كشفت مصادر أميركية عن أبرز مواضيع المحادثات المطروحة في القمة المقررة بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب وقادة دول مجلس التعاون الخليجي، في الرياض في الثالث والعشرين من الجاري، التي تتلخص بتعزيز التعاون في مواجهة إرهاب «داعش»، والسعي لعقد صفقات أسلحة ضخمة قد تصل قيمتها إلى نحو 30 مليار دولار، والتأكيد على أن التصدي لأنشطة إيران المزعزعة للاستقرار على رأس أولويات واشنطن، ومحاولة التسويق لسلام خليجي - إسرائيلي يَسبق السلام الفلسطيني - الإسرائيلي ويُمهّد له.
وقالت المصادر المشاركة في الإعداد لزيارة ترامب إلى الرياض، إن الرئيس الأميركي ينوي عرض عقد صفقات تتراوح قيمتها بين 10 و15 مليار دولار مع السعودية، وأخرى تتراوح قيمتها بين 15 و20 مليار دولار مع الكويت وقطر والامارات، مؤكدة أنه «يسعى إلى بيع ما قيمته 30 مليار دولار من الأسلحة الاميركية لحلفاء الولايات المتحدة في مجلس التعاون الخليجي».
وتتضمن مبيعات الأسلحة إلى السعودية، موافقة ترامب على الإفراج عن أسلحة كانت توصلت الرياض لاتفاقية مع واشنطن لتسلمها في العام 2015، قبل أن تعمد إدارة الرئيس السابق باراك أوباما إلى عرقلة التسليم بحجج متعددة، فيما يؤكد العارفون أن حرب اليمن هي التي دفعت أوباما إلى عرقلة الصفقة.
وفي شأن مواجهة إيران و«داعش»، أوضحت المصادر أن ترامب سيشرح للزعماء الخليجيين «التغيير الكبير في سياسة الولايات المتحدة في الشرق الاوسط، خصوصاً لناحية اعتبار ان ايران هي جزء من مشكلات المنطقة، ولا يمكنها أن تكون جزءاً من الحلول»، وأن «التصدي لإيران والميليشيات الموالية لها في عموم المنطقة هي في طليعة أولويات واشنطن».
وتتضمن مواجهة إيران فرض عقوبات اقتصادية على كل المسؤولين الإيرانيين المتورطين في «دعم الإرهاب» بالمنطقة. ويأتي تصعيد ترامب في وقت لم تنجح إدارته حتى الآن، أو هي لا ترغب، في تعطيل صفقتي مبيعات طائرات «بوينغ» المدنية إلى شركات إيرانية، يصل مجموعهما إلى 19.6 مليار دولار. وكانت «بوينغ» وقعت الصفقة الثانية، البالغة قيمتها 3 مليارات دولار، مع خطوط «أسيمان» الايرانية، مطلع الشهر الماضي.
ولا يضاهي مواجهة إيران، من وجهة النظر الأميركية، إلا مواجهة «داعش» وتنظيم «القاعدة».
وفي هذا السياق، قالت المصادر إن ترامب سيشرح للزعماء الخليجيين «خطة طرد (داعش) من الرقة»، وسيطلعهم على تطورات الحرب ضد التنظيم في العراق، خصوصاً على ضوء تعثر الحملة العسكرية العراقية في استعادة كامل مدينة الموصل.
وكشفت المصادر عن طرح جديد يحمله ترامب معه، موضحة أنه «سيسعى إلى إقناع زعماء السعودية ودول الخليج بأهمية التوصل لاتفاق سلام دولهم مع اسرائيل، قبل التوصل إلى سلام اسرائيلي مع الفلسطينيين»، فيما سبق لمسؤولين كبار في البيت الابيض، في طليعتهم جاريد كوشنر صهر الرئيس ومستشاره المكلف عملية السلام، أن تحدثوا عن «قلب عملية السلام رأساً على عقب»، من عملية مبنية على «الخروج من الداخل إلى الخارج»، إلى عملية مبنية على «الدخول من الخارج إلى الداخل».
وحسب رأي إدارة ترامب، فإن «الخروج من الداخل إلى الخارج»، يعني التوصل إلى سلام فلسطيني - اسرائيلي، يُصار بعده إلى توقيع اتفاقيات سلام عربية مع اسرائيل، وهو ما تنص عليه مبادرة بيروت العربية للسلام للعام 2002. أما «الدخول من الخارج إلى الداخل» فهو يعني التوصل إلى سلام عربي مع إسرائيل، يمكن البناء على الإيجابية الناتجة عنه، ويسمح للمسؤولين الخليجيين الانخراط في المفاوضات بين الفلسطينيين والاسرائيليين وتسهيل عملية التوصل إلى سلام فلسطيني - اسرائيلي.
على أن المقاربة الجديدة لا تنال تأييد أصدقاء إسرائيل الأميركيين كافة.
وفي هذا السياق، كتب في «فورين بوليسي» جون هانا، مستشار نائب الرئيس الأسبق ديك تشيني، «لا تضيعوا التعاون العربي - الاسرائيلي على عملية السلام الاسرائيلية - الفلسطينية»، معرباً عن خشيته من أن يطيح أي إقحام لعرب الخليج في عملية السلام الفلسطينية - الإسرائيلية في عرقلة «العلاقات اليافعة الماضية في التحسن» بين إسرائيل ودول الخليج، التي حددها هانا على أنها «البحرين والسعودية والامارات»، فيما لم يأت المسؤول السابق وأحد صقور الحزب الجمهوري على ذكر الكويت.