حرص الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الثلاثاء، في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى ممارسة سياسية فرد العضلات في كلمته وإظهار بلاده كقوة ردع عالمية، والعودة إلى استخدام مصطلح "الإرهاب الإسلامي" الذي امتنع عن استخدامه في السعودية خلال قمة أمريكا والعالم الإسلامي.
وتعمد رجل البيت الأبيض، إغفال قضايا مهمة للعالم الإسلامي خصوصا تلك المذابح ضد مسلمي الروهينجا، والصراع العربي الإسرائيلي، وأيضا أزمة قطر التي تشكل قضية محورية في منطقة الخليج الآن.
إيران وكوريا
ونالت كوريا الشمالية وإيران، نصيب الأسد من كلمة ترامب التي سيطرت عليها لغة الجسد، متوعدا بتدمير بيونج يانج وزعيمه كيم جونج أون الذي وصفه بـ"الرجل الصاروخي".
وتطرق الرئيس الأمريكي إلى موضوع الاتفاق النووي مع إيران، واصفا إياه بـ"أسوأ اتفاق دخلت فيه أمريكا" قائلا: "وحكومة طهران تغطي بمظهر ديمقراطي ديكتاتورية عنيفة".
وتابع "الولايات المتحدة لديها قوة كبرى وتتحلى بالصبر لكن إذا اضطرت للدفاع عن نفسها أو عن حلفائها، فلن يكون أمامنا من خيار سوى تدمير كوريا الشمالية بالكامل".
وتابع "طالما أنا في هذا المنصب فسأدافع عن مصالح أمريكا وأضعها قبل أي مصلحة أخرى، لكن مع وفائنا بالتزاماتنا إزاء دول أخرى ندرك أنه من مصلحة الجميع السعي إلى مستقبل تكون فيه كل الدول ذات سيادة ومزدهرة وآمنة".
الإرهاب الإسلامي
وعاد ترامب في أول خطاب أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى استخدام مصطلح "الإرهاب الإسلامي" قائلا: "يجب على كل الدول المسئولة أن تعمل معا لمواجهة الإرهابيين والتطرف الإسلامي الذي يلهمهم، سنوقف الإرهاب الإسلامي المتطرف لأنه لا يمكننا أن نسمح له بأن يمزق دولنا، وبالفعل أن يمزق العالم أجمع".
وفي الوقت الذي تعمد ترامب ربط الإسلام بالإرهاب، تغافل عن جماعة اليمين المتطرف التي تنشر في الولايات المتحدة والعالم وزاد نشاطها منذ وصولها إلى البيت الأبيض.
فلسطين وبورما
وفي الوقت الذي أطلق فيه ترامب عبارات الوعيد، تجاهل التطرق إلى موضوع مفاوضات السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل، إلا أنه قال في وقت سابق، في تصريحات للصحفيين على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك: "هناك إمكانية للتوصل إلى اتفاق سلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، مشيرا إلى أن إدارته تؤيد ذلك".
كما لم يتطرق الرئيس الأمريكي في كلمته إلى الأزمة الخليجية، ومعاناة مسلمي الروهينجا في ميانمار.
أيضا تجاهل ترامب العلاقات الأمريكية الروسية، وما آلت إليه الأوضاع بين البلدين، حيث شهدت العلاقات بين موسكو وواشنطن توترا بعد أن قررت الأخيرة إغلاق القنصلية الروسية في سان فرانسيسكو، ومجمعين دبلوماسيين روسيين في واشنطن ونيويورك.