرئيس عبد الفتاح السيسي، وكانت هي من بين الدول الأولى التي أيدت إعلان رئاسته. 
واستطرد: من الواضح أن القاهرة عززت علاقاتها مع موسكو على خلفية العلاقات المتوترة مع إدارة اوباما منذ عزل الرئيس المنتمي لجماعة الإخوان محمد مرسى. 
وانتقل الكاتب الامريكي الى العلاقات المصرية الامريكية قائلا: عندما ألقى الرئيس الامريكي دونالد ترامب خطابه في العاصمة السعودية الرياض؛ لتشجيع تعميق العلاقات بين الولايات المتحدة والدول السنية في الشرق الأوسط، رحب الرئيس عبد الفتاح السيسي بهذا الافتتاح، ولكنه أوضح أن سياسة مصر الخارجية لن تملى من قبل الآخرين. 
وأضاف الكاتب الامريكي: أحد أبعاد هذه السياسة المفتوحة هو أن مصر رفضت الاعتماد على الولايات المتحدة باعتبارها المورد الوحيد للأسلحة، مشيرا إلى أن الرئيس الامريكي السابق باراك أوباما قد رفض مسبقا توفير مروحيات أباتشي لـ مصر لمساعدتها على القتال في سيناء ما أدى إلى عقدها صفقات أسلحة مع روسيا والصين بحوالي 3 مليارات دولار.