نشرت صحيفة الإندبندنت البريطانية، مقالا كتبه باتريك كوبيرن، كاتب صحفي متخصص في شؤون الدفاع، عنوانه: «ترامب ومحمد بن سلمان أخطر رجلين في العالم يلتقيان الأسبوع المقبل».

وقالت الصحيفة إن ولي ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، والرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، يشتركان في زيادة التصعيد ضد إيران.

وذكر كوبيرن، في مقاله، أن عدد كبير من المراقبين يصفون ترامب بأنه أكثر رجل خطورة على وجه الأرض، وإذا به يتلقي بثاني أخطر رجل في العالم وهو بن سلمان، الذي تسبب في حالة اضطراب بمنطقة الشرق الأوسط، وذلك في أول زيارة لترامب إلى المنطقة، إذ يتوجه الأسبوع المقبل، لقضاء 3 أيام في المملكة العربية السعودية.
النقاط المشتركة دونالد ترامب والأمير سلمان بت عبد العزيز
وأوضح أن سلمان وترامب لديهما مواقف متهورة وعدائية سياسية، مشيرا إلى أن ولي ولي العهد، الذي يبلغ من العمر 31 عاما، ويتولى مهام وزير الدفاع، لا يأخذ ملاحظات من المتواجدين حوله، وكذلك لا يتعلم من الأخطاء التي يرتكبها.

ولفت الكاتب إلى أن المخابرات الألمانية نشرت تقريرا تعلن فيه عن خوفها من سلمان، وذلك بعد تسلم والده الحكم، في عام 2015، واصفة إياه بـ«الساذج بأمور السياسة»، محذرة بدرجة كبيرة من اعتماد السعودية على «سياسة متهورة للتدخل»، بسبب تأثير ولي ولي العهد على استقرار المنطقة.

وتابع أنه بسبب وزراة الخارجية الألمانية، اضطرت المخابرات إلى سحب تقريرها، بعد وقت قصير، وهو ما تبين صحة ما جاء فيه، بعد 18 شهرا، ويظهر بوضوح في تخبط السياسة الخارجية للمملكة.

ووصف كوبيرن، الأمير سلمان، بـ«المقامر في السياسة»، مضيفا أنه لا يعرف كيف يتعامل حال وقوعه في مشكلة، ما يؤدي به إلى التخبط، وضرب الكاتب مثالا على صحة حديثه بمقابلة تلفزيونية للأمير السعودية كانت على قناة العربية والتلفزيون السعودي، وهدد فيها سلمان بتدخل المملكة عسكريا في إيران، قائلا: «لن ننتظر وقوع المعركة في السعودية، لكننا سنعمل على أن تكون في إيران».

حديث الملك سلمان بن عبد العزيز يعادي الشيعة وإيران
وذكر أن حديث الأمير السعودية امتلئ بجمل طائفية تعادي الشيعة وإيران، خلال مقابلته هذه، كما أنه تحدث عن المهدي المنتظر، وطمع طهران في وضع يدها على العالم الإسلامي، متابعا أن هذه التصريحات تبعث الخوف في نفوس الشيعة بالسعودية، الذين يشكلون نسبة من السكان، بجانب دول باكستان، العراق ولبنان.

وأوضح الكاتب أن تصريحات الأمير سلمان قد تتسبب في حرب طائفية وحقد ضد الشيعة في المملكة، وهو ما قد يفيد الأمير السعودي في توسيع قاعدته الجماهيرية بالمملكة، والتخلص من منافسيه بالعائلة المالكة.

وألمح إلى ارتباط المصالح «الأمريكية- السعودية» في ضوء الإدارة الأمريكية الجديدة، بجانب مواصل دعم أمريكا للسعودية في عدوانها على اليمن، وأيضا صفقات الأسلحة التي توردها امريكا للسعودية، برغم المطالبات الدولية بوقفها، كما أن الأمير سلمان يحاول إقناع واشنطن بدعم المملكة في مواجهة إيران، إذ اتفقا على التصعيد معا ضد حكومة طهران، وتجلى الأمر في اتخاذ أول قرار بدعم أقليات إيران، لمساعدتهم في الانشقاق.

واختتم الكاتب أن البيت الأبيض قلق بسبب سياسات ترامب، التي يصفها بـ«المتهورة»، لأنه رغم وعوده بعد التدخل في شؤون أي دولة أخرى، والاكتفاء بمحاربة تنظيم «داعش»، إلا أنه شن ضربات على مطار الشعيرات في سوريا، أبريل الماضي، بجانب إلقاء قنبلة «أم القنابل» في أفغانستان.