ما ان تطأ قدمك منطقة مواقف مطار الكويت الدولي تتنفس الصعداء وليس إلى منطقة الوزن فقط، فقد كان مطار الكويت أول من أمس حديث الساعة نتيجة تزايد أعداد المسافرين من المواطنين لقضاء عطلة الصيف التي تتزامن منذ سنوات عدة مع عطلة عيد الفطر.
وحرص معظم المقيمين على السفر إلى بلدانهم لقضاء إجازة عيد الفطر بين أهليهم ما تسبب في حالة من الازدحام الشديد امتدت إلى جميع جوانب المطار لا سيما منطقة وزن الأمتعة التي تعتبر نقطة ارتكاز المسافر.
وقال عدد من المسافرين لـ«الراي» إن الوصول إلى المطار بات أمراً شاقاً لأي مسافر مطالبين باستغلال مطار الشيخ سعد للتخفيف من حدة الازدحام الذي يشهده مطار الكويت خصوصاً في العطلات والأعياد.
وأضافوا انه رغم الزحام الذي بات «عرضا مستمرا» في المطار فإن هناك جهوداً يبذلها رجال المطار والعاملون به لإنهاء اجراءاتهم بكل أريحية رغم وجود طوابير طويلة من المسافرين إلا انها كانت تظهر في دقائق وتختفي في دقائق أخرى.
وقالوا إنهم توقعوا ان«يكون هناك ازدحام خصوصاً وان اجازة العيد بدأت في نهاية دوام أول من أمس الخميس، وقدموا للمطار مبكراً لمجابهة هذا الزحام الذي كان يشتد في فترات معينة نتيجة تزامن بعض مواعيد اقلاع الرحلات ويتلاشى في فترات أخرى».
وتحدث سلطان العازمي المسافر إلى الإمارات لـ«الراي» قائلاً إنه سيغادر إلى دبي في اجازة سريعة لمدة 4 أيام ثم العودة إلى الكويت ومنها إلى تركيا مشيراً إلى انه «رغم التزاحم بالمطار اخر أيام شهر رمضان الا ان الملاحظ ان الزحام يزيد في فترات معينة ثم يبدأ في التلاشي ومن ثم يعود الزحام مرة أخرى بفضل جهود العاملين بالمطار وما نراه من اجراءات سريعة». وقال العازمي إنه «أمر طبيعي ان ترى هذا الزحام بهذا الشكل في أواخر شهر رمضان من كل عام بسبب السفر للسياحة والترفيه وسفر المقيمين لقضاء إجازة عيد الفطر عند أهليهم ببلدانهم الأمر الذي يساهم بوجود عدد كبير من المسافرين قد يفوق البنية التحتية للمطار لا سيما وان هناك رحلات متزامنة أو قريبة في مواعيد الاقلاع تتسبب في حدوث ربكة للموظفين أو على الأقل تسبب زيادة الضغط عليهم».
أما المسافر عبدالله العازمي فاستغرب مشهد الزحام واجراءات التعامل مع هذا الزحام والذي كان من نتائجه ان هناك دورية قامت بقطع الطريق أمام المغادرين واضطررنا لدخول مواقف القادمين ثم الصعود بحقائب السفر عبر المصاعد. وأضاف العازمي ان «الدخول للمطار أصبح أمراً شاقاً بالنسبة لأغلب المسافرين لكن برغم كل ذلك وعند دخولنا للمطار بالحقائب وجدنا أمامنا طابوراً لكن ما هي الا دقائق ومرت سريعا إلى صالات وزن الأمتعة وان كانت هناك بعض الصالات شهدت تزاحماً كبيراً من المسافرين».
ورأى ان «المطار الجديد من شأنه القضاء على الزحام والتخلص منه وهذا يتطلب منا ان نتحمل سنوات قليلة حتى نسافر بكل اريحية».
وتمنى ان «يكون هناك تنسيق على مستوى عال بين مطارات الكويت مستقبلاً بحيث يتم توزيع شركات الطيران على المطارين الجديد والقديم والاستفادة من مطار الشيخ سعد لحل المشكلة نهائياً».
من جهته، رأى مبارك العازمي الذي كان يستعد للسفر إلى الامارات ان«زحام المسافرين في اواخر شهر رمضان أمر طبيعي لكننا لم نكن نتوقع ان يشهد المطار ازدحاماً قبل يوم السبت «اليوم» لكن يبدو ان توقعنا لم يكن في محله لأن عطلة العيد بدأت من نهاية يوم الخميس 27 رمضان».
ورأى ان «الاجراءات الأمنية ساهمت في الحد من زيادة أعداد القادمين مع المسافر لتوديعه باستثناء حالات بسيطة للمرافق لزوجته أو أولاده لتوديعهم قبل السفر ومساعدتهم في حمل الشنط وهو شيء يحسب لرجال المطار».
وأوضح انه «في السابق لم يكن يتم منع المودعين للمسافر لكن نتيجة للزحام في المطار من المسافرين تم الاكتفاء بدخول المسافر حتى لا يتسبب المودعون في زيادة الازدحام».
أما سلمان الظفيري والذي كان يستعد للسفر إلى تركيا فلم ير أي مشكلة بالمطار موضحاً انه «أنهى اجراءات سفره في أقل من ساعة وهو وقت جيد بالنظر إلى الزحام في أواخر أيام شهر رمضان».
وقال الظفيري«بعد الانتهاء من اجراءات وزن حقائب السفر اتجهت إلى منطقة المطاعم والكافيهات لتناول القهوة وشراء بعض العطور وخلال تواجدي في الكافيه كنت ألاحظ ان التزاحم ليس مستمراً طوال الوقت وانما على فترات متقطعة فتجد طابوراً من المسافرين قد يستمر لمدة 5 دقائق وفجأة بعد انتهاء الخمس دقائق تجد ان الطابور انتهى وان كان هذا لا يمنع التزاحم على منطقة وزن الأمتعة».
أما حمد العنزي فقد استغرب من إغلاق المواقف العلوية أمام المسافرين والاكتفاء بدخول المواقف السفلية وهو ما تسبب في زيادة ازدحام السيارات بالمواقف السفلية نتيجة زيادة الضغط عليها ومحاولة الوصول إلى الأدوار العلوية عن طريق السير في المواقف السفلية إما على الأقدام أو بالسيارات رغم صعوبة ايجاد مواقف.
وقال العنزي انه «لابد من ايجاد حل لمشكلة (المصافط) التي لم تعد تستوعب سيارات المسافرين وتتسبب في الازدحام إلى جانب ضرورة تعاون المسافرين مع رجال المطار لمعاونتهم على اكمال مهمتهم بأريحية وخدمة جميع المسافرين حتى لا يؤثر الزحام على سفرهم». وأضاف انه «برغم هذا الزحام لكن علينا النظر إلى نصف الكوب الممتلئ فلم نر مسافراً لم يلحق بموعد طائرته لأن الناس تأتي مبكراً لعلمها المسبق بالاجراءات الأمنية المتبعة في الدخول الى المطار».
أما خالد سالم الذي كان يستعد لحمل حقائب أسرته المسافرة إلى القاهرة وقال إن «الزحام اعتيادي ولا يمكن وصفه بأنه زحام كبير لأن الطوابير تسير بشكل جيد والناس تنهي معاملاتها بكل أريحية وموظفي المطار في قمة التعاون مع المسافرين».
وشدد سالم على ان «الزحام أمر عادي في أواخر شهر رمضان وسوف يستمر حتى ليلة العيد»، مشدداً على ان «عملية الانتهاء من اجراءات السفر تسير بشكل طبيعي رغم هذا التزاحم».
وأكد ان «الناس أصبحت تتفهم طبيعة عمل المطار في العطلات والأعياد فتحضر مبكراً قبل موعدها حتى تتمكن من انهاء إجراءات سفرهم بشكل سريع وربما كان ذلك أحد أسباب الزحام».
من جهته، أثنى المسافر فيصل الهاجري على جهود رجال المطار وقال إنهم يعملون بأقصى طاقتهم لانهاء عملية دخول المسافرين إلى المطار ورغم الزحام من قبل المسافرين نجد هناك تيسيرا في عملية الدخول، لا سيما وان أغلب المسافرين حضروا قبل موعد الاقلاع بأربع ساعات للانتهاء سريعاً من اجراءات السفر.
وأضاف «للمرة الأولى سأقضي إجازة في قطر لمدة 5 أيام ثم العودة للكويت ومنها إلى تركيا لقضاء العطلة الصيفية هناك بعيداً عن أجواء الكويت الحارة».
من جهته، قال علي المري إنه «رغم الزحام الشديد فإن هناك جهوداً يبذلها موظفو المطار سواء من رجال الأمن أو الموظفين المدنيين لخدمة المسافرين». وشدد على «أهمية تحمل الزحام عدة سنوات ريثما يتم الانتهاء من مبنى الركاب الجديد، مطالباً بتحويل بعض شركات الطيران إلى مطار الشيخ سعد كي يتم القضاء على جزء من هذا الزحام».
أسباب متعددة
تعطل «سير» الحقائب سبب الزحام والتأخير
وأكد مصدر مسؤول في مطار الكويت ان «الازدحام الكبير الذي شهده المطار أول من أمس كان متوقعاً مع انتهاء الدوامات وبدء عطلة عيد الفطر عملياً، موضحاً ان التأخير الذي حصل في بعض الرحلات وما تم تداوله من صور، سببه تعطل أحد خطوط استلام ونقل الحقائب الأربعة (سير) الموجودة في المطار والتي تخدم شركات الطيران كافة».
وقال المصدر ان وزاره الداخلية وفرت كل الخدمات للمسافرين وفق الصلاحيات الممنوحه لها، وقامت بزياده عدد الكاونترات للجوازات، كما ان الاجراءات التي اتخذتها اداره الطيران المدني بمنع المستقبلين ومرافقي المسافرين من دخول المطار كان لها الاثر الطيب في تخفيف الازدحام والزحمة المرورية حيث يستقبل المطار يوميا اكثر من 2000 سياره لايصال مسافرين او لاستقبالهم او للتسوق من السوق التجاري في المطار».
ارتفاع أعداد الركاب 65 في المئة خلال عطلة العيد
كونا- قال نائب المدير العام لشؤون سلامة الطيران والنقل الجوي في الادارة العامة للطيران المدني المهندس عماد الجلوي ان الادارة تتوقع ارتفاع أعداد الركاب خلال عطلة عيد الفطر اذا كانت عشرة أيام بواقع 65.46 في المئة مقارنة مع أعداد الركاب في عيد العام الماضي.
واضاف الجلوي في تصريح أمس انه من المتوقع أن تصل أعداد المسافرين خلال فترة العيد اذا استمرت عشرة أيام نحو 410.4 ألف راكب مقارنة مع 141.7 راكب في العام الماضي.
وذكر أن مجموع الرحلات لهذا العام ستصل إلى 3162 رحلة مقارنة مع 1231 رحلة في العام الماضي أي بزيادة وقدرها 61 في المئة.