تمكن فريق دولى من العلماء فى معهد سولك للدراسات البيولوجية الأمريكى من حقن جنين الجنزير بخلايا بشرية على أمل إنتاج كائنات هجينة يمكن الحصول على أعضائها الحيوية لزرعها فى أجساد المرضى من البشر، بحسب المجلة الطبية "سِل"، أى "خلية".

واستمر الجنين فى النمو لمدة 4 أسابيع كامل، ولكنه لم يستمر حتى وقت الولادة، إذ تستغرق فترة الحمل عند الخنزير الأليف من 112 إلى 120 يوم، ولكن يعد تقبل الجنين للخلايا البشرية واستمراره فى النمو لبعض الوقت يعد تطور علمى رائد، على حد قول صحيفة الإندبندنت.

ويشير إلى إمكانية نمو الجنين حتى وقت الولادة فى يوم ما، ويمكن إخضاعه بعد ذلك لاختبارات الأدوية لأنهم سيتفاعلون معها مثل البشر، بحسب الصحيفة البريطانية.

وقال العلماء إن إنتاج هجين من الخنزير والإنسان أصعب مما كانوا يتوقعون، فبعد عقود من المحاولات، لا زالوا يسعون جاهدين لتحويل الخلايا الجذعية إلى خلايا بالغة داخل أطباق بترى (أطباق تصنع من الزجاج لزراعة الخلايا)، ناهيك عن الأنسجة والأعضاء ثلاثية الأبعاد، حسبما نقلت الإندبندنت عن مجلة "سل".

وقال خوان كارلوس إيسبيسوا بلمونت، أستاذ التعبير الجينى فى معهد سولك: "إن الأمر يشابه محاولة لعمل نسخة من مفتاح. النسخة تبدو متطابقة تماما، ولكن عندما تصل إلى المنزل فلا يفتح الباب. هناك شيء ما نفعله ويجانبه الصواب. كنا نعتقد أن إنبات خلايا بشرية داخل الحيوان ستكون مثمرة أكثر من ذلك بكثير. ولكن لا زال لدينا الكثير من الأشياء لنتعلمها عن التطور المبكر للخلايا".

وأضاف بلمونت إن الفريق فى هذه المرحلة كان يريد معرفة ما إذا كان الأمر ممكنا، متابعا: "الآن، بعدما علمنا أن الإجابة هى نعم، فإن التحدى القادم هو تحسين كفاءة الخلايا البشرية وتوجيهها لتشكيل عضو معين فى الخنزير".

وبدأ العلماء اختباراتهم بهجين من الفأر والجرذ، فحقنوا خلايا الجرذ فى جنين الفأر، ووُلد هجين بأنسجة بانكرياس بدأت بخلايا جرذ عام 2010.

وبحسب موقع ناشيونال جيوجرافيك، فإن أعلن فرق أخر من العلماء يوم الأربعاء الماضى إن بانكرياس نشأ من خلايا فأر فى جنين جرذ نجح فى تأدية وظيفته عندما تم زرعه داخل فئران كانت تعانى من مرضى السكرى، كما أن الكائنات الهجينة نمت حتى سن البلوغ، وبعضهم كون "المرارة"، وهو عضو غير متواجد فى الفئران الطبيعية ولكن يوجد لدى الجرذان.

ويعدل العلماء الجينات لإلغاء جينات خاصة بتكوين أعضاء معينة بينما تكون البويضة فى مرحلة النمو المبكرة، فيحقنوها بخلايا الجرذ لكى يستعملها الجنين بدلا من الجينات التى تم حذفها ويتم تكوين قلب أو أعين أو بنكرياس بصفات الجرذ، ونفس العملية تطبق على هجبين الخنزير والإنسان.

وقالت ناشيونال جيوجرافيك إن تجربة حقن الجلايا الجذعية للجرذان فى أجنة الخنزير فشلت لأن النوعين شديدى الاختلاف، إلا أن أعضاء الخنزير الداخلية تشبه أعضاء الإنسان إلى حد كبير، على حد قولها.

فيديو لرئتى خنزير تنقى دم بشرى بعد تعديلها بجينات بشرية فى جامعة ماريلاند الأمريكية فى يوليو 2016