بعد شتات دام مئات السنين منذ أن أقدم الامبراطور الروماني تيتوس على تدمير الهيكل وأورشليم عام 70 م، وتشتت اليهود في شتى أنحاء المعمورة، يعيشون في بيئات منعزلة عن المجتمعات بسبب الشكوك التي أثاروها حولهم، فكان ما يعرف بـ"الجيتو" اليهودي ملجأ لهم، حتى نجحوا في اقناع بريطانيا في الوقوف بجانبهم، فكان الثاني من نوفمبر عام 1917 يوم لا ينسى في ذهن أي يهودي، لأنه وعد من لا يملك لمن لا يستحق، وعد بلفور الذي مر عليه 99 عاما حتى اليوم.

إنجاز للمشروع الصهيوني

اعتبر إسرائيليون  كثيرون أن وعد بلفور إنجاز للمشروع الصهيوني على وصف موقع "المصدر" الإسرائيلي، لأنه عمل على إقامة وطن قومي لليهود في أرض فلسطين.

ويعترف الموقع الإسرائيلي بأن الوعد كان اختراقا تاريخيا وانطلق مع نشره فرح كبير في العالم اليهودي. ومع ذلك، كانت هناك أقلية يهودية رفضت هذا الوعد وأعلنت حربا عليه وعلى الصهيونية.

نص وعد بلفور

وجاء في نص الرسالة: "عزيزي اللورد/ روتشيلد، يسرني جدا أن أبلغكم بالنيابة عن حكومة جلالة الملك التصريح التالي، الذي ينطوي على العطف على أماني اليهود الصهيونية، وقد عرض على الوزارة وأقرته كما يلي: إن حكومة جلالة الملك تنظر بعين العطف إلى تأسيس وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين، وستبذل جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية، على أن يفهم جليا أنه لن يؤتى بعمل من شأنه أن يغيِر الحقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة في فلسطين، ولا الحقوق أو الوضع السياسي الذي يتمتع به اليهود في البلدان الأخرى".

طالع الموضوع التالي:_

رفض بريطاني

رغم توقيع وزير الخارجية البريطاني بلفور على ميثاق إقامة وطن قومي لليهود، لكن بريطانيون كثيرون اعترضوا على تلك الخطوة خشية تعكير صفو علاقتهم بالدول العربية، وعتبروا وقتها أن إقامة الوطن القومي لليهود خيال مجنون.

ومن أبرز المعارضين الذي أوردهم الموقع الإسرائيلي هو اليهودي إدوين مونتاجو بحجة أن الوعد ربما ينشأ ولاءً مزدوجا لدى اليهود في العالم.

12 مسودة قبل الوعد

لم يكن نص وعد بلفور هو النهائي فقد سبقه 12 مسودة حتى تم الوصول للوعد النهائي، الذي يقضي بإقامة وطن قومي للشعب اليهودي فيما يسمى بـ"أرض إسرائيل palestine" وعلى الرغم من أن الوعد لم ينف ولم يحرم الفلسطينيين من إقامة دولتهم، لكن لا تزال مشكلة إقامة وطن قومي لليهود تؤرق السلطة الفلسطينية الحالية، ويبحث الجميع عن مخرج لحل الدولتين.

كواليس الوعد

تحدث الموقع الإسرائيلي عن معطيات ذلك الوعد، بأنه كان يضمن لبريطانيا السيطرة على فلسطين، وممارسة ضغوطات وقتها على القوة الصاعدة الولايات المتحدة الأمريكية، وكانت بريطانيا تميل في هذا التوقيت لسماع الصهيونية العالمية والتعاون معها، ويبدو أن الموقع الاستراتيجي الفلسطيني في قلب دول الشرق، دفع الجانب البريطاني لاستصدار هذا الوعد، لتكون إسرائيل وقتها تابع مطيع لها.

محاولات عربية

لم يرضخ العرب مباشرة للقرار الصهيوني البريطاني، وحاولوا إقامة جبهات مضادة، لمناهضة هذا الوعد، وحاول قادة الصهاينة الجلوس مع العرب، لكنهم رفضوا، وكون العرب رابطة إسلامية مسيحية لاقناع البريطانيين بالتراجع عن الوعد والقرار، لكن كل تلك المحاولات باءت بالفشل تاريخيا، ونجح اليهود في إقامة وطن قومي لليهود في أرض فلسطين.