تحتقل سلطنة بروناي بالذكرى الـ50 لتولي السلطان «حسن البلقية» حكم البلاد، الذي تولى حكم البلاد في الخامس من أكتوبر عام 1976 بعد أن تنازل والده «السير حاجي عمر علي سيف الدين» عن حكم البلاد الذي تولاه في أغسطس عام 1968.
ووفقًا لـ«رويترز»، فإن مظاهر الاحتفال تبرز هناك في الموكب الضخم الذي يسير فيه السطان احتفالًا بهذه المناسبة، حيث يبلغ طوله 3 كيلومترات، وقد حضره أكثر من 80 ألف شخص منذ ساعات الصباح الباكر.
ولا تقتصر فقط الاحتفالات على هذا الموكب، ولكنها تستمر لمدة شهر كامل، من خلال افتتاح أول جسر معلق بكابلات، وإنشاء حديقة على مساحات شاسعة، ذلك بالاضافة إلى مأدبة كبيرة في قصره الملكي الذي دعا العديد من الشخصيات البارزة من داخل بروناي، أو من العائلات الملكية من الدول العربية، وبريطانيا إليها.
وتتمتع بروناي الواقعة في جزيرة «بورنيو» بموارد كبيرة نتيجة امتلاكها العديد من الموارد كالنفط والغاز، الأمر الذي يرفع مستوى المعيشة للمواطنين هناك، حيث لا يدفع المواطنون ضرائب على الإطلاق، كما يتلقى المواطنون التعليم والخدمات الصحية بصورة مجانية.
وظلت دولة بروناي تابعة للانتداب البريطاني منذ عام 1888، كما كانت ولاية «المالاي» الوحيدة التي رفضت الانضمام للاتحاد الفيدرالي لدول «المالاي» والتي تحولت إلى ماليزيا عام 1963.
ونالت بروناي استقلالها عام 1984، وقد أعلنت عن تطبيقها لأحكام الشريعة الإسلامية عام 2014، هذا الأمر الذي دفع الأمم المتحدة إلى إعلان قلقها البالغ بسبب هذا القرار وذلك وفقًا لـ«بي بي سي»، حيث حظرت كافة المواد الكحولية.
ويعتبر «بروناي دار السلام» هو الاسم الرسمي للسلطنة وعاصمتها «بندر سيري بيغاوان»، ويمثل المسلمون أغلبية السكان في بروناي، حيث تصل نسبتهم إلى 78%، ثم المسيحيون بنسبة 8%، والبوذيون بنسبة 7%.
وقد ولد السطان «حسن» عام 1946، وتلقى تعليمه في بريطانيا، وماليزيا، كما يعتبر من أقدم ملكيات العالم المطلقة، ويعتبر من أغني رجال العالم، وفقًا لمجلة «فوربس» الأمريكية، كما تعتبر الدولة الرابعة في إجمالي الناتج المحلي للفرد وفقًا لصندوق النقد الدولي.
وتعد ثروة السلطان محط أنظار العديد من الناس حول العالم، حيث يمتلك قصر «أستانة نور الإيمان» الذي يعد من أفخم، وأكبر قصور العالم، ويحتوي على 1788 غرفة، كما يمتلك أفخم طائرة في العالم، التي تحتوي على حمام، و مغطس «بانيو» من الذهب الخالص، والطائرة بالكامل مرصعة بالذهب، كما يمتلك 6 طائرات صغيرة، وطائرتين هليكوبتر.
كما يمتلك العديد من المزارع في أستراليا يبلغ حجمها 5.8 كيلومتر مربع، أي أكبر من بروناي نفسها التي تبلغ مساحتها 5.7 كيلومتر مربع، وذلك وفقًا لموقع «بي بي سي».
وبالاضافة إلى كونه رئيس الوزراء، فإنه يرأس أيضًا وزارتي الدفاع، والمالية، وقيادة القوات المسلحة.
وقد دخلت بروناي في الإسلام منذ القرن الخامس عشر الميلادي، عندما تولى حكمها سلطان مسلم من عرقية «المالايو»، كما بدأ سلاطين بروناي في ثلاثينيات القرن الماضي من استخدام عوائد النفط في تمويل الحج، وبناء المساجد، كما تصنف من الدول المتقدمة، وتعد من أغنى دول العالم الإسلامي.