بأجواء تقنية استخدمها الجيش الأميركي سابقاً في معتقلاته، سار أمس 94513 طالباً وطالبة على طريق اختبارات نهاية العام الدراسي 2016 - 2017 في المدارس الثانوية كافة، وسط إجراءات، مشددة قطعت الإرسال والاستقبال. فلا صوت في اللجان أمس سوى صفير الأجهزة، ولا هدف إلا ذبذبات الغش، وفي مثل هذا المناخ خلت لجنة التعليم المسائي في ثانوية عروة بن الزبير من طلابها، إذ لم يتقدم إلى الاختبار سوى 10 طلاب فقط من أصل 110 وقعوا تحت الحصار الكامل، فاتجهوا إلى المرضيات عل وعسى أن يتغير الوضع في الدور الثاني.
ومع صبيحة الاختبارات، استنفرت وزارة التربية بكامل قيادييها ومديري مناطقها بالجولات التفقدية لمتابعة سير العملية في المناطق كافة.
وقام وزير التربية وزير التعليم العالي الدكتور محمد الفارس، بجولة تفقدية على سير لجان اختبارات الثانوية العامة للفترة الثانية في ثانوية فهد الدويري بنين وثانوية الجابرية بنات والتابعتين لمنطقة حولي التعليمية.
واكد الفارس ان الاختبارات بدأت بصورتها الطبيعية من حيث جهوزية لجان الاختبارات، وتوفير البيئة المناسبة من اضاءات وتكييف وكل ما يحتاجه الطالب لأداء الاختبار، ومتابعة عملية اجراء تسلم و توزيع اوراق الاختبار وجهوزية غرف الكنترول، وهذا ما تم اتباعه من اجراءات في وزارة التربية والتي وضعتها بالقالب الصحيح والاجراءات السليمة.
واضاف خلال تفقده لجان الاختبار لصفوف العاشروالحادي عشر والثاني عشر وتفاعله مع الطلبة، ان الاختبار بمستوى الطالب ولا توجد اسئلة ذات صيغة صعبة لايفهمها الطالب، او صعوبة في الاختبار.
وشدد على انه سيتم تطبيق اللوائح وسيتم اخذ الاجراءات اللازمة لحالات الغش، مضيفا انه «سيتم متابعة جميع المدارس عن طريق المسؤولين في وزارة التربية».
وقالت المدير العام في الشركة المتعهدة بتركيب أجهزة حظر الغش في المدارس سناء حسونة لـ«الراي»، ان «الأجهزة المستخدمة في المدارس استخدمها الجيش الأميركي في السجون سابقاً، لكشف أي أجهزة إلكترونية مع السجبن وهي تقنية صحية إلى حد كبير، ولا تؤثر أبداً على الطالب كأجهزة التشويش، التي ربما قد تقود إلى مشكلات صحية لدى بعض مرضى القلب».
وبينت أن «آلية الاستخدام تتم عبر شاشة إلكترونية مرتبطة بأجهزة تركب في قاعات الاختبارات، وتستطيع رصد السماعات والتلفونات والساعات وتحدد موقع الطالب الذي بحوزته هذه الأجهزة»، مبينة أن «النظام تحت التجريب حالياً وهي أول تجربة عربية من نوعها وسنعرضها على الجامعات الخاصة إن شاء الله، فهذا النظام يصلح للاستخدام في أي مجال أمني يهدف من خلاله إلى حماية المعلومات».
وأعلن مدير منطقة الجهراء التعليمية وليد الغيث، أن صناديق الاختبارات وصلت إلى المدارس في تمام السابعة صباحاً وفتحت في وقت واحد بلجان الجهراء كافة، والبالغ عددها 36 لجنة في الثامنة صباحاً والحمد لله لم تردنا أي نواقص في أوراق الأسئلة في عموم الـ36 لجنة وكانت العملية تسير بشكل سلس دون أي معوقات.
وأعلن الغيث في تصريح للصحافيين عقب جولة تفقدية قام بها في مدرسة أبو تمام، عن «تشكيل فريق من قياديي المنطقة لمتابعة الاختبارات، وسيقومون بإعداد تقارير مكتوبة عن سير العملية، وإن وجدت أي نواقص فسوف نعمل على تلافيها رغم أنني في تواصل دائم معهم، وإن شاء الله تسير الأمور وفق الخطة الموضوعة وأتمنى كل التوفيق لأبنائي الطلاب والطالبات».
وعن الإجراءات المستحدثة للحد من ظاهرة الغش، قال الغيث «للإدارات المدرسية كل الصلاحيات في عملية ضبط الإختبارات والحد من هذه المظاهر ومنع دخول الهواتف وأي أجهزة إلكترونية، وفق الصلاحيات المتاحة ووفق القانون»، مبيناً أن «محضر الغش لا يتم إلا من قبل رئيس اللجنة وفق شروط أهمها ثبوت أداة الغش على درجة من اليقين، وتدون وترفق بمحضر الغش، ويرفع المحضر في النهاية بتوقيع رئيس اللجنة والملاحظين».
وأضاف أن «الإجراءات المتبعة واحدة في مدارس البنين والبنات على حد سواء»، مشيراً إلى «التدقيق على هويات الطلبة قبل دخولهم لجان الاختبارات ونسير في الـ36 لجنة، وفق خطة واحدة لا تختلف في التفتيش والمتابعة».
من جانبها، رأت مراقبة التعليم الثانوي بمنطقة الجهراء التعليمية خالدة المير، ان «اسئلة الاختبارات جاءت في نطاق ما درسه ابناؤنا الطلبة طوال العام الدراسي»، مشيرة الى ان «اليوم حان وقت حصد ثمار ما تعلموه».
واوضحت ان «المنطقة حرصت على توفير افضل الاجواء للطلبة قبل بدء الاختبارات»، لافتة الى «تخصيص مدارس لتقديم دروس تقوية ليس لابناء الجهراء فقط بل لجميع طلبتنا في مختلف المناطق».
بدوره، قال مدير مدرسة أبو تمام مهنا الشمري «الأمور مستوفاة لدينا ولا ينقصنا شيء»، مؤكداً أن «حضور الطلبة فاق الـ95 في المئة بمن فيهم طلبة المراكز».
«الراي» ترصد اختبار الثانوية العامة
«الفلسفة» صعب وطويل... و«الرياضيات» سهل بأفكار غريبة
| كتب علي التركي |
انطلقت اختبارات المرحلة الثانوية أمس وسط إجراءات تربوية مشددة أهمها محاصرة الغش الإلكتروني بأحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا، فيما دشن طلبة الصف الثاني عشر علمي اختباراتهم بمادة الرياضيات والأدبي بمادة الفلسفة، وسط ردود فعل متباينة من الطلبة الذين أجمعوا في القسمين على سهولة الاختبارين، وإن تخللهما بعض الأسئلة الغريبة.
بداية مع القسم العلمي، أكد الطالب أحمد العنزي في مدرسة أبوتمام سهولة اختبار الرياضيات الذي أعد من صميم المنهج الدراسي بمستوى، وفق قوله، يناسب جميع المستويات الطلابية، مؤكداً أنه «لم يخرج الاختبار عن المألوف رغم احتوائه سؤالين تقريباً بأفكار غريبة بعض الشيء».
وشاطره الرأي الطالب تركي نغيمش الذي أكد أن «الاختبار بشكل عام كان جيداً لم يصل إلى درجة الصعب، ولكنه كان بدرجة الطالب المتوسط وحتى الأسئلة الغريبة فهي من صميم المنهج، ولكن طريقة إعدادها كان وفق أسلوب تحفيز التفكير لدى الطالب للوصول إلى فكرة السؤال، وهذه الأسئلة اعتدنا عليها في اختبارات نهاية الفترة الدراسية الأولى من العام الحالي، ولا معوقات في هذا الأمر أبداً إن شاء الله».
وإلى القسم الأدبي، قال الطالب علي العجمي إن «اختبار الفلسفة كان صعباً وطويلاً والأسئلة كانت كثيرة ومتشعبة رغم أن الاختبار بشكل عام مريح نوعاً ما، ولكنه كان أصعب من اختبار الفترة الدراسية الأولى»، مبيناً في الوقت نفسه ان «الوقت كان كافياً للإجابة».
وأيده زميله الطالب فيصل نواف، حيث وصف مستوى الاختبار بالصعب والطويل والمعقد، الذي يضم كثيراً من الأسئلة الفلسفية الغريبة، مؤكداً «ربما تكون الأسئلة من المنهج الدراسي ولكن طريقة إعدادها فعلاً كانت غريبة، حتى على الطالب الممتاز».
وعن مظاهر الغش في اللجان، قال «لا يوجد غش في اللجنة، فالمراقبة كانت شديدة وإجراءات الوزارة كانت حادة في تعقب جميع وسائل الغش بدءاً بحظر دخول الهواتف على الطلبة والمعلمين وجميع المشرفين في اللجنة».
الخالدي: أجواء مناسبة للاختبارات على أكمل وجه
أعلنت مدير عام منطقة العاصمة التعليمية بدرية الخالدي، أن 12799 طالباً وطالبة في مختلف المدارس الثانوية البالغة 32 ثانوية للبنين والبنات، أدوا اختباراتهم بكل سهولة ويسر ووفق تطبيق آلية الاختبار المريح، لتوفير اقصى بيئات الاستقرار داخل اللجان، موضحة أنها اطلعت بشكل مباشر في ساعات الصباح الاولى على آلية تسلم اوراق الاختبارات وفض المظاريف التي تمت تحت اشراف ادارات المدارس.
واضافت الخالدي خلال جولة في منطقتي شمال غرب الصليبخات وجابرالاحمد، انه تم حث رؤساء اللجان على التحلي بحسن التصرف والحكمة والذكاء في التعامل مع أي حادث معين مع ضرورة الوضع في الاعتبار مصلحة الطلبة بالدرجة الأولى ومراعاة توفير الأجواء الملائمة لأداء اختبارات الطلبة، لكون هذه الفترة جزءا من العملية التعليمية والتحصيلية ما يفرض على جميع المعنيين بالعملية التربوية والتعليمية تهيئة الأجواء بكل متطلباتها، مشددة أن المنطقة التعليمية أوصت الإدارات المدرسية بتطبيق الاختبار المريح وتهيئة الأجواء النفسية، خاصة لطلبة الحالات الخاصة، ليتسنى لجميع الطلبة تأدية اختباراتهم على أكمل وجه.
من اليوم الأول للامتحانات
اختبارات أبناء العويهان
أكد الغيث وجود طالبين في الثانوية العامة من عائلة العويهان، التي تعرض أبناؤها إلى حادث مؤسف. وقد أرسلنا للنظر في إمكانية تقديم الاختبارات لهما وفق لجنة خاصة، وإن لم يرغبا فسوف يحصلان على الدور الثاني إذ تم تخييرهما بين هذين الأمرين، وسيكون اختبارهما في محتوى الفصل الثاني فقط، وليس في كل المنهج.
وداعاً لأحلام الغشاشين
قتلت الأجهزة التقنية التي استخدمتها وزارة التربية بمساعدة بعض الشركات الخاصة أحلام كثير من الطلبة الغشاشين في لجان اختبارات الثانوية العامة حيث ساهمت هذه الأجهزة التي صممت لتعقب الذبذبات الإلكترونية بتضييق الخناق كثيراً على مظاهر الغش الإلكتروني التي عادة ما تنشط في هذه المرحلة.
وبين صفير الأجهزة وأحلام الطلبة لا سيما في المراكز المسائية بدت اختبارات الثانوية العامة أمس وربما للمرة الأولى في تاريخها تحت سيطرة«التربية» فيما انخفضت محاضر الغش كثيراً مقارنة بالأعوام الدراسية الفائتة الأمر الذي جعل الكثير من الطلبة الغشاشين في حيرة من هذا الوضع الجديد وربما تبادلت تلك المجاميع الإلكترونية بعض المداعبات الممزوجة بالغضب والتي مفادها أن وداعا لأيام العز التي انقضت في ربيع الهواتف الذكية وسلام على أيام الساعات والسماعات.
«توهقنا»
باستطلاع أجرته «الراي» مع بعض الطلبة الذين فوجئوا بتركيب أجهزة حظر الغش في ثانوية عروة بن الزبير، قالوا إن استخدام هذه الأجهزة كان مفاجئاً لنا وهي مخالفة لقوانين وزارة الصحة، وربما تؤثر أشعتها على الطلبة، فيما صب أحدهم غضبه على الشركات التي وفرت هذه التقنية للوزارة، مؤكداً أنه «انقلب السحر على الساحر وتوهقنا».
تذليل الصعوبات
أعلن مدير عام منطقة الفروانية التعليمية جاسم بوحمد، ان المدارس تقوم بتذليل كافة الصعوبات أمام الطلبة، من خلال توفير اجواء الاختبار المريح، منوها إلى وجود لجان للحالات الخاصة.
وبين ان عدد الذين لهم الحق في دخول اختبارات نهاية العام 19146 طالباً، تشمل الطلبة والدارسين في تعليم الكبار والمنازل والتعليم الخاص، لافتا الى ان عدد الطلبة في الصف العاشر بنين وبنات 6244 طالبا وطالبة، اما الصف الحادي عشر ادبي بنين وبنات فعدد الطلبة 2598 طالبا وطالبة، و2583 طالبة في الصف الحادي عشر علمي، بينما عدد طلبة الصف الثاني عشر أدبي بنين وبنات 3668، اما طلبة الصف الثاني عشر علمي بنين وبنات4053 طالبا وطالبة.
توجيه اللغة العربية: مراعاة مستويات المتعلمين
اعتبر الموجه الفني العام للغة العربية صلاح دبشة، ان التوجيه راعى في اختبارات الفترة الدراسية الثانية لهذا العام جميع مستويات المتعلمين، كما حرصت لجان الاختبارات على توزيع اسئلتها وفق المستويات المختلفة والمتنوعة بين السهلة والمتوسطة والمميزة وفق نسب متكافئة محددة و مدروسة.
واضاف دبشة انه تم الاخذ بعين الاعتبار ما تم التدريب عليه في الميدان التربوي، بعد التأكد من اعطاء المهارات والموضوعات المقررة حقها من البناء وتنوع التدريب ، وفق ما هو مخطط له في دليل الاداء و التقويم الصادر من التوجيه العام.
و تقدم دبشة ناصحا أبناءه الطلبة بالابتعاد عن المذكرات الخارجية لعدم دقتها، والتقيد بالتدريبات والتطبيقات وأوراق العمل التي قدمت من المدرسة، تحت اشراف المعلمين و اتخاذ الكتاب المدرسي مصدرا رئيسيا للمذاكرة والمراجعة، كما شدد على ضرورة قراءة اسئلة الاختبار قراءة واعية ودقيقة وبتركيز مناسب، وعدم التعجل في الاجابة ووجه التوجيه الفني العام للغة العربية التمنيات والنجاح والتفوق لجميع الطلبة.
الإجابات النموذجية للفلسفة والرياضيات
كالعادة السنوية في اختبارات الثانوية العامة، ورغم كل الحظر والتشويش والمراقبة، كانت الإجابات النموذجية لاختبارات الفلسفة والرياضيات للصف الثاني عشر، تجوب بعض اللجان التي خلت من أجهزة الحظر، فيما كشف بعض الطلبة لـ«الراي» عن إجابات كاملة ونموذجية للاختبارات من الصف العاشر إلى الثاني عشر على هواتفهم الخاصة.
وبسؤالهم عن مصدر هذه الإجابات، قالوا إنها من معلمين اتفقنا معهم سلفاً وفق شبكة طلابية الكل يدفع فيها أجر تلك الإجابات.
وعن كيفية إدخال الهواتف وتصوير الأسئلة وسط هذه الأجواء الرقابية الشديدة، قالوا «الشاطر يستطيع إدخالها وهناك جهات مرنة تسمح بمساحة من الحركة والغش».