وسط أجواء من الترقب والتفاؤل الحذر، تحوّلت الكويت، أمس، محور الاهتمام ومحط الأنظار في المنطقة والعالم، مع تسلّم سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد «صمام الأمان للخليج» رداً رسمياً من أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني على المطالب التي قدمتها الدول الأربع، في حين تواصل اصطفاف الدول العربية والاقليمية والغربية وراء الوساطة الكويتية الرامية لرأب الصدع وحل الأزمة.

فبعد استجابة الدول الأربع (السعودية والإمارات والبحرين ومصر) لطلب الكويت تمديد المهلة الممنوحة لقطر 48 ساعة، استقبل سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، في قصر بيان صباح أمس، بحضور سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد وسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك، وزير خارجية قطر الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني والوفد المرافق له.

وسلم وزير خارجية قطر سمو الأمير رسالة خطية من أخيه أمير قطر «تضمنت الرد الذي تم إعداده في وقت سابق من قبل دولة قطر الشقيقة على قائمة المطالب الجماعية»المقدمة من الدول الأربع عن طريق دولة الكويت أواخر الشهر الماضي.

ووسط أجواء التفاؤل التي أشاعها تجاوب الدول الأربع مع طلب الكويت، قال وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة، «نسأل الله عز وجل أن يوفق صاحب السمو أمير دولة الكويت حفظه الله ونتطلع لتجاوب دولة قطر مع مطالب شقيقاتها لما فيها من مصلحة حيوية لنا جميعاً».

وفي إشادة مماثلة بجهود سمو الأمير، قال وزير الدولة للشؤون الخارجية في الإمارات أنور قرقاش، في تغريدة على «تويتر»: «مع إشراقة هذا الصباح (أمس) أدعو أن التمديد الذي سعى إليه الأمير الجليل فرصة للمراجعة وحسن التدبير عند الشقيق، الحكمة مطلوبة والبديل عسير علينا جميعاً».

في سياق متصل، أعلنت وزارة الخارجية المصرية، أمس، أن القاهرة تستضيف غداً اجتماعاً يضم وزراء خارجية مصر والإمارات والسعودية والبحرين «لتنسيق المواقف والتشاور لمتابعة تطورات الموقف من العلاقات مع قطر».

وفي إطار المساندة الأميركية للجهود الكويتية، أجرى الرئيس الأميركي دونالد ترامب سلسلة اتصالات هاتفية مع كل من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، أعرب خلالها عن «قلقه حيال الأزمة»، مشدداً على أن«الوحدة في المنطقة مهمة لتحقيق أهداف قمة الرياض (الإسلامية - الأميركية) بهزيمة الإرهاب وتعزيز استقرار المنطقة».

في الأثناء، رحب وزير خارجية بريطانيا بوريس جونسون بالموافقة على تمديد المهلة باعتبارها «خطوة مهمة في بناء الثقة بين الطرفين»، مضيفاً «نحن نؤيد بقوة جهود الوساطة الكويتية».

ومساء أمس، أجرى وزير الخارجية الألماني زيغمار غابريال محادثات في جدة مع نظيره السعودي عادل الجبير الذي أعرب عن أمله أن يكون رد قطر على مطالب الدول الأربع «إيجابياً».

وقال الجبير، خلال مؤتمر صحافي مع غابريال، في، إن «الهدف من وراء الإجراءات المتخذة بحق قطر هو تغيير سياساتها التي تسيء لها ولدول المنطقة ولدول العالم... نتطلع لاستلام هذا الرد ودراسته بدقة، ومن ثم اتخاذ المواقف اللازمة تجاهها»، مشيراً إلى أن قطر «حققت تقدماً لكنه ليس كافياً بالنسبة لدعم الجماعات الإرهابية».

من جانبه، قال غابريال إن «مجلس التعاون الخليجي قوة استقرار في المنطقة وينبغي أن يظل موحداً»، مضيفاً انه ليس لديه انطباع بأن الدول الأربع تشكك في سيادة قطر.

وأكد غابريال دعم بلاده وساطة الكويت، مؤكداً أنها لا تؤيد طرفاً على آخر، وليس لها موقف منحاز، بيد أنه لفت إلى أن الأزمة تثير قلق بلاده، كونها ستؤدي لإضعاف كل الأطراف المعنية بها والمنطقة بشكل عام.

وشدد في اتصال مع نظيره البحريني على ضرورة تطوير حوار جاد بين الأطراف الخليجية للوصول إلى حل بناء من خلال المفاوضات.

وبحث مجلس الوزراء في الكويت في اجتماعه الأسبوعي أمس الأزمة الخليجية، حيث استعرض النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد الجهود الدؤوبة التي يقوم بها سمو الأمير لمعالجة الأزمة بين الاشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي، فيما أطلع وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء وزير الإعلام بالوكالة الشيخ محمد العبدالله المجلس على فحوى جولته الأميركية - الأوروبية والتي عبر خلالها وزراء خارجية الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا والاتحاد الأوروبي والأمين العام للأمم المتحدة عن تقديرهم لمبادرة صاحب السمو الأمير من أجل تخفيف حدة التوتر وتعزيز الحوار الفعال، والدعم الكامل للمساعي التي يبذلها سموه من أجل حل الخلاف ضمن إطار البيت الخليجي.