أكدت تقارير أمريكية أن وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون هو الاسم التالي في قائمة المطرودين من الدائرة الداخلية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب بسبب فشله في عدد من الملفات من بينها الأزمة القطرية  والمساعدات لمصر والقضية الفلسطينية.
وتفيد تقارير نشرتها مجلة نيوزويك أن دعوات إقالة وزير الخارجية تتزايد في البيت الأبيض، مستشهدا بمصادر تقول أن ترامب قد زاد "إحباطه" من تيلرسون بسبب سوء عمله. وتضيف التقرير أن أكبر دبلوماسي في الولايات المتحدة غير قادر على رسم بين "قيم امريكا" وبرنامج الرئيس .
وقال تيلرسون فى حديث لشبكة فوكس نيوز " يوم الاحد الماضي حول أحداث فى شارلوتسفيل :"لا اعتقد ان احدا يشكك فى قيم الشعب الامريكى او التزام الحكومة الامريكية بالدفاع عنها. وعندما سأله المحاور كريس والاس عما اذا كان "يبعد" نفسه عن تصريحات ترامب التى اشتملت على انتقادات "لعديد من الاطراف"، رد تيلرسون قائلا "ان الرئيس يتحدث عن نفسه".
انها ليست المرة الاولى التي تضرب بها الشائعات العاصمة الأمريكية واشنطن حول رحيل وزير الخارجية ، ولكن مصادر تؤكد أن إحباط الرئيس من تيلرسون نمت الى حد غير مسبوق بسبب تفكيره المنفصل عن البيت الأبيض.
وبعد اجتماع حول افغانستان مؤخرا، افادت الانباء ان ترامب ان ريكس لم يحضره ، كما أكدت تقارير آخرى أن تيلرسون يتبنى مواقف تتعارض مع ترامب حول أزمة قطر، والاتفاق النووي الإيراني الذي يريد ترامب إلغاءه، تحقيقا لوعوده في الحملة الانتخابية.
وكشفت التقارير أن وزير الخارجية الأمريكي حتى الآن لم يقوم بـ ملء الوظائف السياسية الرئيسية في المؤسسة الدبلوماسية، لكن تيلرسون يلقي باللوم على ذلك على الروتين وأنه يرسل التوصيات بأسماء المرشحين للبيت الأبيض لكن لم يتم الرد عليها أو تصديقها وزارة الخارجية، أما بالنسبة للضرب، تيلرسون يلقي اللوم على نظام "ضبطت".
وفي يوليو الماضي قال متحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية في يوليو ان تيلرسون ليس لديه خطط للمغادرة لكنه يخدم " بكل نشاط الرئيس ترامب".
في مطلع الشهر الجاري كشف مسئول فى الإدارة الأمريكية أن وزارة الخارجية استقبلت وفد من المجلس الأمريكى للمنظمات الإسلامية، بحسب موقع "بريتبارت" الأمريكى.
وكشف المسؤول أن الوزارة تستضيف بانتظام جماعات تمثل فصائل مختلفة فى الولايات المتحدة فى محاولة لشرح للسياسة الأمريكية الخارجية. وأضاف الموقع الأمريكي أن الاجتماع الذي جرى في مقر الخارجية ناقش قضية القدس وما شهده من توتر بين الفلسطنيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي.
من جانبه قال المجلس الإسلامي قال فى بيان له فى 10 أغسطس الماضي أن "ممثلين عن المجلس الأمريكى للمنظمات الإسلامية، وهو ائتلاف من المنظمات الأمريكية والمحلية المسلمة الرائدة، التقى أمس مع مسئولين فى وزارة الخارجية لمناقشة أزمة المسجد الأقصى المستمرة وإنكار إسرائيل للحرية الدينية فى القدس، والتى تحترمها الديانات الإبراهيمية الثلاث".
ومن جانبه، أفاد راين ماورو، وهو محلل أمن قومى فى مشروع "كلاريون"، أن وزارة الخارجية الأمريكية استضافت جماعة تابعة لجماعة الإخوان الإرهابية. وكتب ماورو أن وزير الخارجية ريكس تيلرسون يعارض تصنيف جماعة الإخوان المسلمين كمنظمة إرهابية أجنبية.
وفي هذا السياق  الموقع"ذاته في تقرير له  أن  الإدارة الأمريكية تعاني من تناقضات  في تعاملها مع مصر، بعد قرار حجب جزء من المساعدات العسكرية والاقتصادية.  مضيفا أن الرئيس الأمريكي يحاول إصلاح ما أفسدته وزارة الخارجية مع القاهرة بسبب قرار المعونات.
وذكر الموقع أن ترامب أجرى اتصالا هاتفيا مع الرئيس عبدالفتاح السيسي، ولم يغير هذا الاتصال من الموقف المصري الغاضب في محاولة منه لإصلاح ما أفسده تيليرسون.
أما سجل  تيلرسون فإنه ولد  في ولاية تكساس وترأس شركة "إكسون موبيل" للنفط، وعمل لصالحها في الولايات المتحدة واليمن وروسيا، ولديه علاقة وثيقة بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وكانت علاقة تيليرسون بالكرملين، الذي منحه وسام الصداقة عام 2013، هو الموضوع الرئيسي للتدقيق والفحص من قبل المشرعين الأمريكيين قبل التصويت على منحه الثقة لهذا المنصب الرفيع.
وخلال الجلسة التي عقدها مجلس الشيوخ الأسبوع الماضي للمصادقة على تعيين تيلرسون في منصبه الجديد، أقر بأن الغرب لديه مبررات للقلق من العدوان الروسي، لكنه رفض وصف بوتين بأنه مجرم حرب.
وفي حين أثار المعارضون بعض المخاوف بشأن قدرته على الارتقاء من مجرد رئيس لشركة إلى وزير يتولى الملفات الخارجية لبلاده، يرى بعض أنصاره أن خلفيته في إبرام الصفقات قد تضفي منظورا جديدا على أعلى منصب دبلوماسي في البلاد.
مثل ترامب، لم يتول تيلرسون سابقا أي منصب رسمي في الإدارة الأمريكية، فقد أمضى أكثر من 40 عاما في العمل لشركة إكسون، التي انضم إليها كمهندس إنتاج بعد تخرجه مباشرة من جامعة تكساس في ولاية أوستن، وارتقى في عدة مناصب حتى وصل إلى منصب مدير الشركة عام 2006.
وقال مسؤول رفيع في فريق ترامب وفقا لشبكة "بي بي سي" البريطانية إن اختيار تيلرسون جاء بعد تزكية ودعم من عدد من الشخصيات الجمهورية البارزة، من بينهم وزير الخارجية السابق جيمس بيكر، ووزيرة الخارجية السابقة كوندليزا رايس، ووزير الدفاع السابق روبرت غيتس.