بتفوق نسبة المؤيدين بـ "نعم" في استفتاء تركيا، أمس، نجح الرئيس رجب طيب أردوغان في تغيير نظام الحكم إلى "رئاسي تنفيذي"، وتغيير 18 مادة في الدستور.
وأوضح المراقبون، أن التغييرات التي سيدرجها الإستفتاء تعتبر "تاريخية" وستحول مسار تركيا السياسي حيث انها ستلغي منصب رئاسة الوزراء وسيظل أردوغان بموجبها رئيسًا حتى عام 2029، وستسمح للرئيس يإعلان حالة الطوارئ، وتعيين وزراء ومسؤولين حكوميين، وكذلك حلّ البرلمان.
فاز أردوغان بالإستفتاء بعد تصويت الأتراك بنسبة 51،3 % بالموافقة على التعديلات الدستورية، مقابل 48،7 %صوتوا بـ"لا"، امس الأحد 16 أبريل 2017.
المعارضة وردود الأفعال الغربية
لاقى الاستفتاء المرتقب حالة من الغضب والإنتقاد من قبل المعارضة الداخلية لتركيا وبعض الدول الأوروبية ذات العلاقات المتوترة مع أنقرة وعلى رأسها هولندا وألمانيا اللتين شهدتا عدة أزمات دبلوماسية مع الجانب التركي، حيث وصفها أردوغان بـ"النازيين" لعدم السماح لوزرائه بالقيام بحملة دعاية للاستفتاء من أجل المغتربين المقيمين هناك.
نشر السياسي اليميني الهولندي، جيرت فيلدرز، الذي كان أحد أبرز رموز تصعيد الأزمة الهولندية التركية في مارس الماضي، تغريدة على حسابة بموقع توتير يهاجم فيها نتائج الإستفتاء التركي، قائلا: "لقد اختارت تركيا المزيد من الفاشية الإسلامية والدكتاتورية اليوم"، ثم تبعها بتغريدة أخرى بلهجة شديدة يهدد بها الأتراك المقيمين في هولندا قائلا، " إذا كنتم صوتوا للدكتاتورية التركية وضد الحرية الهولندية، فلا مكان لعملكم هنا ..عودوا إلى تركيا".
وعن الإتحاد الأوروبي، علق ثلاثة مسئولين كبار على شأن الإستفتاء وهم رئيس المفوضية الاوروبية جان كلود جونكر والممثل الأعلى لسياسة الأمن والشئون الخارجية في الإتحاد الأوروبي فيديريكا موجيريني و يوهانس هان المفوض لسياسة الجوار الأوروبي في بيان مشترك "انهم يحيطون علما بالنتائج المبلغ عنها" وفي إنتظار تقرير من مراقبي الانتخابات الدولية.
وقال الباحث الكردي ديليمان عبد القادر عبر تغريدة على تويتر: " تركيا الآن ضعيفة، مقسمة ويحكمها دكتاتور فاشي.. وليس لديها حلفاء إقليميون، وحان الوقت للغرب لإعادة التفكير بشأنها".
فيما وصف فادي هاكورا، أخصائي الشئون التركية في مركز تشاثام هاوس في لندن، في تصريحه لصحيفة واشنطن بوست الأمريكية، "أن فوز أردوغان "يكبد تركيا ثمنا سياسيا غاليا لكنه يأمل في ردود الأفعال الدولية المناهضة ".
وكان نشر مغردون عدة مقاطع فيديو عبر مواقع التواصل الإجتماعي تظهر أفراد الأمن التركي اثناء مطاردتهم للمدنيين وركلهم وإستخدام الكلاب البوليسية لقمع معارضي الإستفتاء التركي.
تزوير الأصوات
قال كمال كيليكداروغلو رئيس الحزب الجمهوري الشعبى المعارض: "إن المجلس الانتخابى الاعلى غير القواعد فى منتصف المباراة الإنتخابية بعد فتح مظاريف الاقتراع بطريقة تتنافى مع القوانين". وفى وقت سابق، قال نائب رئيس الحزب اردال اكسونجر، إنه سيناقش بين 37 فى المائة و 60 فى المائة من أصوات صناديق الاقتراع.
ونقلت جريدة زمان التركية، عن أطراف المعارضة التركية، أن وجود 2 ونصف المليون صوت بدون أختام رسمية أمر يلقي بظلاله على الاستفتاء، حيث قال نائب حزب الشعب الجمهوري المعارض سنجار أياتا: إن عدد الأظرف غير المختومة بالأختام الرسمية يعادل %5 من الأصوات وكانت قد ذكرت اللجنة العليا للانتخابات بتركيا انها احتسبت بطاقات الاقتراع التي لا تحمل الختم الرسمي للجنة وتم إحصاؤها ضمن فرز الأصوات.
وكانت قد تناقلت مواقع التواصل الاجتماعي مقطعا مصورا من داخل إحدى لجان فرز الأصوات ظهر فيه المراقبون أثناء ختم بطاقات الاقتراع بعد تصويت الناخبين بها، ما يؤكد وجود عملية تزوير واسعة في انتخابات الاستفتاء التركي.