عشية انتهاء مهلة الدول المقاطعة لقطر للرد على مطالبها، ومع استمرار الجهود الدولية والإقليمية لاحتواء الأزمة الخليجية، أعلنت الدوحة أمس، رفضها لمطالب الدول الاربع، وأكدت استعدادها للحوار بالشروط المناسبة، في وقت أثنت المانيا على مساعي سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد لتهدئة الأزمة الخليجية وتطوير سبل ممكنة لحل هذه الأزمة، في حين أكد الاتحاد الأوروبي «ضرورة المحافظة على وحدة الخليج وحل الازمة ضمن إطار البيت الخليجي»، فيما جددت الولايات المتحدة وسلطنة عمان الاعراب عن ثقتهما في الجهود التي يقوم بها سمو الأمير ومساعيه الحميدة لاحتواء الخلاف الخليجي الراهن ودعمهما لها. 
وفي وقت اتفق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اتصالين هاتفيين مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ومع العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة «على ضرورة إقامة الحوار المباشر بين جميع أطراف الأزمة حول قطر»، أكدت أنقرة أن «هناك مؤشرات تفيد بأن الحل ممكن لهذه الأزمة».
وفي مؤتمر صحافي في روما، دعا وزير خارجية قطر الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني «إلى الحوار والتفاوض مع الدول الأربع»، وقال ان بلاده «لن تقبل بأي شيء ينتهك سيادتها وترفض هذه المطالب التي لا تتصل بالإرهاب وإنما بالسيادة»، وقال ان «قائمة المطالب أُعدت لكي تُرفض ونحن نشدد على تقديم مطالب مبنية على أسس واضحة»، مشيراً إلى ان «الغرض من المطالب التي قدمتها دول الحصار هو فرض آلية رقابة على قطر (...) وادعاءات هذه الدول مغلوطة الهدف منها محاولة اكتساب تضامن وتأييد دول الغرب»، مشيراً في الوقت نفسه إلى ان «قطر لا ترى احتمالاً لعمل عسكري وتعتقد أن هناك ما يكفي من الحكمة لتجنب هذا التصعيد». وأوضح «ان الدول التي تتهم قطر بالإرهاب لديها مؤسسات وشخصيات متهمة بالإرهاب بخلاف قطر (...) اتهامنا بدعم الإرهاب هو مثار تهكم ودولة قطر مشهود لها في مكافحة الإرهاب».
وتابع: «ليس لدينا مخاوف ومستعدون لمواجهة أي تداعيات بعد انتهاء مهلة دول الحصار»، مشيراً إلى ان «الجامعة العربية لم تحرك ساكناً منذ فرض الإجراءات الجائرة على قطر».
وفيما اعتبر ان «قطر لم تصنع الربيع العربي إنما الشعوب هي التي صنعته بعد عقود من الاضطهاد»، قال إنه «ليس هناك ما يدعو للمطالبة بإغلاق قناة الجزيرة، ونقول لمن يريد إغلاق الجزيرة أن يأتي بقناة تنافسها، فقناة الجزيرة مثلت منصة حرية لمئات الملايين في العالم العربي».
وعن العلاقات مع ايران، قال الشيخ محمد بن عبدالرحمن: «نريد علاقات إيجابية وبناءة مع إيران مبنية على احترام الآخر».
واستبعد الوزير إغلاق القاعدة العسكرية التركية وقال «إنها جزء من اتفاق دفاعي بين دولتين لهما سيادة».
وفي موسكو، أعلن الكرملين أمس، ان الرئيس بوتين تحادث هاتفياً مع أمير قطر، و«بحثا مطولاً الأزمة بين قطر والدول المجاورة»، وشدد بوتين على «أهمية الجهود الديبلوماسية الرامية إلى تجاوز الخلافات وتطبيع الوضع».
واعلن الكرملين ان بوتين تحادث هاتفياً مع ملك البحرين، ودعاه إلى «حوار مباشر بين كافة الحكومات التي هي طرف في النزاع» الذي «ينعكس سلباً على منطقة الشرق الاوسط».
وعقب محادثات أجراها وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء وزير الإعلام بالوكالة الشيخ محمد العبدالله في مدينة دبروفنك الكرواتية مع الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، أول من أمس، أشار بيان مشترك ان «الجانب الأوروبي أكد خلال اللقاء مجدداً ضرورة المحافظة على وحدة واستقرار الخليج وضرورة إيجاد حل في إطار مجلس التعاون الخليجي وعدم السماح بدخول أطراف أخرى في النزاع»، معتبراً ان «موغيريني أكدت مجدداً دعم الاتحاد الاوروبي الكامل لجهود الوساطة التي تقوم بها دولة الكويت والمتمثلة بالمساعي الكبيرة التي يتولاها سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد في هذا السياق».
وفي برلين، أفاد بيان صحافي مشترك صدر عقب لقاء جمع وزير الخارجية الالماني زيغمار غابرييل مع الشيخ محمد العبدالله، أن «الوزير الألماني أكد دعم بلاده لجهود دولة الكويت لرأب الصدع الخليجي والتخفيف من حدة هذا الخلاف ودعوة جميع الأطراف المعنية إلى احتواء ومعالجة الأزمة وذلك ضمن إطار البيت الخليجي».
إلى ذلك، ذكرت وكالة الأنباء العمانية ان الوزير العماني المسؤول عن الشؤون الخارجية يوسف بن علوي بحث هاتفياً مع وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون تطورات الأوضاع في المنطقة والخلاف الخليجي الراهن.
وأوضحت ان بن علوي وتيلرسون «جددا ثقتهما ودعمها» للجهود التي يقوم بها سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد ومساعيه الحميدة لاحتواء الخلاف الخليجي، وعبرا عن تطلعهما لأن تحظى تلك الجهود بدعم جميع الأطراف بما يحافظ على أمن دول مجلس التعاون الخليجي واستقراره وعلى مسيرة العمل الخليجي المشترك وبما يخدم مصالح جميع شعوب دول المجلس.
وفي المقابل، أكدت وزارة الخارجية السعودية أن «مقاطعة قطر جاءت من أجل توجيه رسالة إلى الدوحة مفادها لقد طفح الكيل».
من ناحيته، أعلن وزير الثقافة والإعلام السعودي، عوّاد بن صالح العواد، أمس، في ختام زيارته لألمانيا، «حرص المملكة على دعم كل السبل لمحاصرة الإرهاب والقضاء عليه وقطع تمويله نهائياً».
وفي أنقرة، التقى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان،أمس، وزير الدولة القطري لشؤون الدفاع خالد العطية، بحضور وزير الدفاع التركي فكري إيشق وعدد من المستشارين من الجانبين.
وبعد اللقاء، أعرب الناطق باسم الرئاسة التركية ابراهيم كالين عن أمله في ايجاد حل للازمة.
وقال: «هناك مؤشرات تفيد بأن الحل ممكن. هذا انطباعنا. علينا مواصلة الجهود لاتخاذ تدابير تذهب في الاتجاه الصحيح».