توقعت صحيفة "إيزفيستيا" الروسية قيام الادارة الامريكية في عهد الرئيس الجديد دونالد ترامب بإدراج جماعة ا&O5275;خوان المسلمين كجماعة ارهابية وذلك في معرض تحليلها لقيام عضوين بالكونجرس الأمريكي بالتقدم بمشروع قانون لوضع ا&O5275;خوان على لائحة الارهاب الأميركية كما فعلت روسيا ومصر والسعودية والامارات.

وقال بهاء الدين عياد الباحث في شؤون الأمن القومي والعلاقات الدولية خلال تعليقه للصحيفة الروسية أن قيام السيناتور الجمهوري تيد كروز بتقديم مشروع قانون لتصنيف جماعة الإخوان المسلمين ككيان إرهابي في الولايات المتحدة الأمريكية يعد تطورا بالغ الأهمية في هذا التوقيت الذي تشهد فيه الجماعة أزمة داخلية حادة وتوجها واضحا لأذرعتها نحو العنف المسلح، على الرغم من كون عضو الكونجرس الأمريكي كان قد قدم هذا الطلب في خريف 2015، حيث يقطع هذا التوجه الأمريكي الطريق على الجماعة نحو إعادة انتاج وتسويق نفسها مجددا للمجتمع الدولي بعد هزيمة "داعش" في سوريا والعراق، وطرح نفسها كبديل "معتدل" للنسخة المتطرفة البشعة التي عاني منها العالم.

وأعتبر "عياد" لصحيفة "إيزفيستيا" أن جماعة الإخوان دخلت مرحلة جديدة من العلاقة بالإرهاب والعنف المسلح مع انقسامها رسميا ونهائيا بعد أن أعلنت في ديسمبر الماضي تشكيل مكتب ارشاد جديد للجماعة وادعاء جبهة العنف التي كانت تتبع القيادي الراحل محمد كمال انتصارها على جبهة القيادات التاريخية للجماعة والمقيمون في لندن والتي تدعو لتغليب العمل السلمي رغبة في الحفاظ على تحالفها في العواصم الغربية، فيما نشطت الحركات الارهابية المحسوبة على الاخوان مثل حركة "سواعد مصر - حسم" وتنظيم "لواء الثورة الارهابي" الذين تورطا وأعلنا مسؤوليتهما منذ يوليو الماضي عن العديد من العمليات الارهابية التي استهدفت شخصيات أمنية وعسكرية ودينية وقضائية في مصر، وبثت "حسم" قبل أيام أول إصدار بعنوان "قاتلوهم" حمل شعار "بسواعدنا نشعل ثورتنا" يوضح احترافية شديدة في العمل الارهابي رغبة منها في حشد مزيد من انصار الاخوان الذين يتبنون منهج حمل السلاح في وجه الدولة.

وحول مصير مشروع القانون الامريكي لإدراج جماعة الاخوان في لائحة الارهاب، اعتبر الباحث في العلاقات الدولية ان هذا القانون ربما يواجه صعوبات، نتيجة لرغبة بعض المؤسسات الامريكية في عدم قطع علاقاتها مع الجماعة واضاعة ما استثمرته خلال العقود الماضية في تنظيم الاخوان الدولي ليس في مصر وحدها ولكن بفروعه المنتشرة في بلدان الشرق الأوسط ومعظم العواصم الأوروبية، حيث توقع "عياد" أن يلقى المشروع نفس مصير لجنة التحقيق البريطانية حول نشاط الاخوان، بمعنى الاعتراف بعلاقة غير مباشرة بين الاخوان والارهاب، موضحا أنه في حالة استطاعت الادارة الامريكية تبني وجهة نظر عضوي الكونجرس الذين تقدما بمشروع القانون والضغط من أجل إقراره، فإن ذلك سيعني دخول جماعة الاخوان في مرحلة من الأفول التاريخي غير المسبوقة، ولكن الجماعة ستقاوم هذا التوجه عبر اللوبي التابع لها في الولايات المتحدة، وعبر "مشغليها" في أجهزة الاستخبارات الأمريكية، وتابع: "أعتقد أن هذا التحرك قد بدأ بالفعل فقد شاهدنا قبل أيام جبهة الشباب الاقرب إلى العنف تصدر بيانا نادرا باللغة الانجليزية تحت عنوان تصريح صحفي من الإخوان المسلمين بشأن مزاعم عسكرة الثورة وانتهاج العنف، أكدت فيه أن إعلان الجماعة عسكرة حراكها المناهض للانقلاب العسكري و الاتجاه الصريح للعنف غير صحيح، ومخالف لأداء الجماعة وأدبياتها".