وزير النفط الكويتي: كلي ثقة بأن اتفاقية خفض الإنتاج ستؤتي ثمارها خلال أشهر قليلة
من أسامة جلال
الكويت – 13 – 3 (كونا) – أعرب وزير النفط ووزير الكهرباء والماء الكويتي عصام المرزوق عن تفاؤله بنتائج التزام كبار منتجي بالتفاق خفض الإنتاج قائلا "لكن أنا متأكد وكلي ثقة بأن جميع الدول ملتزمة وستؤتى هذه الاتفاقية ثمارها خلال الأشهر القليلة القادمة".
ولفت الوزير المرزوق في لقاء مع وكالة الانباء الكويتية (كونا) اليوم الى ظهور بيانات جدا إيجابية حتى الآن حول الالتزام العالي باتفاق خفض الإنتاج من أغلب الدول خاصة دول الخليج العربي مشيرا الى ان بيانات شهر فبراير أظهرت أن نسبة الالتزام جاءت أعلى من شهر يناير.
وأوضح انه بعث برسائل للدول التي لم يكن التزامها كاملا في شهر يناير وكانت الردود إيجابية تمت ترجمتها إلى واقع من خلال نتائج شهر فبراير 2017.
ولفت الى ان نسبة الالتزام بخفض الإنتاج زادت من 91 في المئة إلى 95 في المئة في شهر فبراير وفقا للبيانات الأولية المتوفرة حتى الآن "وهذا مؤشر إيجابي للغاية كما يجب أن نركز على المؤشرات الإيجابية الأخرى".
وأفاد بانه بمقارنة متوسط إنتاج دول أوبك وصادرات النفط الخام للربع الرابع لسنة 2016 مع متوسط إنتاج الربع الأول لعام 2017 هناك انخفاضا بمعدل 2ر1 مليون برميل يوميا بحسب المصادر الثانوية وهذا دليل على الالتزام الكامل من أوبك حتى الآن.
وحول تقييمه للالتزام بالخفض للإنتاج من قبل الدول المشاركة بالاتفاق حتى الآن ذكر المزوق بأنه على مدى تاريخ الصناعة النفطية لم تصل نسبة الالتزام من قبل إلى هذه المستويات في جميع الاتفاقيات السابقة لخفض الإنتاج.
وشدد المرزوق على أن عملية إعادة التوازن للسوق العالمية تتطلب المزيد من الوقت والجهد والتعاون إضافة إلى التزام جميع الدول المشاركة في هذا الاتفاق وهناك زيادة في مخزون النفط العالمي تقدر ب 280 مليون برميل تراكمت على مدى السنتين الماضيتين وليس من السهل استهلاكها خلال شهر أو شهرين "لكن أنا متأكد وكلي ثقة بأن جميع الدول ملتزمة وستؤتى هذه الاتفاقية ثمارها خلال الأشهر القليلة القادمة".
وعن سبب الانخفاض الحاد في أسعار النفط خلال الأسبوع الماضي أشار الى ان ذلك يعود الى ارتفاع مخزون النفط الخام في الولايات المتحدة الأمريكية بما يقدر بنحو 2ر8 مليون برميل.
وقال انه وبالرغم من ظهور العديد من النتائج الإيجابية حول التزام الكثير من الدول المشاركة بالاتفاق على خفض الإنتاج الا ان ظهور بيانات مخزون النفط الخام في الولايات المتحدة الأمريكية بينت أن هناك ارتفاعا في المخزون أكثر من المتوقع.
وأشار الى انه بالإضافة الى ما يتعلق ببيانات المخزون الأمريكي هناك بوادر انتعاش إنتاج النفط الصخري وزيادة عدد منصات الحفر بمقدار سبع منصات الأسبوع الماضي وإحدى وتسعون منصة حفر إضافية منذ بداية عام 2017 في الولايات المتحدة الأميركية تزامنا مع ارتفاع الأسعار.
وحول النفط الصخري وبوادر عودة انتعاش الإنتاج مجددا مع ارتفاع الأسعار مؤخرا اوضح الوزير المرزوق أن هناك اجتماعا عقد الأسبوع الماضي بين الأمين العام لمنظمة أوبك ومنتجي النفط الصخري مؤكدا ان هذا الاجتماع كان إيجابيا للغاية.
ولفت الى انه خلال اللقاء تم (كسر الجليد) بين منتجي النفط الصخري وأوبك وأصبح هناك تصورا واضحا بين الطرفين عن أهمية عدم زيادة إنتاج النفط العالمي بنفس الوتيرة التي حدثت خلال الفترة ما بين 2012 و 2014 والتي أدت إلى الانخفاض الحاد لأسعار النفط العالمية بسبب ضخامة الفائض.
واضاف "الدليل على ذلك تصريح السيد هارولد هام رئيس إحدى أكبر الشركات الأمريكية المنتجة للنفط الصخري حيث صرح بأنه يجب أن تكون الزيادة في الإنتاج مستقبلا مدروسة وإلا فإن هذا سيتسبب بإغراق السوق".
واكد المرزوق ان هذا يعد مؤشرا إيجابيا يوضح تفهم جميع الأطراف حساسية سوق النفط وتفهم الجميع لأهمية عدم تكرار ما حدث في 2014 " وبالتأكيد أن أوبك سوف تحاول عقد المزيد من المشاورات مع منتجي النفط الصخري مستقبلا".
وعن الاجتماع الوزاري الثاني للجنة مراقبة الإنتاج في دولة الكويت والمقرر في 26 مارس الجاري واهم ما سيتم مناقشته أوضح المرزوق ان اللجنة الوزارية ستناقش التقرير الذي سيرفع لها من قبل اللجنة الفنية المشكلة لدراسة بيانات إنتاج الدول وستناقش مدى الالتزام لشهر فبراير 2017.
وأفاد بان ما سيتم مناقشته ايضا تأثير تلك المعطيات على ميزان العرض والطلب وأسعار النفط "وقد يتم طرح بعض المبادرات لمساعدة اللجنة الوزارية في عملها لمراقبة الإنتاج وبالتأكيد سوف نقوم بالبدء بمناقشة الخطوات التالية حيث أن الاتفاق كما تعلمون ينتهي بنهاية شهر يونيو 2017".
وبخصوص الاجتماع الوزاري القادم الذي سيعقد في فيينا في 25 مايو المقبل وما هو المتوقع خلاله قال الوزير المرزوق ان هذا الاجتماع سيكون اجتماعا تاريخيا وستحضر كذلك جميع الدول المشاركة بخفض الإنتاج من خارج أوبك "وبالتأكيد سوف يكون محور النقاش ما وصل إليه وضع السوق بعد ستة أشهر من تنفيذ الاتفاق وسيكون هناك تقييم لآثار الخفض ثم اتخاذ القرارات المناسبة بناء على ذلك".
وعن رأيه في إذا ما كانت أوبك والدول من خارجها ستقوم بتمديد باتفاق خفض الانتاج وما هي الخيارات المتاحة افاد المرزوق بان دولة الكويت مع تمديد الاتفاق بعد يونيو وتدعم هذا التوجه لأن ذلك سيعجل من سرعة عملية إعادة التوازن للسوق النفطي العالمي وسيساهم في إعادة الأسعار إلى مستويات مقبولة للدول المنتجة والصناعة النفطية بشكل عام.
وأضاف "لكن من السابق لأوانه الحديث عما سيحدث وسنتشاور مع السادة الوزراء من الدول المعنية ونناقش موضوع التمديد كأحد الخيارات المستقبلية وكما بينت سابقا أن عملية إعادة التوزان في سوق النفط العالمي ليست سهلة وتتطلب المزيد من الجهد والوقت".(النهاية)