"الإيدز" الذى يخاف الأشخاص من وصمة العار التى يلصقها بهم أكثر من مدى خطورته على الجسم، التى تدمر الجهاز المناعى لدى الإنسان، ومن ثم يكون معرضا لكل أنواع الفيروسات والإصابات المختلفة وسرعان ما ينهار مصابيه، خاصة أن لم يتلقوا أى نوع من العلاج، هل يمكن الشفاء منه؟! وهل هناك حالات مرضية حقيقية تعافت من فيروس الـHIV ؟
 
حالات تعافت من الإيدز
من المشوق أن نعرف قصص كفاح مختلفة انتصر أصحابها على المرض وتحدوا الشىء الذى لم يكتشف له علاج، ممن أُتاحت لهم الفرصة للتوصل إلى حلول من جانب أطبائهم، وشفوا فعليا وهم لا يتوقعون شيئا من ذلك.
 
طفلة أمريكية أول من تم شفاؤها من الإيدز
اعتبر الأطباء حالة لطفلة أمريكية هى الأولى من نوعها، التى يتم شفاؤها من الإيدز فى التاريخ من بين جميع الأطفال المصابين، وذلك فى عام 2013، بحسب ما جاء عن قناة "DNEWS" العلمية، بناء على نتائج تقرير من جامعة Johns Hopkins عن طفلة من المسيسيبى لديها عامين، وكانت والدتها لم تأخذ أى أدوية لعلاج الإيدز أو حماية الطفلة خلال فترة الحمل، لأنها لم تكن تعلم بإصابتها بالإيدز وبالتالى لم يتخذ أى احتياطات وانتقل الفيروس إلى الطفلة عند ولادتها.
 
وبدأ الأطباء فى التعامل مع حالة الطفلة سريعا ووضعها تحت كورس علاج كامل من ثلاث أنواع عقاقير مضادة للفيروسات، وظل إخضاعها للتحاليل إلى أن اختفت آثار الفيروس من جسم الطفلة بعد 29 يوما فقط، واستمر الأطباء فى علاجها ولكن الوالدة لم تتابع العلاج لطفلتها عند سن 18 شهرًا واختفت من سجلات المتابعة الدورية، ومع وصولها لسن 23 شهرا، تم إجراء التحاليل مجددا لها أى بعد 5 أشهر من شفائها من المرض، واتضح أنه لا يوجد أى أثر لعودة الفيروس على الرغم من الانقطاع التام عن العلاج.
 
وقال الأطباء إن الأطفال المصابين عن طريق الولادة من والداتهم يمكن التعامل معهم سريعا بعلاج مكثف، والذى قد يعود بفوائد ونجاح كبير فى الشفاء، لأن الفيروس لم يتاح له فرصة التمكن من الجسم، وأن العلاج الذى يبدأ عادة فى غضون أيام من الولادة، يساعد الأطفال فى الشفاء من الفيروس ويحقق سكونًا طويل الأمد له، دون الحاجة لتلقى العلاج مدى الحياة، ومع ذلك عندما تمت الطفلة شهرها الـ27 عاد المرض مرة أخرى وتبددت الآمال فى الشفاء منه نهائيا.
 
مريض برلين تحدى الإيدز بعلاج السرطان
وتختلف قصة هذه الطفلة عن مريض برلين الشهير تيموثى راى براون، الذى اختفت لديه الإصابة بالإيدز كاملا بعد تلقيه علاج للشفاء من اللوكيميا (سرطان الدم) التى كان يصاب بها أيضا فى نفس الوقت وذلك فى عام 2007، بحسب ما ذكرته شبكة الـBBC، لأن علاج براون كان أغلى بكثير من مجرد كورس أدوية مكثف، خاصة أنه تم التعامل معه بزرع خلايا جذعية من متبرع لديه تحور جينى منذ الولادة، مما جعله محصنًا من الإصابة بفيروس HIV.
 
طفلة فرنسية أحدث حالات التعافى من الإيدز
أما عن أحدث حالة أقر الأطباء بأنها تعد أول طفلة تتعافى من المرض على الأمد الطويل، وذلك فى يوليو 2015، كانت لاكتشافهم أنها استمرت 12 عاما دون تعاطى أى علاج ولم يعد لها الفيروس بعد، فإنها لطفلة فرنسية بدأت تفاصيل قصتها، بحسب ما نشرته صحيفة ديلى ميل البريطانية، منذ ولادتها والتى أصابت بالفيروس عن والدتها وتلقت عقار zidovudine أوAZT لمدة 6 أسابيع، إلا أن مستويات المرض لم يتم التغلب عليها ما أدى إلى لجوء الأطباء لخلط 4 أدوية قوية مضادة لفيروس الإيدز معا وإعطائها للطفلة إلى أن بلغت 6 سنوات وبعدها انقطعت عن المتابعة.
 
عادت الحالة مرة أخرى بعد 12 عاما، وأقرت والدتها بأنها لم تعط لطفلتها علاجا للإيدز خلال هذه الفترة، إلا أن النتائج كانت سلبية ضد المرض أى أنها لم تثبت وجود فعال له فى جسمها، وهو الأمر الذى جعل الأطباء لا يخضعون الطفلة لعلاج الإيدز مرة أخرى، ومع ذلك تعد هذه الحالة مازالت مصابة بالمرض ولكنه فى حالة خمود تام فأنه عند إخضاعها لاختبارات دقيقة تم رصد آثار بسيطة جدا لوجود إصابة، وهو الأمر الذى يجعلها أول حالة شفاء طويل الأمد من الفيروس ولكن ليس شفاء تاما عن طريق عقاقير مضادة للمرض.
 
قد لا يوجد علاج للتخلص من الإيدز، ولكن هناك عقاقير إذا ما تم التعامل مع الحالات مبكرا، ستؤدى إلى حالة خمود للفيروس لفترة قد تصل إلى سنوات عديدة، فتتيح للكثير من الحالات أن يعيشوا لسنوات طويلة بحياة صحية.