شنت وسائل الإعلام الأمريكية الهجمات على خطاب دونالد ترامب الأول كرئيس للولايات المتحدة، لدرجة أن شبكة MSNBC قالت عنه إنه خطاب "هتلري" نسبة للزعيم النازي أدولف هتلر، بينما قالت المذيعة والمحللة السياسية ريتشل مادو في تقريرها إن الخطاب مليشياوي ومظلم على حد قولها وركز على انتقاد شعار "أمريكا أولا" الذي كرره ترامب مرتين في الخطاب وقالت عنه إنه يعيد للأذهاب حركة "أمريكا أولا" والتي ظهرت في أوائل القرن العشرين وكان من ضمن قادتها رجال أعمال عنصريون معادون للسامية.
ولكن ما هي أهم النقاط التي جاءت في خطاب ترامب وماذا يعنيه هذا الخطاب على السياسة الأمريكية؟
1 ترامب مستمر في سياسة "أمريكا أولا"
قال ترامب في خطابه إن الولايات المتحدة أنفقت المليارات على دول العالم ولكن الآن الوضع سيتغير وستكون الأولوية للداخل الأمريكي قائلا "أمريكا أولا" مرتين، وهذا يعني بحسب صحيفة "التليجراف" أن ترامب سيستمر في السياسة المثيرة للجدل والتي يصفها الليبراليون بأنها عنصرية وفاشية، لكنها في الوقت نفسه تكسب ترامب تأييدا من قطاع كبير من الأمريكيين.
2 سياسة الحماية
ترامب مهتم بما يعتبره حماية للاقتصاد الأمريكي فهو يريد مثلما يريد مؤيديه أن تكون هناك مصانع أمريكية ومنتجات أمريكية قائلا في خطابه "من الآن فصاعدا سنشتري كل شئ أمريكي" ولذا فليس من الغريب أن تكون تصريحاته متماشية مع تهديداته بوضع عقوبات وتعريفات على الشركات التي تنشئ مصانع خارج الولايات المتحدة مثل أبل.
3 الوطنية هي الحل
ترامب ركز في خطابه على ذكر الرؤساء الذين سبقوه ودعا للوحدة بين المواطنين الأمريكيين، وهي علامة على أنه يعتقد أن بإمكانه إثارة المشاعر الوطنية حتى يجعل الأمريكيين يقفون خلفه.
وكانت العبارات التي يستخدمها ترامب على غرار "سنعيد اكتشاف ولائنا لبعضنا.. وعندما نفتح قلوبنا لوطنيتنا فلن يكون هناك مكان للتعصب".
ولكن رغم هذا فإن ترامب لا يمنح عبارات تطمئن الأقليات في أمريكا والذي يخشون تصاعد معدلات جرائم الكراهية بوصول ترامب للبيت الأبيض.
4 ترامب يرى الحفل بادرة أمل
رغم التظاهرات العنيفة ضده فإن ترامب يعتبر حفل تنصيبه بادرة أمل فهو في ذروة شهرته الشخصية ويريد من خطابه أن يصنه رؤية خاصة به مثلما كانت رئاسة أوباما بادرة أمل لدى الشباب الأمريكي.
لكن ترامب هنا يعتمد أكثر على الجمهوريين وكبار السن ومع ذلك لا يعطي لأنصاره أو معارضيه أي تفاصيل حول رؤيته لمستقبل أمريكا.
5 أوباما ترك أمريكا في حالة من الفوضى
لغة ترامب الجسدية تقول إنه يحترم أوباما لكنه في خطابه يلمح لكونه يرى أن أوباما ترك الولايات المتحدة في وضع أسوأ مما كانت عليه قبل توليه الرئاسة.
فترامب يستخدم عبارات مثل "هذه المذبحة الأمريكية" ويقول بصيغة أمر "هذه المذبحة تتوقف هنا".
كما إنه يشير لعدد من المشاكل التي يعاني المجتمع الأمريكي مثل قلة الوظائف وتوقف عدد من المصانع وحتى جرائم المخدرات، كما إنه يقول إن الولايات المتحدة تخسر 80 ألف وظيفة شهريا بينما التقرير الأخير لأوباما يقول إن الخسائر 75 ألف وظيفة شهريا.
6 ترامب لا وقت لديه للعملية السياسية
أطلق ترامب سلسلة من الهجمات ضد السياسيين الذين يجلسون حوله وكان يوبخهم قائلا إنهم يتحدثون ولا يعملون، وقال "نحن لن نقبل مجددا بسياسيين يتحدثون ولا يفعلون، ويشتكون باستمرار ولا يحلون أي شئ.. وقت الكلام الفارغ انتهى، والأن جاءت ساعة العمل".
ولكن تحذر "التليجراف" من أن كلمات ترامب قد تعود لتطارده هو إذا فشل في الحفاظ على وعوده.
7 ترامب يرى نفسه بطلا مدافعا عن المواطن الأمريكي العادي
ترامب قال للجمهور من مؤيديه إنه لن ينساهم، ولن يتم تجاهلهم مجددا، وكانت حملته الانتخابية مبنية على الاستماع للأصوات الغاضبة من الأمريكيين الذين لم تصل لهم فوائد التقدم الاقتصادي في العولمة.
ترامب في خطابه يقول مشددا "لوقت طويل كانت هناك مجموعة صغيرة تحصد الفائدة وتترك الناس للضياع".
8 ترامب لا يحب التفاصيل
طول خطاب ترامب ستسمع وعودا ولكن عند الرميز فلن تجد أي تفاصيل عن القرارات السياسية التي يريد اتخاذها أو كيف سيحقق الوعود التي قدمها.
وحتى المتحدث باسم ترامب قال إن خطاب الرئيس الأمريكي يعد "وثيقة فلسفية" وليس أجندة سياسية على حد قوله.
هنا ترامب في مرحلة حشد الناس حتى يثقوا به في أول رئاسته ولكنه لا يعطي تفاصيل أبدا.