يقع بعض الناس خلال شهر رمضان المبارك أسرى لسلوكيات وممارسات خاطئة ومنها الإسراف في اعداد الطعام وتناوله بدءا من الإفطار وانتهاء بالسحور مع عدم إيلائهم أي أهمية لما يبعد عنهم المتاعب والأمراض كالأطعمة الصحية والرياضة المناسبة.
ولأن ما بني على خطأ فهو خطأ، فإن سلوك الإسراف في الأكل يتسبب في الكثير من المشاكل الصحية ويساهم في ارتفاع معدلات السمنة لاسيما خلال هذا الشهر الفضيل الذي تتنوع فيه الأطعمة وخصوصا المشبعة بالدهون الى جانب العصائر الصناعية الملونة التي تتضمن كميات كبيرة من السكر.
وحول هذا الموضوع، التقت مجلة الدريشة الصادرة عن «كونا» باختصاصي طب العائلة والسكر د.جابر بوحمد للحديث عن أبرز الأخطاء الشائعة التي يقع فيها الصائم في رمضان عند تناوله للطعام حيث قال ان الدين الإسلامي والسنة النبوية الشريفة وضعا منهاجا سليما لحياة صحية مثالية ليس في شهر رمضان فقط وانما في جميع الشهور قوامها قول الله تعالى: (وكلوا واشربوا ولا تسرفوا).
وشدد بوحمد على أن الاعتدال في كل مناحي الحياة وعلى رأسها الطعام هو السبيل لحياة صحية مثالية، مشيرا الى أن من أبرز العادات الخاطئة التي تمارس في رمضان بدء الإفطار بتناول كميات كبيرة من العصائر الصناعية التي يمتلئ محتواها بالسكر الى جانب الأنواع الأخرى من الحلويات التي تزخر بها مائدة رمضان كاللقيمات والقطايف ليشعر الصائم بعدها بساعة أو أقل بنوع من الخمول والتعب وقلة النشاط نتيجة ارتفاع معدل السكر في الجسم والذي يحتاج الى وقت أطول ليتم هضمه وامتصاصه.
وأضاف ان تناول الأطعمة المقلية المشبعة بالدهون الضارة في الإفطار (كالكبب والسمبوسك والبيتزا والفطائر المنزلية) تضر معدة الصائم أيضا لاسيما بعد قضاء فترة طويلة نسبيا من الامتناع عن تناول الطعام الى جانب كونها أطعمة تؤدي الى السمنة وزيادة الوزن.
وأشار الى أن الحل الأمثل للحصول على إفطار صحي تنعم بعده بمعدة مرتاحة ونشاط عام يكمن في اتباع ما جاء في السنة النبوية من تعاليم تبدأ بتناول الصائم بضع تمرات وكوب من الماء أو اللبن ومن ثم الذهاب للصلاة والعودة بعدها لتناول السلطة وهي ركن أساسي على مائدة الإفطار ثم تلحق بها الشوربة ومن ثم تناول كميات قليلة من الطبق الرئيسي على الفطور.
وأكد أن بقية الأصناف الموجودة على مائدة الإفطار لاسيما «المقالي» يجب أن ترحل الى فترة «الغبقة» أي بعد الإفطار بثلاث ساعات على الأقل حيث تكون المعدة قد هضمت الأكل ومهيأة لاستقبال طعام جديد.
وحذر د.بوحمد من الاقبال على تناول الطعام بكثرة في «الغبقة» لانه سيعقبها الدخول في مرحلة السحور، مبينا انه في حالة تكرر «الغبقات» في الشهر الفضيل وما يقدم فيها من مختلف أنواع الطعام فان الحل الأمثل هو تذوق الأصناف الموجودة وعدم حرمان النفس منها ولكن باعتدال.
وعن السحور، قال د.بوحمد ان هذه الوجبة ضرورية جدا للصائم مبينا أن هناك خطأ شائعا عند البعض بعدم تناول السحور وهذا أمر غير صحي ونهت عنه السنة النبوية، مؤكدا أن أفضل أنواع الطعام التي يتناولها الصائم في السحور للشعور بالشبع والراحة هي «الروب» الزبادي البارد والأرز الأبيض «المشخول».
وحول ما يشاع لدى البعض بضرورة ممارسة الرياضة في الساعة الأخيرة قبل الفطور، أوضح بوحمد أن الرياضة مفيدة جدا في كل أشهر السنة ولا يستغنى عنها في شهر رمضان إلا أن الوقت الأمثل لممارستها في الشهر الفضيل هو بعد الإفطار بساعتين أي الفترة بين الفطور والغبقة ويفضل أن تكون رياضة خفيفة ومتوازنة.
ووجه د.جابر بوحمد بعض النصائح لمرضى السكري والغدة الدرقية في رمضان حيث نبه مريض السكري الى ضرورة استشارة الطبيب قبل الصيام ومن ثم عدم الإكثار من تناول السكريات على الفطور حتى السحور والالتزام بأخذ جرعات السكر خلال فترة المساء الى جانب الإكثار من شرب الماء طوال فترة الإفطار.
أما مرضى الغدة الدرقية الذين يلتزمون بأخذ جرعة الدواء يوميا قبل إفطار الصباح فقد نصحهم بترحيل موعد الجرعة الى ما بعد مدفع الإفطار مباشرة بحيث يأخذ الصائم الدواء ثم يذهب للصلاة كفترة استراحة لا تقل عن نصف ساعة ثم يتناول الفطور أو أن يتم ترحيل جرعة الدواء الى فترة ما قبل السحور بنصف ساعة على ألا يكون المريض قد تناول أي طعام قبلها مدة ساعتين وهو الوقت الأفضل من وجهة نظر الطبيب.