قد تأتي أحيانًا النعم على هيئة أمراض، وهو بالضبط ما حدث لفتاة صينية في الرابعة والعشرين من عمرها تدعى "ماي" مصابة باضطراب الوسواس القهري، تحولت معاناتها المرضية إلى مصدر ربح لها، بعد أن كان مصدر للألم، حسبما ذكر موقع "نوتيتسي دلموندو" الإيطالي.
 
وأوضح الموقع أن "ماي" كغيرها الكثير من المصابين بهذا المرض تجد في نفسها حاجة ماسة لوضع كل شيء أمامها في ترتيب دقيق، بل أنها تشعر باضطراب يصل إلى حد الألم الجسدي عندما تجد شيء ما في غير موضعه، واستمرت "ماي" في معاناتها هذه وحاولت أن تعيش حياة طبيعية حتى التحقت بعمل كمربية أطفال.
 
بدأت قصة نجاح "ماي" عندما شعرت بانزعاجها المعتاد من وجود دولاب ملابس والدي الطفل الذي كانت ترعاه في حالة فوضى فتطوعت بترتيبه دون أن يطلب منها أحد ذلك كي يهدأ اضطرابها، وعندما شاهد الوالدان براعة ماي في ترتيب دولابهما انبهرا به وقالا لها على سبيل المزاح "لماذا لا تحترفي هذا العمل؟".
 
على الرغم من أن والدي الطفل وجها إليها هذا السؤال مازحين؛ إلا أن "ماي" أخذته على محمل الجد، وقررت بالفعل أن تحترف هذا العمل، وبداية من عام 2015 بدأت الفتاة تعرض خدماتها في ترتيب أغراض رجال الأعمال والأثرياء حتى أصبح لديها الآن 100 عميل من الأثرياء الذي لا يجدون وقتًا يتفرغون فيه لترتيب خزانات ملابسهم أو غرف مكاتبهم.
 
وتحكي إحدى سيدات الأعمال التي جربت خدمة "ماي" لترتيب أغراضها قائلة: "في كثير من الأحيان يميل الصينيون إلى الفوضى إذ يقضون معظم أوقاتهم في البحث عن كيفية جلب المزيد من الأموال دون الالتفات إلى أهمية ترتيب وتنظيف البيئة المحيطة بهم، حتى أنه يمكن ألا تجد مساحة لمجرد الدخول في غرف بعضهم من كثرة ما تراكم بها من الأشياء".