"اللى يرفض قرارتى يتشطب من حساباتى" هكذا تتضح سياسة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بإقالة "سالى ييتس" القائمة بأعمال وزير العدل والمسئول بالوكالة عن الهجرة والجمارك لرفضهما قرار الرئيس بحظر استقبال المسافرين من 7 دول إسلامية، وربما يعيد التاريخ نفسه فكما فعلها نيكسون 1973 يفعلها ترامب 2017 فقد أجبر الرئيس الأمريكى الأسبق ريتشارد نيكسون عام 1973 وزير العدل ونائبه على الاستقالة.
وأصدر الرئيس الأمريكى دونالد ترامب الثلاثاء، أمرا بإقالة المسئول بالوكالة عن الهجرة والجمارك وعين بديلا عنه، وأقال ترامب أيضا "سالى ييتس" القائمة بأعمال وزير العدل بعدما أمرت محامى الوزارة بعدم تنفيذ حظر الهجرة الذى أمر به ترامب لرفضهما قرار الرئيس الأمريكى بحظر استقبال المسافرين من 7 دول إسلامية.
وقال شون سبايسر المتحدث باسم البيت الأبيض فى تغريدة على تويتر أن ترامب عين "دانا بوينتى" المحامية الاتحادية لمقاطعة شرق فرجينيا مكان ييتس.
وكشف الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، عن أسباب إقالة "سالى ييتس" القائمة بأعمال وزير العدل وتعيين السيدة "دانا بوينتى"، مؤكدا أن سالى "خائنة" بعد رفضها فرض نظام قانونى يهدف لحماية مواطنى الولايات المتحدة.
ونشر ترامب، عبر صفحته الرسمية على فيس بوك، بيانا قال فيه: "القائمة بأعمال النائب العام "سالى ييتس" قد خانت وزارة العدل من خلال رفضها لفرض نظام قانونى يهدف إلى حماية مواطنى الولايات المتحدة، وقد تمت الموافقة على هذا النظام من حيث الشكل والشرعية من قبل مكتب المستشار القانونى لوزارة العدل".
وأضاف ترامب: "السيدة ييتس جزء من إدارة أوباما الضعيفة فى السيطرة على الحدود والهجرة غير الشرعية، لقد حان وقت الحزم لحماية بلدنا وأراضينا، وأن الإصرار على تطبيق الاحتياطات القصوى للوافدين من الدول السبع المذكورة فى القانون ليس من التشدد ولكن لحماية الولايات الأمريكية".
وقالت سالى ييتس إنها غير مقتنعة بأن الأمر التنفيذى الذى أصدره ترامب بحظر السفر من سبع دول ذات أغلبية مسلمة إلى الولايات المتحدة قانونى.
واتخذت ييتس القائمة بأعمال وزير العدل الأمريكى والتى تعد أكبر محامية عن الحكومة الاتحادية خطوة نادرة غير معتادة بتحدى الرئيس دونالد ترامب بقولها إن وزارة العدل لن تدافع عن قيود جديدة على السفر تستهدف سبع دول ذات أغلبية مسلمة لأنها غير مقتنعة بأنها قانونية.
وأبلغت ييتس محامى وزارة العدل فى رسالة بأنها لا تعتقد أن الدفاع عن الأمر سيكون "منسجما مع التزام هذه المؤسسة الراسخ بالسعى دوما من أجل العدالة والدفاع عن الصواب".
ويقول ترامب إن تشديد الإجراءات بشأن المهاجرين سيحمى أمريكا من الهجمات الإرهابية لكن معارضيه يقولون إنه يستهدف المسلمين تحديدا على نحو غير عادل ويشوه سمعة الولايات المتحدة التاريخية كمكان مرحب بالمهاجرين.
 
ولم يحدث سوى مرات قليلة فقط فى التاريخ الأمريكى أن اختلف مسئولون كبار بوزارة العدل مع البيت الأبيض علنا.
وتسبب قرار ترامب الذى أصدره الجمعة الماضية فى فوضى اجتاحت المطارات العالمية بسبب عدم السماح لعدد كبير من الركاب الين شملهم القرار بالسفر للولايات المتحدة واندلعت تظاهرات عارمة اجتاحت الولايات المتحدة الأمريكية بسبب هذا القرار الذى لاقى إدانات عربية وعالمية.
وكان أشهر تلك المرات فى عام 1973 عندما استقال وزير العدل فى ذلك الحين إليوت ريتشاردسون ونائبه بدلا من إطاعة أوامر الرئيس ريتشارد نيكسون بإقالة مدع خاص يحقق فى فضيحة ووترجيت. واعتبرت الواقعة نقطة تحول بالنسبة لإدارة نيكسون.